Top

مشاهدات طلاب وباحثو كاوست في سباق جائزة البحرين الكبرى 2019 للفورمولا 1

حضرت مجموعة من طلاب وعلماء أبحاث كاوست أخيرا سباق جائزة البحرين الكبرى 2019 للفورمولا 1 في إطار اتفاقية الأبحاث والتطوير التي مدتها خمس سنوات بين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وماكلاين ريسنغ. صورة الملف.

-بقلم ديفيد مورفي، أخبار كاوست

في عام 1950 أقيمت أول بطولة فورمولا 1 على حلبة سيلفرستون في بريطانيا وذلك عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك التاريخ حفلت سجلات هذه البطولة بتطور مدهش في الاداء الهندسي والتقنيات لاحد  أكثر الرياضات كلفة، وصعوبة، وتحدياً على العالم. في سباق السيارات فورمولا 1، ينبغي مراعاة كل زاوية ممكنة وأي حساب أو شكل أو سمة تصميم أو معادلة أو تبديل، ودراستها بدقة متناهية.

لقد حافظت الهندسة المبتكرة، المقترنة بالتصميم الدقيق، على أهميتها القصوى طيلة 69 عاماً من تاريخ البطولة المسجل. وما زالت فرق فورمولا 1 تهيب بمهندسيها ومصمميها توسيع قدرات سياراتها سعياً للفوز بالبطولة المنشودة، سواء بطولة العالم السنوية للسائقين أو بطولة العالم للصانعين.

وتتراوح تفاصيل صناعة السيارة من تصميم المقصورة، الذي يمكن أن ينقذ حياة السائق، إلى المحركات المتطورة سداسية الأسطوانات على شكل حرف (V)، ذات الشحن القسري، القادرة على بلوغ سرعة 350 كيلومتر في الساعة بقدرة تسارع وسطية 0-60 خلال 2.1 -2.7 ثانية. ويتم إنجاز كل خطوة من خطوات التصميم بدقة متناهية لتقديم سيارة قادرة على بلوغ الأداء الأمثل يوم السباق مع الالتزام، في الوقت نفسه، بأنظمة السباق والسلامة الصارمة، التي وضعها الاتحاد الدولي للسيارات.

تمتاز سيارات فورمولا 1 بتفاصيل مدروسة بعناية ودقة لضمان الأداء الأمثل على المضمار مع الالتزام في الوقت نفسه بمعايير السلامة الصارمة. الصورة مقدمة من شترستوك.

كاوست في السباق 

قد لا يدرك كثير منا حينما يشاهد فعاليات فورمولا 1، مدى الجهد والعمل الدؤوب الذي بذل من خلف الكواليس واستغرق أشهراً وسنوات من التصميم والاختبارات الصارمة التي تستثمر أفضل العقول في ميادين الهندسة والعلوم والتقنية. وتشارك في السباق 10 فرق، يضم كل منها زميلين من أصحاب المهارات العالية (وأحياناً منافسين من الفريق نفسه) تتسابق بسياراتها على أساس زمن دورة محدد.

في هذا العام، وخلال الفترة الممتدة من 29 إلى 31 مارس المنصرم تواجدت كاوست في حلبة سباق جائزة البحرين الكبرى 2019 للفورمولا 1  وذلك في إطار اتفاقية الشراكة في مجال البحث والتطوير التي مدتها خمس سنوات بين كاوست وماكلارين ريسنغ. ولقد حضرت كاوست تلك الفعالية ممثلة بمجموعة من طلاب وعلماء أبحاث مركز أبحاث الاحتراق النظيف ومركز أبحاث الحوسبة الفائقة وقسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية  حيث عاينوا تطبيق الابحاث الاساسية على أرض الواقع.

طلاب الدكتوراة في كاوست في حلبة البحرين الدولية يحضرون في مارس الماضي سباق جائزة البحرين الكبرى 2019 للفورمولا 1. صورة الملف.

انضمت المجموعة التي ضمت خمسة طلاب دكتوراة هم غوستاف نايرينستيدت (مركز أبحاث الاحتراق النظيف)؛ ألتيناي كيداروفا (قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية)؛ دييغو روخاس بلانكو (مركز أبحاث الحوسبة الفائقة)؛ كيران يالامانشي (مركز أبحاث الاحتراق النظيف)؛ فيجاي شانكار بهافاني شانكار (مركز أبحاث الاحتراق النظيف) إلى أعضاء من "ماكلارين" في حلبة البحرين الدولية للوقوف على نتائج الشراكة الناشئة.

وتحدث الطلاب إلى أخبار كاوست عن تجربة الحضور ومشاهدة سباق فورمولا 1 والتحضيرات الصارمة قبل السباق والإثارة والألق ووضع استراتيجية الفعالية الرئيسية والآمال المشتركة تجاه التعاون المستقبلي بين كاوست وماكلارين.

غوستاف نايرينستيدت: معنى الاتساق والالتزام

لم أتردد لحظة عندما طلب مني زيارة فريق ماكلارين للفورمولا 1 في جائزة البحرين الكبرى 2019.   لكونها فرصة ممتازة لرؤية أبحاث مركزنا وهي تختبر في إحدى أصعب البيئات في العالم. وأدركت، باعتباري باحثاً في مجال المحركات، مدى تعقيد الأبحاث التعاونية ومقدار التفكير اللازم عند تطبيق أبحاث أساسية على أرض الواقع في سباقات فورمولا 1. فهناك جوانب كثيرة، ومنها نوع الوقود والكفاءة وأنظمة التبريد، تصنع الفارق بين مكان على المنصة والسائق الذي يخاطر بحياته في المنعطف التالي.

علمني التواجد في جائزة البحرين الكبرى معنى الاتساق والالتزام في كل ما أفعله بمجرد متابعة تحضيرات الفريق قبل السباق. فقد تعلمت من رؤية سائق ماكلارين كارلوس ساينز جالساً بجانبي قبل ساعات من بدء السباق باسترخاء وتركيز فائقما أحتاجه كي أبلغ القمة. ثم نظرت حولي، فرأيت سائق ماكلارين المخضرم فيرناندو ألونسو إلى يساري، وديفيد بيكهام إلى يميني، مما يشير إلى مدى أهمية الحدث بالفعل. سأتذكر هذه التجربة في أيامي الصعبة وابتسم فجأة مجدداً. فالحياة في كاوست تجلب هذه النوع من الفرص.

ناقشت ألتيناي كيداروفا (في الصورة)، طالبة الدكتوراة في كاوست، وفريق الجامعة اتجاهات الأبحاث المستقبلية في شراكة كاوست/ ماكلارين مع ممثلي ماكلارين أثناء سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1. صورة الملف.

ألتيناي كيداروفا: استخدام  تقنية الاستشعار

لقد لمسنا البيئة الودية والتعاونية والروح الموحدة طوال إقامتنا مع فريق ماكلارين. وسنحت لنا فرصة متابعة استعداد الفريق لسباق الجائزة الكبرى وجلسات التدريب المدروسة بعناية في منطقة التوقف للصيانة. ولاحظنا أيضاً العمل الدؤوب لفريق ماكلارين في ورشة الصيانة فائقة التنظيم وجيدة التجهيز. وتمكنا بواسطة سماعات الرأس وشاشات العرض المتعددة من الاستماع إلى المحادثة بين مقر ماكلارين في المملكة المتحدة والفريق التشغيلي في البحرين وسائقين في القاعة المصممة خصيصاً لذلك.

لقد شدّدت كاتي نيك، مديرة شراكات مكلارين، على أهمية التعاون مع مؤسسات مثل كاوست في إدخال مزيد من التحسينات على أداء السيارات. وناقشنا بصورة خاصة استخدام تقنية الاستشعار في الفورمولا 1 وأهمية بيانات القياس عن بعد. وأكملنا هذه المحادثة مع ستيفن وات، رئيس قسم الإلكترونيات في ماكلارين المهتم بتطبيق تقنية كاوست لاستشعار تدفق الهواء في تحليل الأداء الأيروديناميكي للسيارة، فضلاً عن استخدام إمكانيات التغليف والإمكانيات البيئية الخاصة بالمستشعرات التي نطورها في الجامعة.

طالبا الدكتوراة في كاوست دييغو روخاس بلانكو (إلى اليسار) وألتيناي كيداروفا (إلى اليمين) يقفان أمام سيارة ماكلارين في سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1. . صورة الملف.

دييغو روخاس بلانكو: أسرار منطقة الصيانة

التقنية هي العامل الحاسم في سباقات الفورمولا 1، واستطعنا أن نرى بالعين المجردة السباق الذي كان يجري خلف منطقة التوقف للصيانة. في يوم السباق  كان الميكانيكيون والفنيون والمهندسون يستخرجون البيانات ويحللونها ويضعون الاستراتيجيات ويتخذون القرارات ويسابقون الزمن لتحقيق الأداء الأفضل خلال مراحل التأهل. لقد علمني هذا الجزء تحديداً التواضع باعتباري أحد الطلاب الذين يعملون بالتعاون مع ماكلارين. فبعد أن شاهدت شخصياً كيف يضع عملهم مساهمتنا في سياقها السليم، وكيف يعمل الأشخاص المجتهدون على المضمار، أدركت المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاههم.

وبما أنني أعمل ضمن فريق على تحسين الجوانب الأيروديناميكية لمقدمة السيارة، لم أفوّت فرصة التقاط صور تفصيلية للأجنحة الأمامية ومشاركتها مع زملائي. وباعتبارنا علماء حاسوب، كان امتياز المشاركة في مناقشة علمية أثناء مشاهدة النظام الفيزيائي الحقيقي الذي نحلله، فرصة استثنائية.

وفضلاً عن التفاصيل الفنية، فقد منحتنا التجربة منظوراً آخر عن أبحاثنا والدور الذي تضطلع به هذه الأبحاث في الصورة الأكبر بالنسبة لفريق ماكلارين والرياضة عموماً. وتمثل مساهمتنا في نجاح فريقهم تحدياً كبيراً، ولكننا واثقون من أن خبرتنا التي تتضافر مع المرافق الاستثنائية في كاوست ستقدم مساعدة قيمة لفريق ماكلارين في المواسم المقبلة.

أعرب زوار كاوست إلى سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 في مارس عن أملهم بأن يثمر التعاون بين كاوست وماكلارين عن تطوير أبحاث الأخيرة. صورة الملف.

التعاون المستقبلي

قال ماني ساراثي، المدير المساعد لمركز أبحاث الاحتراق النظيف في كاوست: "يمثل إدراك كيفية ترجمة الأبحاث الأساسية إلى تطبيقات واقعية أحد التحديات المهمة في الأوساط الأكاديمية. وتتيح هذه الشراكة لطلاب الجامعة اللامعين العمل مع مهندسي ماكلارين عالميي المستوى على تجربة نقل الأبحاث من المختبر إلى المضمار. لقد أسهم حضور طلابنا سباق فورمولا 1 المثير في تحفيزهم على توسيع نطاق أبحاثهم. وعلى نحو مشابه، فقد تحمس مهندسو ماكلارين عندما زاروا كاوست للتفكير بعمق بكيفية التوصل إلى اكتشافات جديدة في رياضة الفورمولا 1".

ماني ساراثي (في الوسط)، المدير المشارك لمركز أبحاث الاحتراق النظيف في الجامعة مع مسؤولي ماكلارين وسيارة ماكلاين. وقال إن الشراكة بين كاوست/ ماكلارين تمنح الطلاب خبرة نقل الأبحاث "من المختبر إلى المضمار". صورة الملف.


وحول تعاون كاوست وماكلارين لخصت كاديروفا آفاق هذه الشراكة على نحو ملائم قائلة: "أعتقد أن هذه التجربة قد وحدت وألهمت الجانبين دون شك للمضي قدماً معاً كفريق واحد. لقد أظهرت الأثر الحقيقي والإيجابي الذي تمخض عنه التعاون المثمر بين ماكلارين من جهة وكاوست بمرافقها الحديثة المتطورة وباحثيها المتميزين من جهة أخرى".