التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
"مرحبًا بكم في مستقبل الغذاء". بهذه العبارة الافتتاحية، أطلق رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، البروفيسور إدوارد بيرن، فعاليات منتدى (مستقبل الغذاء السعودي) الأول، الذي جمع العلماء وشركاء الصناعة وصُنّاع القرار بهدف تعزيز منظومة الأمن الغذائي في إحدى أكثر مناطق العالم جفافًا.
استضافت كاوست المنتدى الذي استمر ليومين في الفترة من 2 إلى 3 نوفمبر، لتسليط الضوء على جهود مركز التميّز للأمن الغذائي المستدام في الجامعة، وتوفير منصة للتعاون وتبادل المعرفة تسهم في تسريع الابتكار الزراعي داخل المملكة العربية السعودية، وترسيخ مكانتها كنموذج عالمي في الزراعة المستدامة.
وقال البروفيسور إدوارد بيرن "نحن أمام لحظة محورية للمملكة، تقودها رؤية السعودية 2030، حيث يقف الأمن الغذائي إلى جانب المياه والطاقة والمناخ كأحد أولويات التنمية الوطنية". وأشار إلى أن مناخ المملكة الجاف وموارد المياه العذبة المحدودة وارتفاع النمو السكاني وتوتر سلاسل التوريد العالمية تؤكد الحاجة إلى حلول علمية جريئة تقودها كاوست. وأضاف "نؤمن أن رسالتنا تبدأ من العلم وتنتهي بالأثر، هدفنا تطوير العلوم المتقدمة التي تخدم الوطن، وبناء شراكات وثيقة مع القطاعات الحكومية والصناعية لتسريع الأثر، وتنمية المواهب والمشاريع التي تعزز منظومة الابتكار الوطنية".
عكس المنتدى روح التعاون التي تتميز بها الجامعة كمؤسسة بحثية ذات رسالة وطنية، إذ شهد عروضًا ومداخلات لعدد من القيادات الوطنية، من بينهم سعادة الدكتور عبد العزيز المالك، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للبحث والابتكار، وسعادة الدكتورة مها الضاحي، الرئيس التنفيذي لأكاديمية ريف السعودية، وسعادة المهندس ركان العتيبي، الأمين العام للتحالف السعودي لتقنيات الزراعة والغذاء.
وقال البروفيسور بيير ماجستريتي، نائب رئيس الجامعة للأبحاث "علينا أن نعمل جميعًا مع مختلف الجهات والقطاعات المعنية. ويمثل هذا المنتدى فرصة مواتية ونموذجًا فريدًا للطاقة المشتركة التي يسهم بها كل طرف في هذا الجهد العالمي".
وأوضح أن الابتكار يبلغ أقصى قوته عندما يكون أساسه التعاون منذ مرحلة التصميم، وليس بعد انتهاء البحث المخبري، لضمان أن تكون التقنيات الناتجة قابلة للتطبيق وللتوسع وجاهزة للصناعة.
وضربت الدكتورة ريبيكا وولر، مديرة محطة أبحاث التجارب الحقلية والمرصد البيئي بمتنزه وادي قديد الوطني، مثالًا على التعاون الناجح بين المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر والقطاعين الصناعي والأكاديمي، مشيرة إلى أن المحطة الواقعة قرب ثُوَّل، والممتدة على مساحة 10 هكتارات، تعمل كمختبر حي لتطوير تقنيات الزراعة المستدامة واستصلاح الأراضي الصحراوية.
وقالت وولر "ننظر إلى محطة وادي قُديد باعتبارها مركزًا للابتكار يربط الأنشطة الزراعية والبيئية والصناعية عبر البحث والتطوير والتجارب الميدانية، وجسرًا لتحويل أبحاث كاوست إلى تطبيقات عملية تقلل المخاطر، وتدعم الاكتفاء الذاتي".
البروفيسور مارك تيستر، رئيس مركز التميز للأمن الغذائي المستدام في كاوست، يسلط الضوء على الابتكارات الزراعية في كاوست خلال منتدى مستقبل الغذاء السعودي الأول.
أكد البروفيسور مارك تِستر، رئيس مركز التميّز للأمن الغذائي المستدام في كاوست، أن المركز يجسد التوجه الاستراتيجي للجامعة في ترجمة الأبحاث إلى حلول وطنية تصنع الأثر، مشيرًا إلى مشاريع رائدة يقودها المركز مثل استخدام ثاني أكسيد الكربون المستخلص من الهواء في إنتاج الغذاء، ودمج أنظمة تحلية وإعادة استخدام المياه في الصوبات الزراعية والبيوت المحمية.
وقال "علينا تطوير التقنيات لنُحدث هذا الأثر، مع مراعاة الجدوى الاقتصادية. فلا يمكن لأي حل أن يكون مستدامًا حقًا ما لم يكن مجديًا بيئيًا واقتصاديًا". وأوضح أن المركز يركز على المحاصيل وأنظمة الإنتاج الأولية ذات البصمة البيئية الكبيرة، والتي تمتلك كاوست خبرة عالمية فيها، باعتبارها عوامل رئيسة لتحقيق الأمن الغذائي المستدام.
كما استعرض البروفيسور سليم البابلي، من قسم علوم النبات في كاوست، أبحاث الجامعة في مجال المحفزات الحيوية الطبيعية والتركيبية، التي تُسهم في زيادة إنتاجية المحاصيل مع تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية.
وأشار إلى مشروع بحثي لتطوير هرمون نباتي يعزز مقاومة المحاصيل للجفاف، ومحفزات نمو تُحسّن إنتاجية الفلفل والبطاطس والقمح، موضحًا أن مجموعته البحثية تركز على فهم المسارات الأيضية التي تتحكم في النمو والغلة والقيمة الغذائية، وترجمة هذه المعرفة إلى حلول زراعية عملية ومستدامة.
يُعدّ تحسين المحاصيل الأساسية جزءًا جوهريًا من رسالة كاوست في دعم الزراعة المستدامة في المملكة. وفي هذا السياق، سلط البروفيسور جيسي بولاند، أستاذ علم النبات في الجامعة، الضوء على أبحاث كاوست الرامية إلى تحسين الجينات والإنتاجية لنخيل التمر والقمح - وهما محصولان أساسيان في المملكة العربية السعودية. يعمل فريقه على إنشاء أطلس جيني لتصنيف أنواع نخيل التمر، وتعزيز قابلية حبوب اللقاح للحياة، وتحديد أفضل الأشجار الذكورية لخفض تكاليف الإنتاج واستهلاك المياه. وقال بولاند "هناك إمكانات كبيرة لتطوير نخيل التمر في المملكة من خلال برامج التحسين الوراثي وتطبيق أفضل ممارسات الري وإدارة الأسمدة".
كما تعمل كاوست على تعزيز صمود القطاع الزراعي واستدامته من خلال تطوير أصناف قمح مقاومة للجفاف ومرتفعة القيمة الاقتصادية. وأوضح البروفيسور براندول وولف أن فريقه في كاوست يعمل على استنساخ الجينات التي تحسن مقاومة القمح للأمراض. ومن خلال (مبادرة الأصناف المحلية للقمح السعودي)، تجمع كاوست بين علم الجينوم الحديث والحفاظ على التراث الزراعي، بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، وجامعة طيبة، والمزارعين المحليين.
وقال وولف "نقوم بتحليل الجينومات لفهم أصول الأصناف المحلية والتحقق من أصالتها، وتطوير شهادات جينومية لتسويقها كمنتجات سعودية مميزة تحتفي بالتراث الزراعي الوطني".
قال البروفيسور جيانلوكا سيتي، عميد قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية في كاوست، إن الذكاء الاصطناعي وتقنيات الطائرات بدون طيار "الدرونز" يمكن أن تعزز الزراعة الدقيقة في المستنبتات الزجاجية والبيئات الزراعية المحمية. وسلط الضوء على باحثي كاوست الذين يعملون على إنشاء قواعد بيانات واقعية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تراقب نمو النباتات وصحتها، باستخدام شبكات عصبية خفيفة الوزن وطائرات الدرونز متعددة أجهزة الاستشعار لإجراء تحليل سريع وآلي ودقيق، وقال " نهدف إلى تطوير نظام زراعي دقيق ومكتفٍ ذاتيًا قادر على تحسين النمو واستخدام المياه والموارد في البيئات الجافة في المملكة العربية السعودية".
تسعى كاوست إلى دعم وصول المملكة إلى عصر الاكتفاء الذاتي من إنتاج الأغذية الطازجة، وتقليل الواردات وتحسين استخدام المياه. كما أوضح تيستر، فإن الأغذية محلية المصدر تعزز الصحة العامة، وتخلق فرص عمل، وتدعم أهداف المملكة في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية من خلال تقليل الواردات المنقولة جوًا. وتشمل الأدوات الناشئة للمركز تقنيات علوم النباتات وعلوم الجينومات، والروبوتات، والحوسبة المتقدمة وأجهزة الاستشعار، وتقنيات النانو، والمحفزات الحيوية.
وأضاف " من خلال التقنيات والعلوم والسياسات الفاعلة، يمكننا أن تصنع مستقبلًا مستدامًا، تقود فيه المملكة إنتاج الغذاء الطازج عالي القيمة في واحدة من أكثر البيئات تحديًا في العالم".