التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
مؤسسا شركة بوليميرون مارتن إبارا (يسار) ورودريغو خيمينيز يعملان على جهاز جديد من ابتكارهما الخاص — وهو أول جهاز مهم في المصنع التجريبي للبحث والتطوير التابع لشركتهما الناشئة في كاوست.
تعمل شركة بوليميرون (Polymeron) الناشئة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) على تحويل المخلّفات الزراعية إلى بلاستيك حيوي عالي الأداء وقابل للتحلل، بما يعزز أولويات المملكة الوطنية في مجالي الاستدامة والابتكار. ومن خلال إعادة تدوير مخلفات التمور – أحد أهم السلع الزراعة السعودية – والتوسع لمعالجة المخلّفات الناتجة عن قطاع الدواجن، تساهم الشركة في بناء اقتصاد دائري قائم على الموارد المحلية.
وقال رودريغو خيمينيز ساندوفال، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة "أحد أهداف رؤية السعودية 2030 هو تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط. ونحن في بوليميرون نتبع نموذج أعمال مستدام يقوم على تحويل المخلّفات إلى قيمة، مع خطط لإعادة استخدام نحو 20 ألف طن من النفايات سنويًا. ومن خلال شركتنا نساهم في هذا التوجه عبر تأسيس صناعة جديدة في المملكة: وهي صناعة بلاستيك صديق للبيئة وقابل للتحلل".
وأضاف أن الشركة ستسهم في توفير فرص عمل للمواهب السعودية في مجالات البوليمرات والتصنيع والمبيعات، إلى جانب خلق مصادر دخل جديدة للمزارع والمصانع المحلية الصغيرة. وأوضح " بوليميرون تدخل سوقًا بلغت قيمتها 13 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 20% سنويًا حتى عام 2029 لتصل إلى 34 مليار دولار".
مؤسسا شركة بوليميرون مارتن إبارا (يسار) ورودريغو خيمينيز يحولان نفايات التمر والدواجن إلى بلاستيك قابل للتحلل من خلال شركتهما الناشئة في كاوست.
ويُنظر إلى هذا السوق العالمي المتنامي باعتباره ركيزة للتصنيع المستدام وتنويع الاقتصاد، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومن خلال اعتمادها على مواد خام من المزارع المحلية وتعاونها مع شركاء تصنيع سعوديين، تساهم بوليميرون في بناء منظومة اقتصادية دائرية قائمة على تحويل المخلّفات إلى موارد ذات قيمة.
انضم خيمينيز إلى كاوست عام 2012 قادمًا من المكسيك للحصول على درجة الماجستير في هندسة وعلوم البيئة، ثم واصل دراسته لدرجة الدكتوراه. وأثناء وجوده في الجامعة، نما اهتمامه بعلم الأحياء البيئي والتقنيات الحيوية، ما دفعه مع الشريك المؤسس مارتن إبارا إلى إطلاق شركة بوليميرون لمعالجة التلوث البلاستيكي والمخلفات الزراعية من خلال الابتكار المستدام.
وقال خيمينيز "قررنا معالجة التلوث البلاستيكي وتقليل النفايات في المملكة العربية السعودية التي تستهلك كميات كبيرة من البلاستيك. وما كانت هناك فكرة أفضل من تحويل مخلفات التمور إلى بلاستيك! هكذا بدأت فكرة تأسيس شركتنا".
تقوم الشركة حاليًا بإنشاء مصنعها التجريبي في كاوست، وقد اقتنت بالفعل المعدات الأساسية بدعم من برنامج الوطني لتطوير تقنية المعلومات (NTDP) عبر برنامج نكست إيرا (NextEra)، الذي يقدم حوافز مالية للشركات التقنية المؤهلة لتسريع تطوير التقنيات المتقدمة.
وللإنتاج واسع النطاق، يقوم فريق بوليميرون المكوّن من ثمانية أعضاء باختبار المواد بالتعاون مع شريك صناعي سعودي. وتعمل الشركة حاليًا في مرحلة ما قبل البيع، واستكمال الاختبارات المعملية، وتأمل أن تبدأ التصنيع على نطاق واسع قبل نهاية العام، وبيع المنتج للعملاء السعوديين والتوسع في الأسواق العالمية.
"وأضاف خيمينيز "وجودنا في كاوست أمر بالغ الأهمية، لأن البحث والتطوير يمثلان جوهر أنشطة شركتنا. من دون البحث والتطوير، لن تكون هناك ابتكارات أو تقنيات أو منتجات قابلة للبيع. في كاوست، نحظى بإمكانية الوصول إلى هذه الموارد المهمة لتطوير تقنياتنا".
أثر واسع النطاق
حققت بوليميرون انتشارًا واسعًا، حيث فازت في نسخة 2021 من مسرعة الأعمال "تقدّم"، وجائزة ريادة الأعمال الشاملة "Omnipreneurship" بقيمة مليون دولار أمريكي في عام 2022. كما استعرضت الشركة إنجازاتها من خلال جناح خاص بها في معرض "ليب 2025" في الرياض، وتلقت دعوة من هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار لحضور مؤتمر الأطراف السادس عشر (COP16).
تُبرز هذه الإنجازات مكانة بوليميرون الريادية إقليميًا في مجال ابتكارات المواد النظيفة التي تستقطب الاستثمارات.
وأشار خيمينيز إلى أن شركتي سابك وشركة تنمية الأغذية (تنعيم) كانتا من الشركاء الرئيسيين في دعم نجاح الشركة الناشئة في كاوست. كما تتميز مواد بوليميرون بإمكانية معالجتها عبر آلات البلاستيك القياسية مثل أجهزة البثق والحقن وآلات نفخ الأفلام، من دون إنتاج ملوثات ميكروبلاستيكية.
ونوّه خيمينيز بالدور الكبير لكل من "سابك" و"شركة التنمية الغذائية" في دعم نجاح شركة بوليميرون. وأوضح أن مواد الشركة يمكن معالجتها باستخدام آلات بثق البلاستيك القياسية والحواقن وآلات نفخ الأغشية، مع تجنّب إنتاج الملوثات البلاستيكية الدقيقة. وأشار إلى أن بوليميرون تسعى إلى اقتناص فرص جديدة داخل المملكة، مع السعي لعقد شراكات لتسويق موادها الحيوية، مضيفًا "نتلقى اهتمامًا متزايدًا من مختلف أنحاء العالم".
وفي السعودية، تلعب كاوست دورًا محوريًا في تمكين ريادة الأعمال التقنية العميقة، إذ توفر البنية التحتية والدعم البحثي والتقني اللازمين لتحويل الأبحاث المخبرية إلى حلول تجارية قابلة للتوسع. ويسهم تركيز الجامعة الاستراتيجي على تطوير الشركات الناشئة والتقنيات في دفع نجاح شركات ناشئة مثل بوليميرون.
وفي المملكة، أشار خيمينيز إلى أن كاوست تؤدي دورًا رئيسيًا في دعم ريادة الأعمال القائمة على التقنية، من خلال توفير البنية التحتية والدعم البحثي والتقني اللازمين لتحويل الأبحاث المخبرية إلى حلول تجارية قابلة للتوسع. كما أن تركيز الجامعة الاستراتيجي على تطوير الشركات الناشئة ودعم التقدم التقني يساهم في تعزيز نجاح شركات ناشئة مثل بوليميرون.
آلية العمل
تلتزم بوليميرون التزامًا راسخًا بالاستدامة، وتسعى لتحقيق الربحية عبر عمليتها المحمية ببراءة اختراع، التي تركز على تقديم حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق لخدمة المملكة. وأوضح خيمينيز "بشكل عام، نستخدم طرقًا فيزيائية لتحويل النفايات إلى مواد مناسبة للاستخدام مع المواد الأخرى القابلة للتحلل الحيوي".
وتعتمد الشركة على مخلفات التمور الزراعية والصناعية لإنتاج مواد قائمة على الكربون الحيوي، وتحويل هذه المواد العضوية المستخرجة من صناعات سعودية لإنتاج منتجات بلاستيكية "خضراء"، مثل نشارة التربة الزراعية التي لا تساهم في التلوث البلاستيكي الدقيق. وتهدف بوليميرون إلى أن تكون رائدة في مجال تطوير البوليمرات الحيوية والمواد الحيوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من خلال تعزيز استخدام الموارد المتجددة والمواد الخام البديلة.
وأضاف خيمينيز"نحوّل مخلفات التمور إلى مسحوق دقيق للغاية يُستخدم كمادة خام، ثم نخلطه مع مواد قابلة للتحلل الحيوي تعمل كوسيط للمسحوق الأساسي. ومن خلال تقنيات المعالجة، نُنتج حبيبات بلاستيكية للتطبيقات ذات الاستخدام الواحد".
ويؤدي التلوث البلاستيكي إلى تلويث مصادر غذاء الأسماك والتسبب في أضرار بيئية واسعة النطاق – وهي تحديات تسعى بوليميرون لمعالجتها عبر البلاستيك القابل للتحلل. كما بدأت الشركة بالعمل على مخلفات الدواجن ضمن مشاركتها في جائزة "الريادة الشاملة"، حيث طوّرت عملية جديدة لإنتاج بلاستيك حيوي أحادي الاستخدام من مخلفات الدواجن.
يقول خيمينيز "تُستخدم تركيبات مخلفات الدواجن في صناعة أكياس التسوق مثلًا، بينما تناسب تركيبات مخلّفات التمور إنتاج الملاعق وغيرها من المنتجات المشابهة".
الفرص المستقبلية
رغم تركيزها حتى الآن على مخلفات التمور والدواجن، أشار خيمينيز إلى أن بوليميرون تعتزم التوسع مستقبلًا إلى أنواع أخرى من النفايات الزراعية أو الصناعية. فمع أن معظم النفايات الزراعية قابلة للاستخدام، إلا أن عوامل مثل الكمية والموقع وسهولة المعالجة تحدد مدى ملاءمتها لإنتاج البلاستيك القابل للتحلل. وأضاف خيمينيز "مع بلوغ حجم النفايات الزراعية السنوية في العالم نحو مليار طن، من الضروري إعادة تدويرها ومنحها استخدامًا بديلًا كما نفعل".
ومع استعداد بوليميرون للتوسع محليًا وعالميًا، تظل الشركة مركّزة على تعزيز السياسات المتعلقة بالبلاستيك القابل للتحلل في مختلف الأسواق، وتحليل المشهد التنافسي وتحديد العملاء المحتملين لهذه الحلول التحويلية الرائدة.
واختتم خيمينيز قائلًا "سنعزز قدراتنا التصنيعية من خلال توسيع خطوط الإنتاج، والتعاون مع مصنّعين في دول أخرى. وبمجرد الانتهاء من التجارب الميدانية وعمليات التوسعة، سنبدأ الإنتاج بكميات كبيرة، ربما بحلول نهاية عام 2025".
وبفضل عمليتها المحمية ببراءة اختراع، واهتمام الأسواق العالمية، وشراكاتها الصناعية الاستراتيجية، تُعد بوليميرون في موقع متميز لقيادة التحول نحو المواد المستدامة في المنطقة، بما يتماشى مع أهداف المملكة في الابتكار والتنمية المستدامة.