التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
نَشرت المجلة العلمية Communications Earth & Environment دراسة جديدة لمحاكاة الزلازل قادها كل من البروفيسور مارتن ماي والعالِم بو لي في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست). وتهدف هذه الدراسة لتحسين فهم عملية التصدع في الزلازل الكبرى مثل الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير 2023، والذي استخدمه العالمان لتطوير نموذج ديناميكي ثلاثي الأبعاد يوفر فهماً أدق للهزات القوية التي وقعت في أثناء الزلزال، وبالتالي يعزز من دقة تقييمات أخطار الزلازل المستقبلية.
يذكر أن كارثة زلزال تركيا تسببت في وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص، وتميزت بحدوث "زلزال صدعي مزدوج" – وهو مصطلح يُستخدم لوصف وقوع تصدعين كبيرين تفصل بينهما فترة قصيرة من الزمن. حيث أحدث التصدع الأولى مساراً طويلاً بطول نحو 350 كيلومترًا، مخترقةً أجزاءً متعددة من الفالق بشكل متتابع، تلاها بعد ساعات قليلة صدع ضخم ثانٍ زاد حجم الدمار. وتُعد مثل هذه الزلازل المزدوجة تحديًا في الوصف الرياضي، نظرًا لعدم اتباعها لأنماط ما بعد الهزات الارتدادية المعتادة.
وقال البروفيسور ماي "إن دمج هندسة الفالق ثلاثية الأبعاد مع نموذج بنية الأرض ثلاثي الأبعاد يجعل محاكاتنا أكثر واقعية، ويفسر مجموعة واسعة من الملاحظات على نحو دقيق". وتشمل هذه الملاحظات أنماطًا معقدة من الهزات الأرضية، والتي غالبًا ما ترتبط بزيادة الأضرار والخسائر البشرية نتيجة للموجات الزلزالية الشديدة وغير المنتظمة.
طور العالِم بو لي النموذج ثلاثي الأبعاد للتصدع، والذي يقدم تفاصيل أوفى عن الزلزال، بما في ذلك كيفية انطلاق التصدع وتأخره نتيجة لهندسة الفالق المعقدة والإجهاد الإقليمي الدوراني. كما يوضح النموذج كيف أن التغيرات في سرعة التصدع – وخاصة في حالات التصدعات الأسرع من موجات القص الزلزالية (Supershear ruptures) – يمكن أن تغير نمط الهزات الأرضية، وتؤدي إلى تضخيمها في مناطق بعيدة عن مركز الزلزال. وقد لوحظ هذا النوع من الظواهر أيضًا في زلزال ميانمار في 28 مارس 2025، والذي تسبب بأضرار جسيمة في تايلاند على بعد مئات الكيلومترات من منطقة التصدع.
وتعد هذه الأنواع من التصدعات مصدر قلق متزايد في المناطق النشطة زلزاليًا مثل الشرق الأوسط، يقول ماي "إن المحاكاة العددية المتقدمة لفيزياء الزلازل ستساعد على تحسين التخطيط المدني وتخصيص الموارد، لحماية البنية التحتية والأرواح من الزلازل العنيفة المزدوجة".