Top

قياس جودة الهواء عن طريق البحر

تجري جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أبحاثاً مشتركة مع برنامج جودة الهواء وتغير المناخ في الحوض العربي (AQABA) كجزء من جهودها المتواصلة لدراسة المناخ في المنطقة وتحديداً الغبار الجوي الذي يعتبر أحد أهم العوامل المناخية الطبيعية في الشرق الأوسط. ويهدف برنامج (AQABA) إلى جمع بيانات فريدة عن غبار الغلاف الجوي وتلوث الهواء باستخدام سفينة أبحاث بحرية متخصصة بالتعاون مع باحثين وعلماء من عدة مؤسسات حكومية وبحثية مختلفة.  حيث تشمل قائمة المؤسسات المتعاونة في هذا المشروع كل من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك للكيمياء (ألمانيا)، وجامعة القاهرة، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، وجامعة زايد (الأمارات العربية المتحدة)، وجامعة كاليفورنيا سان دييغو، والمركز الوطني للبحوث العلمية (فرنسا)، ومؤسسة هيس شيبس (المملكة المتحدة)، ومعهد قبرص.

غادرت بعثة برنامج (AQABA) ميناء تولون في فرنسا على متن سفينة أبحاث أبحرت عبر البحر الأبيض المتوسط إلى قناة السويس وعبرت من خلالها إلى شبه الجزيرة العربية حيث تعتزم الدوران حولها وصولاً إلى الكويت. وفي الفترة من 10 إلى 12 يونيو، توقفت السفينة في جامعة الملك عبدالله وهي في
طريقها إلى الكويت. وقام البروفيسور جورجي ستينشيكوف، الباحث الرئيسي في مجموعة النمذجة الجوية والمناخية التابعة لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، بتنظيم اجتماع بين باحثي الجامعة وفريق برنامج (AQABA) تخلله عروض تقديمية حول بحوثهم المشتركة. وتعدّ هذه الزيارة جزءاً من المشروع التعاوني بين جامعة الملك عبدالله ومعهد ماكس بلانك للكيمياء تحت مظلة منحة البحوث التنافسية (CRG3). 

تأثير الغبار الجوي

وخلال الاجتماع، تحدث البروفيسور يوهانس ليليفلد، مدير معهد ماكس بلانك للكيمياء عن التأثير الكبير الذي يلحقه تلوث الهواء على الصحة، مبيناً أنه وراء العديد من أمراض الجهاز التنفسي وحالات سرطان الرئة في جميع أنحاء العالم.

وقد بحث البروفيسور جورجي ستينشيكوف -الذي افتتح الاجتماع -كيف أن قياسات ترسب الغبار لها تداعيات هامة على قطاع الطاقة المتجددة، سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، وخص بالذكر مسألة
ترسب الغبار على الألواح الشمسية وتأثيره الكبير على أدائها. وفي هذا السياق قال: "هناك حاجة إلى مراقبة ودراسة ترسبات الغبار والانبعاثات حيث أننا ما زلنا نجهل توازن كتلة الغبار في الجو كما تحدث البروفيسور ستيفان بورمان، من معهد ماكس بلانك للكيمياء، عن القياسات الفيزيائية والكيميائية للغبار الصحراوي وللجزيئات العالقة في الهواء والمعروفة بالهباء الجوي أو الأيروسول التي قام بها فريق برنامج (AQABA)على القارب باستخدام تقنية التحليل الطيفي الكتلي. 

الأبحاث في البحر وفي الهواء

ومن الجوانب المثيرة للاهتمام في بعثة برنامج (AQABA) استخدامهم للطائرات المسيرة (الدرونز) لعمل طلعات جوية أسبوعية تهدف لرصد التكوين الرأسي للغلاف الجوي. وأوضح الدكتور خريستوس كيليشيس من معهد قبرص وأحد الأعضاء في برنامج (AQABA) أن هذه الطلعات الجوية للطائرات المسيرة ستستمر بصفة روتينية طوال عام 2017. وقد سبق للدكتور كيليشيس إجراء مثل هذه الدراسة في قبرص.