Top

برنامج الإثراء الشتوي (ويب) 2022 يسلط الضوء على أهمية "المرونة".

انطلقت فعاليات برنامج الإثراء الشتوي (ويب) ٢٠٢٢ في الفترة من ٩ إلى ٢٠ يناير تحت شعار المرونة.

انطلقت فعاليات برنامج الإثراء الشتوي (ويب) لعام 2022 في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) مؤخرًا في الفترة من 9 إلى 20 يناير بصورة حضورية وافتراضية. وكان موضوع هذا العام يتمحور حول "المرونة" من خلال الفعاليات المختلفة التي ضمت أكثر من 65 حدثًا وسلسلة من الكلمات الرئيسية والمحاضرات المتميزة التي قدمها أكثر من 70 متحدثًا محليًا ودوليًا. وكان من بينهم أكاديميون بارزون من جامعات رائدة ونخبة رفعيه من قادة الصناعة ورجال الأعمال والرياضيين والفنانين والمسؤولين. وترأست برنامج هذا العام البروفيسورة المشاركة بيينغ هونغ وشاركتها في الرئاسة البروفيسورة المشاركة ديريا باران.

تميز برنامج هذا العام بالمحاضرات والفعالية الشيقة التي تمحورت حول موضوع المرونة.

تقول بيينغ هونغ: "مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) على مستوى العالم، أعتقد أن موضوع "المرونة" لهذا العام يتناسب بشكل خاص مع حاجتنا للتكيف والبقاء صامدين أمام هذا التحدي وغيره من التحديات التي سنواجهها في المستقبل". ومن بين هذه التحديات التي أشارت اليها هونغ: تطوير أنظمة الرعاية الصحية العالمية، وتفعيل مسؤوليتنا جميعاً أفراداً ومجتمعات وشركات ومؤسسات لمكافحة هذا الوباء والتكيف معه، بالإضافة إلى تسريع عملية التحول الرقمي.

وكان معرض (تحدي الفشل) من بين الفعاليات المتميزة لبرنامج هذا العام، حيث استعرض العديد من القصص حول كيف تقود المرونة الابتكارات والاختراعات للنجاح. الحقيقة هي أن الإخفاقات تحدث وأنه يجب أن نتعلم منها لأنها أساسية في رحلة الابتكار وريادة الأعمال التي تدعم وتمكن الحلول المستدامة لتحسين البشرية.

زوار يستكشفون معرض تحدي الفشل أحد فعاليات برنامج (ويب)2022.

كما تم تسليط الضوء على أهمية التعلم من الفشل كأحد جوانب المرونة في حلقة نقاشية حول تقاطع الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي. وناقشت الحلقة حاجتنا لتطوير بنى تحتية معقدة للبيانات وأنظمة الطاقة من أجل بناء مستقبل تحركه مصادر الطاقة المتجددة، وأن الحل في ذلك يكمن في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة ودمجها في صناعة الطاقة.

كما تضمنت فعاليات (ويب) 2022 العديد من المحاضرات وحلقات النقاش بين العلماء وأعضاء هيئة التدريس والخبراء المشهورون عالميًا حول المناهج القائمة على العلم لمعالجة ظاهرة تغير المناخ والحد من تبعاتها المدمرة عبر بناء أنظمة طاقة ونماذج مناخية مرنة. ومن بين الآثار السلبية العديدة لتغير المناخ هو الخطر الذي يهدد صحة وبقاء النظم البيئية للشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم. حيث تدعم هذه الشعاب حوالي 30٪ من الحيوانات البحرية في البحار والمحيطات. ونحن نعتمد على مرونة الشعاب المرجانية وتحملها لتحقيق الازدهار الاقتصادي واستقرار النظام البيئي البحري وحتى سلامتنا الشخصية. فهي تدعم سبل عيش الناس من خلال مصايد الأسماك، وتدر عائدات سياحية مهمة، بل وتوفر أيضًا حماية ساحلية ضد الأمواج القوية والتوترات الشديدة المتعلقة بالمياه.

شارك في برنامج (ويب) لهذا العام العديد من المتحدثين الدوليين الملهمين، مثل السيد أليخاندرو أجاج، مؤسس سباقات الفورمولا إي وسباقات سيارات الدفع الرباعي الكهربائية، الذي تحدث بإسهاب عن المرونة.

لكن الاحترار العالمي وارتفاع درجات حرارة البحر يمثلان التهديد الرئيسي للشعاب المرجانية والتنوع البيولوجي للأنظمة البيئية البحرية، ويجب علينا عمل المزيد من الأبحاث والجهود للتخفيف من تبعاتها من خلال بناء مستقبل للطاقة النظيفة ووضع استراتيجيات "مرنة" للحد من انبعاثات الكربون.

تفاعل مجتمع كاوست

لا شك أن الجهود المبذولة لتقليل بصمتنا الكربونية وحماية البيئة وبناء المرونة في أنظمتنا تبدأ على المستويين الفردي والمحلي، فالجميع من أطفال وبالغين لديهم أدوار مهمة للمساهمة في هذا الهدف الطموح.

شارك أعضاء المجتمع وزوار (ويب) 2022 في العديد من الأنشطة الترفيهية لبناء المرونة.

ومن الأمثلة الرائعة على ذلك، هو فعالية زراعة أشجار المانغروف في (ويب)2022، حيث قامت مجموعة من الطلبة بزراعة حوالي 220 شتلة من أشجار المانغروف في محمية كاوست الطبيعية من أجل المساعدة في تخفيف البصمة الكربونية الناتجة عن انبعاثات الكربون المرتبطة بالسفر الجوي. وتم تنفيذ هذه الفعالية بالتعاون مع مجموعة التنوع البيولوجي للصحة والسلامة والبيئة في الجامعة، بالإضافة إلى مجموعة إدارة البستنة والمرافق في كاوست.

فعالية زراعة أشجار المانغروف في محمية كاوست الطبيعية.

أيضًا، ولأول مرة في تاريخ برنامج (ويب)، انتقل معرض العلوم السنوي خارج حرم الجامعة، حيث عُقد على طول كورنيش بلدة ثول المجاورة لمدة ثلاثة أيام، وكان احتفالًا بالقوة التعاونية للعلم والاكتشاف بتنظيم مشترك ومتميز من قسم المسؤولية الاجتماعية في "التقدم الوطني الاستراتيجي"، ومكتب وكيل الجامعة للثقافة والإثراء والمشاركة.

جانب من مهرجان العلوم الذي أقيم على طول كورنيش بلدة ثول المجاورة لكاوست لمدة ثلاثة أيام.

وأتاح مهرجان العلوم الفرصة لأفراد مجتمع الجامعة للتواصل مع جيرانهم والمجتمعات المحلية، والاحتفال بكل ما يتعلق بالعلوم، مما يعزز التزام الجامعة بإلهام الجيل القادم من العلماء والمهندسين والمبتكرين وقادة الفكر في المملكة العربية السعودية. جدير بالذكر، أن مهرجان العلوم لهذا العام حضي بحضور لافت تجاوز أكثر من 7000 زائر من جميع الأعمار، جميعهم حضروا لاستكشاف الأنشطة والعروض التقديمية المتنوعة والتفاعلية للمهرجان، والتي تضمنت العروض العلمية المسائية اليومية، والمحاضرات الملهمة من قبل أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، والمسابقات والتحديات العلمية المختلفة.

رئيسة برنامج الاثراء الشتوي(ويب)2022 في كاوست البروفيسورة بيينغ هونغ تلقي كلمة في الحفل الختامي للبرنامج.

وعلى صعيد المشاركات العالمية، نظمت مبادرة نساء مؤثرات في كاوست (WTI) مسابقة تحدي المرونة، دعت خلالها فرق دولية من المبتكرين (نساءً ورجالاً) لتقديم عروضهم التي تطرح حلول قائمة على العلم وتساعد في بناء المرونة في النظم البيئية المحلية. وكانت المحاور الرئيسية هي: البيئة، والصحة، والاتصال، والتحول الرقمي، والأمن السيبراني، والغذاء والمياه والطاقة. وتم الإعلان عن الفائزين الثلاثة الأوائل خلال حفل توزيع جوائز برنامج ويب في 20 يناير 2022.

كان برنامج الإثراء الشتوي (ويب) 2022 في كاوست برعاية شركة سدكو القابضة، وقسم ابتكارات كاوست، ومؤسسة التميمي العالمية، وقسم التقدم الوطني الاستراتيجي، وادارة الساحل والحياة المجتمعية في كاوست.