Top

خيارات أفضل لمستقبل مشرق

ناقش نيت هاجنز، أستاذ مساعد بقسم علم البيئة، التطور والسلوك، جامعة مينيسوتا، مستقبلنا القائم على الطاقة في برنامج الإثراء الشتوي 2018.

 -بقلم ديفد مورفي, من أخبار جامعة الملك عبدالله

سيحدد حصولنا على الطاقة في المستقبل جميع أنشطتنا ونمط حياتنا كأفراد ومجتمعات وثقافة إنسانية عالمية. فكل جانب من جوانب حياتنا مرهون بالطاقة وبكيفية توليدها واستهلاكها، ونحن كجنس بشري لدينا شراهة كبيرة تجاه الطاقة.
 
في 23 يناير، تحدث نيت هاجنز، أستاذ مساعد في قسم البيئة والتطور والسلوك بجامعة مينيسوتا (UNM)، إلى مجتمع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية خلال برنامج الإثراء الشتوي لعام 2018 حول ما يحفزنا وما يمدنا بالطاقة. وقد ألقى هاجنز، أحد المفكرين الذين يكتبون ويتحدثون عن توليف السلوك البشري والطاقة والاقتصاد والبيئة، والقضايا المتعلقة بالمستقبل البشري، كلمة رئيسية لخّص فيها المادة الدراسية التي يدرسها في جامعة مينيسوتا المسماة "الواقع 101 -استبيان للمأزق البشري."
 
كما أردف قائلاً: "تشتمل المادة الدراسية على علم الأعصاب، علم النبات التطوري، الطاقة، الموارد، المعادن، الاقتصاد، المال، التغيّر المناخي، الانقراض الجماعي، كل هذه العلوم معًا، وسأعرض ملخصًا عن تلك المادة وانعكاساتها في الوقت الراهن".


وركزت كلمته الرئيسية بعنوان "الطاقة والمال والتقنية - من منظور الكائنات الحية الضخمة" على الموضوعات العامة لأساسيات الطاقة والاقتصاد، والمال، والتقنية، ولماذا يعمل البشر في اقتصاد السوق العالمي وكأنهم "كائنات حية ضخمة". ووصف هاجنز - أنه عندما ينظر إلى هذه الموضوعات من منظور بيئي فقط - سيكون بمقدور المجتمع توفير خيارات فردية أفضل. وهذه الخيارات يمكن أن تؤثر على الحكومات وصناع القرار وقادة العالم - وهم الأفراد الذين لديهم القدرة التي تؤهلهم للتأثير على المجتمعات.
 
ثم أضاف هاجن موضحًا: "من وجهة نظري ينبغي أن ترى النظام بنظرة شمولية لفهم مجريات الأمور. فالطاقة تدعم الأنظمة الطبيعية والاقتصادات البشرية. أما التفضيلات البشرية فترتبط بالاحتياج إلى المزيد من الطاقة. وذلك لأن الطاقة أكثر أهمية من المدخلات الاقتصادية الأخرى.

(من اليسار إلى اليمين): عمر كنيو، رئيس برنامج الإثراء الشتوي 2018، نيت هاجنز والبروفسور تاد باتزيك، أستاذ هندسة وعلوم الأرض.

 ​
كما هو الحال مع احتياجاتنا المستهلكة للطاقة، أشار هاجنز أيضًا إلى أن جزءًا كبيرًا من سكان العالم ينظرون إلى العالم من حولهم من خلال المنظور المالي. كما أضاف قائلا: "لدينا اقتصاد قائم على الأسهم، لكننا نعتقد أنه يقوم على حركة رؤوس الأموال. فالنقود ليس لها دعم بيوفيزيائي، بل مجرد علامة لرأس المال الحقيقي؛ فالطاقة هي رأسمالنا الفعلي، لكنها تنفد".
 
بصفته محررًا رئيسيًا سابقًا لدى موقع "The Oil Drum" - أحد المواقع على شبكة الإنترنت التي تحظى باحترام كبير والمُكرّسة لتحليل ومناقشة الطاقة وتأثيرها على المجتمع - سخّر هاجنز صلاحياته في سبيل اعتقاده بأن البشر كائن حي ضخم واحد. "فيزيائيًا، يعمل المجتمع البشري العالمي ككائنات مبددة للطاقة. فنحن البشر، والمجتمع بشكل عام، كائن ضخم متعطّش للطاقة".




كما أضاف قائلاً: "نتجاهل التوقعّات والتحذيرات لأننا نركز على الوقت الراهن. فالمجتمع الإنساني القائم على السوق العالمي يعمل كهيكل تبديدي وسيستمر حتى لا يستطيع ذلك. لذا فنحن في أمس الحاجة إلى الاستبصار الذكي والتكامل لإعداد خطة لتخفيض الاستهلاك في المستقبل".
 
وبغض النظر عن ميولنا إلى إهدار الطاقة والتمويل وتجاهل توقعات الاحتباس الحراري العالمي، يعتقد هاجنز أن جميعها ليست مهدرة للمجتمع البشري في هدفه نحو مستقبل مستدام يمكن تحقيقه. على الرغم من أننا نبدو عازمين على اتخاذ قرارات قصيرة الأجل وغير صديقة للبيئة، دون مراعاة الآثار المترتبة، يعتقد هاجنز أننا لسنا، كعرق بشري، جنس مؤذي كالذي يتم تصويره أحيانًا.
 
ثم أردف هاجنز قائلا: "المزيد من الطاقة لا تجعلنا سعداء، فنحن نعيش من خلال نبض الكربون. نحن بحاجة فقط إلى القليل من كل هذه المواد المادية لنحظى بالسعادة والصحة. فنحن ببساطة نتبع خطى أجدادنا. نحن نمثل كل جزء من الكائنات المتعطشة للطاقة على الصعيد العالمي، حتى إن أنكرنا ذلك".
 
ثم أضاف: "لا أعرف الصورة التي سيكون عليها المستقبل. فليس لدي سوى فكرة عما لن يكون عليه. فالمستقبل هو فرضية التوزيع".
 
ثم اختتم هاجنز خطابه بتذكير الحضور بتوخي مزيد من الحذر وإلا ستتبدد ثرواتهم النسبية مقابل ثرواتهم الفعلية. كما شارك ببعض النصائح لطلبة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. "اجعل جامعتك مصدرًا للجذب ومرتبطة بسوق العمل. في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية نتعلّم العلوم والتقنية التي تنطبق على المجتمع. كن جريئًا وتحمل المخاطر. فالعقل المنضبط والمتعلم هو شيء يلزم الحفاظ عليه".