Top

لغة الحياة العصرية


في 2017، انضم الباحث البروفسور مايكل هكنر، الأستاذ المُشارك لهندسة وعلوم المواد في جامعة بنسلفانيا العريقة إلى أقرانه الدوليين في مختبر نفاذية الغاز وامتصاصه (Gas Permeation and Sorption Laboratory) في مركز الأغشية المتطورة والمواد المسامية (AMPMC) في جامعة الملك عبدالله للعلوم التقنية لوضع استراتيجيات جديدة تتعلق بأغشية فصل الغاز.

الاهتمامات البحثية وحب الكيمياء

في 2007، انضم  هكنر إلى جامعة بنسلفانيا كمدير مساعد لمعهد أبحاث المواد في جامعة بنسلفانيا، ويتولى أيضاُ منصب المدير المُشارك لمركز معالجة المواد المبتكرة من خلال الترسيب الرقمي المباشر (CIMP-3D3D). وتشمل اهتمامات هكنر البحثية والتعليمية جميع جوانب دراسات المواد والمركبات البوليمرية والبنية البوليمرية الصغرى والنانوية وتوصيف الناقلات والتحليل الطيفي والكيمياء الكهربائية والمواد الجديدة الخاصة بالطاقة النظيفة وتطبيقات المياه النظيفة.

تدرس مجموعة البحث الخاصة به في جامعة بنسلفانيا، والمعروفة باسم مجموعة هكنر، العلاقة بين الهوية الجزيئية والبنية ذات الطور النانوي وخصائص النواقل الناتجة في المواد البوليمرية. وتتسم هذه المجموعة بكونها مجموعة أبحاث تتخصص في مجالي الكيمياء والبوليمرات، حيث تقوم بتخليق البوليمرات لصالح تطبيقات النقل الأيونية في أغلب الأحيان. وتعمل المجموعة أيضًا على أغشية البطاريات وخلايا الوقود ومعالجة المياه.

الانطباعات الأولى

خلال زيارته الأولى إلى كاوست في ربيع عام 2011، انبهر هكنر على الفور بالجامعة والمعايير العالية التي تتوفر لديها من أعضاء هيئة التدريس والمرافق والبنية التحتية والموارد.

وأكد على مدى إعجابه قائلاً "أعتقد أن تركيز الجامعة على البحث العلمي هو حقًا ما جذبني للمجيء والعمل هنا". واستطرد "في بعض الأحيان، وخاصة في الجامعات الأمريكية، يوجد الكثير من الاهتمامات المتنوعة في الحقل الأكاديمي. ولكن أحيانًا لا ينصب التركيز دائمًا على البحث العلمي. أمَّا هنا فينصب التركيز بشكل أساسي على البحث العلمي؛ فالبحث العلمي هنا يأتي بلا شك في المقام الأول".

وأضاف "لدى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية قدرات لا نملكها. فبالنسبة لي، لا يوجد سوى مختبرين في العالم مثل مركز الأغشية المتطورة والمواد المسامية ".

ومن جهته، يقول تيوفيلو أبراجانو، مدير مكتب رعاية الأبحاث بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "تعاون مكتب رعاية الأبحاث مع المؤسسة المدنية الأمريكية للبحث والتطوير هو بهدف إنشاء وتعزيز برنامج الباحثين الزائرين والتصديق على اختيار المرشحين الذين صنفتهم المؤسسة على أنهم ذوو كفاءة عالية وترشيحهم للاستضافة من قِبل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية". وأضاف "يُعد البروفيسور هكنر باحثًا معروفًا عالميًا يتمتع ببعض الخبرة في التعاون المسبق مع مركز أبحاث الأغشية والمواد المسامية المتقدمة لدى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، كما أن اختياره لهذا البرنامج منحه ومنح المركز كذلك الفرصة لتعزيز التعاون الذي يُحقق المنفعة المتبادلة بينهما".

"التطابق الأمثل"

كان هكنر أحد الباحثين الأمريكيين الأربعة الذين مُنحوا زمالة لمدة أربعة أشهر في الجامعة. وقد أكمل هكنر أول شهرين من مهمته في فصل الربيع، وأنهى الشهرين الأخيرين له في شهر أكتوبر 2017. وباعتباره مُراجع مقترحات ذو خبرة لدى المؤسسة المدنية الأمريكية للبحث والتطوير، فقد رأى أن هذا التعاون بين الطرفين يُمثل فرصة مثالية للعودة إلى الجامعة.

أثناء وجود هكنر في الجامعة، عمل في مختبر فصل الغاز الموجود في مركز الأغشية المتطورة والمواد المسامية، وركَّز على التعرف على كيفية توصيف أغشية فصل الغاز. وبشكل أكثر تحديدًا، فقد عمل على معرفة الفلسفة من وراء بناء وتحسين أحد هذه الأغشية. كما تعرف على الطرق والتقنيات وطريقة سير العمل وراء كيفية تصميم هذه البوليمرات وتحسينها.

وفي هذا الخصوص، قال هكنر "يُعد فصل الغاز أمرًا مهمًا للغاية لأن تقنيات الفصل بالأغشية تزدهر عاماً بعد عام. لذلك وسواء أكان الغرض معالجة المياه أم فصل الغاز أم تصنيع بوليمرات جديدة للبطاريات، فستظهر الأغشية دائماً باعتبارها موضوعاً بحثياً. وسواء عملت على فصل الهواء أو تخليق الغاز الطبيعي أو غاز ثاني أكسيد الكربون، فبمجرد أن تتعلم تقنيات فصل الغاز، فيمكنك حينها تتبُّع المشكلات المعاصرة أياً كانت. إنه لمجال علمي رائع لا ينضب، لأنه بمجرد معرفة فكرة العمل، فحينها يمكنك تكييفها لتناسب أي مشروع مهما كان".

تعزيز التعاون المستقبلي

ويحرص هكنر بشكل كبير على إرسال بعض طلبته من جامعة بنسلفانيا إلى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية حتى يستفيدوا من المرافق والموارد عالية المستوى وكذلك الباحثين ذوي الكفاءة في الجامعة، وكذلك حتى يتعرف طلبة جامعة بنسلفانيا على مستوى الأبحاث التي تجرى في جميع أنحاء الجامعة ومراكزها البحثية المتنوعة.

وأضاف هكنر "لقد تواصلت مع الجامعتين بخصوص إقامة هذا التبادل الطلابي بين الجامعتين. وقد أبلغت الطرفين أن تبادل الطلبة سيفيدنا جميعًا. وأعتقد أن هذا يتوافق بشدة مع ما نرغب في القيام به في جامعة بنسلفانيا. ويستطيع الطلبة إحداث ذلك بالفعل".