Top

المعهد السعودي للعلوم البحثية (SRSI) يسهم في تنمية علماء وقادة المستقبل في المملكة العربية السعودية

يستعد المعهد السعودي للعلوم البحثية (SRSI)لإطلاق برنامجه الصيفي السنوي الخامس، والذي يتيح للمتفوقين من طلبة المرحلة النهائية بالمدارس الثانوية من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية الفرصة لإجراء الأبحاث العلمية على المستوى الجامعي في مقر جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تحت اشراف أعضاء هيئة التدريس بها.

يعد برنامج المعهد السعودي للعلوم البحثية (SRSI) برنامجا بحثيا يهدف الى تعريف الطلبة بأهمية العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، ويشجعهم على التفكير و الدراسة والعمل في هذه المجالات. وهو أول برنامج صيفي علمي في المجالات العلمية لطلبة المدارس الثانوية بالمملكة العربية السعودية ويهدف الى الجمع بين الدراسة النظرية والبحثية. كما يعد مدخلاً في المستقبل للدراسة بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي من أهدافها تطوير الجيل القادم من العلماء والباحثين وقادة الفكر في المملكة العربية السعودية.

تشجيع الطلبة على العمل البحثي

يقوم أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بدور حيوي في التوجيه والإشراف على طلبة برنامج المعهد السعودي للعلوم البحثية ، من خلال تطوير المشاريع البحثية المستقلة لهم والإشراف عليهم طوال مدة البرنامج المكثف التي يستغرق ستة أسابيع. ويشجع البرنامج الطلبة على العمل البحثي ويمنحهم فرصة العمل مع طلبة الدراسات العليا وزملاء ما بعد الدكتوراه لاكتساب الخبرات المباشرة في إجراء الإبحاث.

شاركت لميس الشيخ الطالبة بالمرحلة الثانوية بمدرسة الظهران الأهلية في البرنامج عام 2014م. وقالت عن تجربتها " لقد سمعت للمرة الأولى عن برنامج المعهد السعودي للعلوم البحثية من صديقاتي في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي السعودي في عام 2011م، حيث كنت أعمل على مشروع مستقل، وكنت أبحث عن مختبر مؤهل يمكنني من خلاله إجراء تجاربي. وفور معرفتي بالبرنامج أصبحت المشاركة فيه حلما، وتحقق لي ذلك بفضل الله في صيف عام 2014م ".

عملت لميس تحت اشراف الدكتور سليم البابلي الأستاذ المشارك في العلوم البيولوجية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لدراسة التركيب الحيوي لهرمونات نوع من الطحالب يسمى كلاميدوموناس رينهاردتي ، وتوضح لميس قائله: " استغرقت التجربة المصممة لمشروعي وقتاً طويلاً، واضطررت الى البقاء في المختبر ساعات إضافية بعد أوقات الدوام الرسمية". ولم يمثل ذلك مشكلة بالنسبة لها، لأنها كانت تستمتع بكل شيء في تجربتها. وتضيف لميس " لقد كان من دواعي سروري قضاء الكثير من الوقت في إجراء تجربتي برفقة فريقي البحثي الداعم – وهذا ما كنت أتطلع اليه منذ البداية، فقد تعلمت الكثير وكانت هذا التعاون مثمراً جداً".

وعبر البروفيسور البابلي عن دهشته من الخبرة المعرفية التي اكتسبتها الطالبة لميس في غضون بضعة أسابيع. ويضيف قائلا : " يحفز البرنامج فضول الطلبة واهتمامهم بالبحث العلمي، وهو وسيلة ممتازة لجذب أفضل طلبة المملكة العربية السعودية للعودة إلى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لاستكمال دراستهم والحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه".

فرصة فريدة وخبرة استثنائية

وأشارت لميس الى أن الوقت الذي قضته في الجامعة وبرنامج المعهد السعودي للعلوم البحثية كان تجربة رائعة ومثيره لن تتكرر مرة أخرى في حياتها، قائلة : "لقد استمتعت بالبرنامج بقدر فاق جميع توقعاتي، ويمكنني أن أصف البرنامج بأنه متكامل من حيث جودة الإعداد وهو حقا خبرة تعليمية انتقالية استثنائية".

ويصف فرزان قدسي، أحد خريجي البرنامج عام 2014م، كيف تم اختياره لإجراء الأبحاث في المجال العلمي المفضل له وهو الهندسة الكهربائية، فيقول " أدرس حاليا بالمرحلة النهائية بمدارس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وقد تواصل معي مكتب المبادرات السعودية بالجامعة للتقدم للالتحاق ببرنامج معهد البحث العلمي السعودي ، ولم أتردد فقد سمعت الكثير عن البرنامج من أحد أصدقائي الذين شاركوا في البرنامج عام 2013م وكيف أنها كانت تجربة رائعة".

وعمل فرزان تحت اشراف البروفيسور بون اوي أستاذ الهندسة الكهربائية بالجامعة لدراسة ليزر أشباه الموصلات الكمي. وقال فرزان :" كان الهدف من المشروع هو تصميم ليزر أشباه الموصلات الكمي. وهذا النوع من الليزر يستخدم كبديل للدوائر الكهربائية العالية المستخدمة في روابط الشبكات وتطبيقات تسجيل الوقت في مراكز البيانات، ووحدات الخوادم الشبكية وأجهزة الكمبيوتر العملاقة. وقد شارك بحثي في تطوير تقنية جديدة لتوصيف ليزر أشباه الموصلات".

ويعتبر هو البرنامج الرابع الذي شارك فيه ويشارك البروفيسور أوي بالإشراف في برنامج المعهد السعودي للعلوم البحثية عام 2014م للمرة الرابعة وتحدث واصفا تجربته: " أستمتع دائما بالعمل جنبا إلى جنب مع الطلبة المتحمسين ذوي الطاقات العالية، حيث أتعلم الكثير منهم"، وأضاف قائلا: " من الممتع والمفيد للغاية رؤية الطلبة ينضمون إلى الفريق البحثي دون معرفة الكثير عن موضوع البحث، ثم تشاهدهم بعد ذلك وقد تعلموا الكثير و أصبحوا يعرضون عملهم بثقة وبشكل مستقل لجمهور عريض من الحضور ."

وأعرب فرزان عن استمتاعه بكل ثانية في البرنامج موضحاً : "لقد سمح البرنامج لي استكشاف مجال الهندسة الكهربائية، ودعم قراري في التخصص في هذا المجال للحصول على البكالوريوس في الهندسة الكهربائية. وتعلمت من البرنامج أيضا الاخلاص والتفاني اللازم لإجراء الأبحاث في مجال العلوم والهندسة، ومنحني العديد من المهارات الأخرى التي سوف تستمر لمدى الحياة".

الاشراف علي علماء المستقبل

قام بروفسيور كازوهيرو تاكانابي الاستاذ المساعد للعلوم الكيمائية بالجامعة بالإشراف على محمد الشابر الطالب بالمدرسة الثانوية خلال برنامج المعهد السعودي للعلوم البحثية عام 2014م. وقال البروفيسور تاكانابي " يتمتع طلاب البرنامج بالذكاء والفطنة والحماس الهائل والخيال الجامح. وهذه الخصال ضرورية لإنتاج الأفكار الجديدة والمبتكرة التي تعد أسس استكشاف وحل المشاكل في مجال العلوم. وهذا يزيد من حماسي للبرنامج ".

وأشار البروفيسور تاكانابي أيضا الي قيمة وأهمية البرنامج للمملكة العربية السعودية قائلا: " قد يمثل انتقال الطلبة من المدارس الثانوية إلى العمل في مثل هذا الصرح البحثي الدولي المتطور بما يشمله من مرافق ومختبرات حديثة نقطة انطلاق لهم ليصبحوا قادة الفكر ورواد العلوم من أجل مستقبلا أفضل للمملكة وللعالم."

ويقوم برنامج المعهد السعودي للعلوم البحثية حالياً باختيار وتكليف أعضاء هيئة التدريس بالجامعة للعمل كموجهين ومشرفين للبرنامج لعام 2015م. فإذا كنت مهتماً بالإشراف على أحد الباحثين بالبرنامج، يرجى التواصل على البريد الالكتروني srsi@kaust.edu.sa.