Top

استخدام الحواسب الفائقة لتمكين التنافسية الصناعية

 
لقد ولجت الحواسب الفائقة كافة مجالات التصميم الصناعي فضلاً عن العلوم. ويمكن لهذه الحواسب محاكاة الزلازل والتنبؤ بظروف الطقس القاسية ومساعدتنا على فهم تغيّر المناخ. أما في مجال علم المواد، فيمكن استخدامها لبناء مواد أكثر فاعلية، ونمذجة عملية الاحتراق داخل محرك سيارة، وتصميم محركات أفضل، والمساعدة على تصميم أنواع وقود أكثر نظافة.
ومازال قطاع الحوسبة حتى الآن يقود التقنية قدماً من خلال صناعة حواسب أسرع بصورة متزايدة، ولكن ماذا الذي يحدث عندما تصل الحواسب الفائقة إلى ذروة إمكانياتها؟
 

تخطي الحدود التقنية الفائقة

قال ستيفن سكوت، النائب الأول للرئيس والمدير الفني في شركة "كراي"، أثناء زيارته الأخيرة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لحضور الملتقى العالمي لتقنية المعلومات: "يمتاز العلماء بنهم يتعذر إشباعه. فهم يواجهون مشاكل يمكن أن تستفيد من استطاعة حوسبة أكبر بعشر مرات أو مئة أو ألف مرة من الاستطاعة المتوفرة حالياً".

ولكن سكوت يقول إننا نبدأ بالوصول إلى القيود الأساسية عندما نرغب في بناء حواسب ذات سرعة أعلى. وعند تباطؤ وتيرة التقدم في المجال التقني، يتصاعد القلق في قطاع الحاسبات.

وأضاف: "إذا لم تواصل سرعة الحواسب ارتفاعها بالمعدل المألوف سابقاً، فعلينا أن نتوصل إلى سبل أخرى لتحقيق ذلك الأداء. فقد حان أوان الشعور بعدم الرضا عن النفس قليلاً، وعلينا أن نبدأ بإيجاد طرق أفضل لتصميم هذه الرقائق".

لقد فتحت هذه الذروة الحتمية للأداء في تقنية الدارات الكامنة وراءه مجالاً جديداً تماماً لتصميم المعالجات، إذ راح المعنيون يستكشفون سبلاً مختلفة لتصميم معالجات بهدف الحصول على فاعلية أكبر. وبالإضافة إلى ذلك، فقد حدث تطور في تصميم تقنية جديدة في الترتيب الهرمي للذاكرة والتخزين كسبيل آخر لتحسين الأداء.​

 
​​

المضي نحو تمكين التغيير العالمي

في الوقت الذي يعمل فيه الباحثون على إيجاد سبل لتطوير تقنية الحواسب الفائقة، تواصل الحواسب المتوفرة حالياً استخلاص التحليلات التي تساعد العلماء على إنتاج أبحاث من شأنها أن تغيّر العالم.
وقال سكوت: "يمكننا بناء حاسب فائق في كراي، ولكن ذلك لن يغيّر شيئاً للبشرية. أما ما يفعله عملاؤنا بهذه الماكينات، فهو يبعث على الدهشة والإعجاب. إنهم يجعلون العالم أكثر أماناً، ويصممون منتجات أفضل، وينقذون أرواحاً".

لقد تعاظمت أهمية استغلال التقنية في المنافسة الصناعية كثيراً، وهذا ما يفسر حرص العديد من المؤسسات البحثية الرائدة عالمياً، ومنها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، على اقتناء الحواسب الفائقة. وقال سكوت شارحاً: "تصميم محركات أفضل وأنواع وقود أجود ومواد فعالة أخف وزناً... يمكن لهذه المجالات كلها أن تساعد اقتصاداً إقليمياً على النهوض في هذه البيئة العالمية شديدة التنافسية".
 
يقول سكوت إن الحواسب الفائقة تساعد المؤسسات الأكاديمية عن طريق تمكين علمائها من تخطي الحدود التقليدية في حقل أبحاثهم. ولكن التنافسية الصناعية تمثل المفتاح الحقيقي الذي يمكن للمؤسسات الأكاديمية والصناعة أن تساعد من خلاله المنطقة على النهوض.

ستيفن سكوت، المدير الفني لـ "كراي"، وجان تاشيجي مدير "كراي" في الشرق الأوسط، وصابر فقي من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يزورون الحاسب الفائق شاهين أثناء الملتقى العالمي لتقنية المعلومات في الجامعة.​


وأضاف: "في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، تمثل أرامكو مثالاً جيداً لهذا. فقد تمكنت مؤخراً من إجراء محاكاة لمخزون باستخدام ترليون خلية. ويُعدّ هذا إنجازاً غير مسبوق أبداً على صعيد الحجم والمقياس. وكلما استطعت نمذجة المخزون بدقة أكبر، يمكنك استخراج البترول بفاعلية أكبر من هذه المخزونات. وليس هذا سوى مثال واحد فقط. ويمكن لصناعات إقليمية أخرى تعاني من مشاكل مشابهة أن تبرم علاقات شراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وتحقيق مزية تنافسية من خلال ذلك أو تحسين كفاءتها".

ومن منظور الحوسبة، سيكون دائماً ثمة حاجة لزيادة حجم نظم الحوسبة الفائقة، أو إيجاد تقنيات معالجة جديدة لمجرد البقاء في مقدمة العلوم. وكما يقول سكوت، بات كل مجال من المجالات العلمية ينتظر ظهور حاسب أسرع، وحالما نتمكن من صناعة ذلك الحاسب السريع، ستظهر مشاكل جديدة لدى العلماء تتطلب معالجات أعلى سرعة.