Top

المدن الذكية في مواجهة مشاكل المستقبل

الدكتور راينر سبيه، رئيس قسم التقنية في شركة سيمنز في المملكة العربية السعودية، يتحدث إلى طلبة جامعة الملك عبدالله وعلمائها عن أهمية المدن الذكية في المستقبل

ألقى رئيس قسم التقنية في شركة سيمنز المحدودة في المملكة العربية السعودية، الدكتور راينر سبيه، كلمة على مجموعة من طلبة جامعة الملك عبدالله وعلمائها ضمن فعالية يوم الشركة برعاية قسم المبادرات السعودية في الجامعة. وقال الدكتور راينر: "سجل عام 2009 المرة الأولى في التاريخ التي يصبح أكثر 50% من سكان العالم يعيشون في المدن."

وتركز حديث الدكتور رانير على المدن الذكية وحقيقة أن تزايد النمو السكاني داخل المدن، يتبعه زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة، إذ تستهلك المدن ثلثي الطاقة في العالم و60٪ من مياه الشرب بينما تولد ما يصل إلى 70٪ من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. أما المدن الذكية فتستخدم التقنيات الرقمية أو تقنيات المعلومات والاتصالات (ICT) لقياس كفاءة وإدارة موارد الطاقة المحدودة، إضافة إلى تقنيات الاستدامة والتي تشمل حلولاً ذكية لتنسيق حركة المرور، والمباني الخضراء، وإدارة المياه والبنية التحتية الذكية.

التحديات المحلية والإقليمية

ومن المثير للاهتمام، أن هذا النمو السكاني الكبير في المناطق الحضرية خلال 10 الى 15 سنة قادمة لن يأتي من المدن الكبيرة مثل شنغهاي ومكسيكو سيتي وبكين بل من المدن الناشئة ذات التعداد السكاني الذي يبلغ تقريباً بضع مليون نسمة مثل مدينتي الرياض وجدة.

ويقول الدكتور رانير "نسعى لإيجاد حلول للقضايا العالمية الكبيرة التي قد تحدث تأثيرات كبيرة في المستقبل. فعلى سبيل المثال، الفئة العمرية لسكان الدول الناشئة أصغر بكثير من الفئة العمرية في البلدان الصناعية والذي تشهد زيادة كبيرة في أعمار سكانها. ويمثل هذا تحديا صعباً وفرصة كبيرة في نفس الوقت. وإذا نظرنا الى المملكة العربية السعودية فإننا نجد أنه بالإضافة إلى زيادة النمو السكاني فيها إلا أن الفئة العمرية لا تزال صغيرة، عليه ينبغي أخذ ذلك في الاعتبار في التخطيط المستقبلي للمدن."

وستدفع زيادة عدد سكان المناطق الحضرية مسؤولي المدن إلى التركيز ليس فقط على نظافة الشوارع وإدارة أنظمة تقسيم المناطق بل سيتحتم عليهم الآن جمع واستخدام البيانات حول استهلاك الطاقة، وتخصيص الموارد، والتدفق السكاني نحو المدن وتطوير طرق النقل من أجل تحسين حياة سكان المدن.

ولأن أجهزة الاستشعار قادرة على جمع البيانات أصبحت اليوم في كل مكان داخل المناطق المدنية في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الانتشار السريع للأجهزة المتصلة بالإنترنت، لذلك يمكن استغلال وفرة هذه البيانات في رفع كفاءة الخدمات في المدن وجعلها أكثر راحة ومتعة للعيش.

وتعدّ شركة سيمنز من الأعضاء المؤسسين في برنامج التعاون الصناعي لجامعة الملك عبدالله (KICP)، وتربطها بجامعة الملك عبدالله علاقة ترابط متينة على مر السنين من خلال الأبحاث التعاونية والتقنية من أجل وضع حلول للمشاكل الأكثر إلحاحا في العالم. ولشركة سيمنز تاريخ عريق مع المملكة العربية السعودية يبلغ 85 سنة حيث تعدّ المملكة من بين أكبر الدول المستخدمة لخدمات شركة سيمنز. وحالياً تقوم الشركة بمشروع كبير لبناء نظام مترو دون سائق في مدينة الرياض.

توفير الفرصة الوظيفية للمواهب السعودية

أنشأ قسم المبادرات السعودية في جامعة الملك عبدالله برنامجاً توظيفياً في عام 2010 يتم من خلاله توفير فرص وظيفية متميزة للطلبة المتفوقين وعلماء الأبحاث وزملاء ما بعد الدكتوراه بعد تخرجهم من جامعة الملك عبدالله. ويقوم البرنامج بدعوة الشركات الرائدة الى الجامعة والتعريف بطلبتها لأرباب العمل المحتملين في المستقبل ومنحهم نظرة شاملة ومعلومات عامة عن عمليات الشركات واحتياجاتها الوظيفية خصوصا تلك التي تتناسب مع مجال دراستهم.

وأقام البرنامج معرض الوظيفة في أكتوبر 2015 في الجامعة حيث تمت دعوة تسعة شركات الى الحرم الجامعي، وتم إجراء أكثر من 200 مقابلة وظيفية. ودعم هذا البرنامج منذ إنشائه أكثر من 300 طالب وطالبة، إضافة إلى الباحثين وزملاء ما بعد الدكتوراه وساعدهم في إيجاد فرص عمل مجدية داخل المملكة في كل من الأوساط الأكاديمية والصناعية. وشملت الفرص الوظيفية المعروضة وظائف لأعضاء هيئة التدريس والمهندسين والمديرين في مؤسسات سعودية رائدة. ويعكس هذا البرنامج وغيره الجهود الكبيرة التي يقوم بها قسم المبادرات السعودية من أجل تحقيق رؤية جامعة الملك عبدالله لتكون بمثابة محفز للابتكار والتنمية الاقتصادية والرخاء الاجتماعي في المملكة العربية السعودية.


روابط مهمة

* المبادرات السعودية
*برنامج التعاون الصناعي بجامعة الملك عبدالله (KICP)