Top

عودة "الاحتفاء في العلوم"

رويال هاردنشتاين (إلى اليسار) طالبة الدكتوراه في جامعة الملك عبدالله تتحدث إلى طالبين صغار عن عملها في مركز أبحاث البحر الأحمر التابع للجامعة خلال فعالية "الترويج للمتميّزات في العلوم" في ١٧ فبراير. عدسة أندريا باشوفن-إخت.

بقلم: آني بارنتو، أخبار كاوست

للسنة الثانية على التوالي، تعاونت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومدارس الجامعة، بدعم من قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية BESE، في تنظيم يوم "الاحتفاء بالمتميزات في العلوم". ففي يوم 17 فبراير اجتمعت 79 فتاة من الصف الرابع إلى الثامن في مدارس جامعة الملك عبدالله في مكتبة الجامعة ضمن فعّالية علمية ليوم واحد.

كانت الفعالية فرصة فريدة لتشجيع وإلهام الفتيات لمتابعة التعلّم في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتوطيد العلاقات مع السيدات المحترفات في هذه التخصصات العلمية.تسعى فعالية "الاحتفاء بالمتميزات في العلوم" إلى تشجيع دراسة الرياضيات والعلوم، وتمكين الفتيات.

وقد عمّت المكان أجواء خاصة من الحيوية بمجرد أن وصلت الفتيات إلى مكتبة الجامعة، وأخذن مقاعدهنّ، وتجاذبن أطراف الحديث مع زميلاتهن حول اليوم المثير. وتوجّهت ديانا ميدلاند، المعلمة في المدرسة الابتدائية، والبروفيسور ياسمين مرزبان الأستاذة المساعدة في العلوم البيولوجية في الجامعة، بالتحية والشكر للفتيات على التخلي عن عطلتهنّ يوم السبت في سبيل العلم.



البروفيسور ياسمين مرزبان، الأستاذة المساعدة في العلوم البيولوجية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية،تحدثت خلال فعالية "الترويج للمتميّزات في العلوم" في 17 فبراير. صورة ملف.

 ​

قالت مرزبان: "الشغف بالعلوم يعني أن تؤمني بنفسك وأن تجدي الدعم من معلميك لتشجيعك وتحفيزك لأن تتفوقي على نفسك".

ونوّهت أيضاً إلى أن 66 بالمئة من فتيات الصف الرابع يبدون اهتماماً بالعلوم، لكن النسبة تتناقص حتماً مع انتقال النساء إلى مناصب أعلى في ميادين العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.

وقالت مرزبان للفتيات: "آمل لقصص النساء المتميزات مثل نيفينخشاب، وشارلوت هاوزر، وإكرام بليلو أن تشكّل مصدراً للإلهام، بل وأن تمضي بكنّ إلى ممارسة مهنة مضيئة في ميادين العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات".

قصة حب مع العلم

أول امرأة متميّزة أخبرت الفتيات بقصتها كانت البروفيسور نيفينخشاب، الفائزة بجائزة لوريال-اليونسكو المرموقة للنساء في جائزة العلوم في مجال العلوم الطبيعية لأبحاثها في الكيمياء العضوية.قطعت خشاب شوطاً طويلاً قبل أن تصبح المرأة التي هي عليها اليوم؛ فقد خرج والداها من المدارس الثانوية، وعاشت هي في منزل مزدحم، حيث اعتنت بجدتها.

عندما كانت نيفين طفلة، تساءلت عن الأدوية التي تتناولها جدتها، وكيف تجعلها تشعر بالتحسن. وهنا كانت بداية قصة الحب مع العلم.

البروفيسور نيفين خشاب، الأستاذة المشاركة في العلوم الكيميائية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، تحدثت خلال فعالية "الترويج للمتميّزات في العلوم" في 17 فبراير. صورة ملف.

قالت نيفين: "إذا كنت شغوفة بالعلوم، امضي في هذا الطريق. ماذا تفعلين عندما تستيقظين؟ أنت تتنفسين العلم. العلم موجود في الماء الذي تشربينه، في معجون أسنانك، في الصابون الذي تستخدمينه في الحمام، في وجبة الإفطار. لا يمكنك تجنّب العلوم".

وقالت آبي، التلميذة في الصف الثامن، بعد المحاضرة: "أريد العمل في تقنيات النانو للعثور على علاج للأمراض".

فرصة مدهشة

 

ثم جاء دور البروفيسور شارلوت هاوزر، أستاذة العلوم البيولوجية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، كثاني امرأة متميّزة تحكي عن قصتها.تكمن اهتمامات هاوزر البحثية في التفاعل بين الكيمياء والطب الحيوي والهندسة البيولوجية وتكنولوجيا النانو. وبإلهام من العالمة الشهيرة ماري كوري، شعرت شارلوت مبكراً بأنها مفتونة بالعلم. ومع نمو شغفها ومهاراتها ومعرفتها، أرادت أن تجمع بين التخصصات وأن تجد العلاج للأمراض.

البروفيسور شارلوت هاوزر، أستاذة العلوم البيولوجية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تحدثت خلال فعالية "الترويج للمتميّزات في العلوم" في 17 فبراير. صورة ملف.

استطاعت أبحاث هاوزر عن مرض الزهايمر، وأعمالها على الببتيدات، أن تحقق لها شهرة واسعة في مجالها.وذكرت أنها لكي تصبح ما هي عليه اليوم، يمكنها فقط ذكر بعض مكونات الوصفة: الثقة بالنفس والشغف والمثابرة.

في حبّ النباتات

 

تدير البروفيسور إكرامبيللو، المرأة المتميّزة، والأستاذة المشاركة في علم الأحياء النباتي التنموي بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مجموعة بحثية تهدف إلى فهم الآليات الجزيئية للنمو في النباتات ودراسة آليات دفاعها في ظروف الإجهاد.يعتزم فريقها فهم الاستراتيجيات التكيفية التي تتّبعها النباتات الصحراوية للصمود في ظروف قاسية، باستخدام أشجار النخيل كنموذج.

البروفيسور إكرام بليلو، الأستاذة المشاركة في علم الأحياء النباتي التنموي بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، تحدثت خلال فعالية "الترويج للمتميّزات في العلوم" في 17 فبراير. صورة ملف.

نشأت إكرام وترعرعت في طنجة بالمملكة المغربية، حيث أرادت أن تصبح عالمة حيوان إلى أن اضطرت إلى تشريح فأر في درس البيولوجيا؛ عندها قررت دراسة النباتات بدلاً من ذلك، وانتقلت إلى إسبانيا لإكمال شهادة الدكتوراه، ثم إلى أوتريخت في هولندا لزمالة بعد الدكتوراه. بالنسبة لإكرام، كانت الدراسة في الخارج تجربة مدهشة.

قالت: "تنشئين أسرة جديدة وتتعرفين على أشخاص من جميع أنحاء العالم. وتتعلمين أن تصبحي مستقلة، وتصبح المدينة التي تعيشين فيها بمثابة وطنك الثاني".

وكان للدعم والتشجيع الذي حظيت به من عائلتها أهمية كبيرة بالنسبة لها، فقد ساعدها في دفع الحدود وتوسيع رؤيتها للعالم. قدّمت بليلو للفتيات بعض النصائح المفيدة التي تعلمتها في مسيرتها.

قالت: "ثقي بنفسك، واطرحي الأسئلة الصحيحة لبناء فرضيات قوية، واستمتعي بالانتصارات الصغيرة، واعملي بجد، والأهم من ذلك كله، افرحي بتجاربك!".

تطبيق العلوم


في فترة بعد الظهر، شاركت الفتيات في جلسات عمل مباشرة مع باحثات جامعة الملك عبدالله وزميلات بعد الدكتوراه اللواتي عرضن أبحاثاً أجرينها في الجامعة كما شاركن في التجارب، واشتغلن بالمعدات المختبرية، وأجهزة الاستشعار الدقيقة، وعملن على محاكاة العمليات والنتائج، باستخدام الماصات وأطباق العيّنات..

طالبات مدارس الجامعة يتعلمن كيفية التعامل مع المادة العلمية خلال فعالية "الترويج للمتميّزات في العلوم" في 17 فبراير. عدسة أندريا باشوفن-إخت.

وكانت الورشة الأكثر شعبية بلا شك هي "ورشة الوحل" مع صوفيا برهومي، تلميذة الصف الثالث في مدارس جامعة الملك عبدالله، والدكتورة سماح زينب جدعوم، معلّمة مختبر الأحياء الجزيئية والخلوية، حيث شرحتا عن السوائل غير النيوتونية فيما كانت أيديهما منهمكتان في خليط لزج. قالت آينس، تلميذة الصف الخامس: "أحب خلط الأشياء. أود العثور على علاج للأمراض النادرة". كما أتاح مركز أبحاث البحر الأحمر (RSRC) فرصة لإلقاء نظرة فاحصة على عينات الأسماك والهياكل العظمية، في حين جربت طالبات المدارس تغيير السوائل إلى الحالة الصلبة عن طريق إضافة مواد كيميائية إلى محلول. وكانت ورش العمل طريقة رائعة لإثارة الشغف بالعلوم.

مدارس جامعة الملك عبدالله في الحرم الجامعي

قال جيف وودكوك، مدير المدرسة الابتدائية في مدارس جامعة الملك عبدالله: "تتيح فعالية الترويج للمتميّزات في العلوم فرصة فريدة للمجيء بالتلميذات إلى الجامعة، وتعريفهنّ على جوانب عملية في ميادين العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات".

وأضاف: "تبحث مدارسنا دائماً عن طرق لتعزيز شراكتنا مع الجامعة لدعم التعلم.نحن ندرك أن الفرص الحقيقية توفر خبرات تعلم أكثر وضوحاً وديمومة، ونبحث عن أي صلات توفرها لنا الجامعة أو المجتمع.قد يعني ذلك رحلات ميدانية إلى المختبرات أو مراكز الأبحاث أو جلب خبراء محليين إلى الفصول الدراسية لشرح معارفهم وخبراتهم، على أمل إلهام وتحفيز جيل جديد من العلماء".

ومن جهته، قال بيير ماجيستيريتي، عميد قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية: "تعدّ هذه الفعالية مبادرة مهمة للغاية يدعمها قسمنا بكل حماسة. ثمّة حاجة إلى تشجيع الفتيات تشجيعاً متواصلاً ومستمراً على اقتحام الدراسات العلمية والتِقنية.ولمنح الثقة للفتيات المترددات، فإن نماذج العالمات الناجحات تكتسي بأهمية قصوى.وأنتهز هذه المناسبة لأتوجّه بشكري الشخصي إلى ياسمين وشارلوت ونيفين وإكرام، على تقديم أمثلة ملهمة عن العالمات المتميزات الناجحات".

وخلال الفعالية، قالت إحدى أمهات تلميذات مدارس الجامعة: "حصلت بناتي على خبرة رائعة، وحصلن على الكثير من المعرفة وأشبعن الكثير من الفضول.أشكركم على جهودكم، فنحن محظوظون لأن يكون لدينا العديد من النساء في الجامعة كقدوة رائعة لصغيراتنا".

وقالت أمّ أخرى حضرت النشاط: "كانت الفعالية فرصة رائعة لبناتي للقاء العديد من العالمات، والاستماع إلى قصصهن ورؤية أعمالهن. لقد ألهمت هذه الفعالية بناتي".

أما كارين، التلميذة في الصف السادس، فقالت: "قدوتي هي أمي. أذهب أحياناً إلى مختبرها لمعرفة المزيد عن أبحاثها.أريد أيضاً أن أكون عالمة لأن العلم ممتع ويساعد الناس والحيوانات والنباتات".