Top

ساهيكا إينال تحظى بلقب زميلة في الجمعية الملكية للكيمياء

صورة شخصية للبروفيسورة ساهيكا إينال، أستاذة الهندسة الحيوية المشاركة في كاوست وزميلة الجمعية الملكية للكيمياء. الصورة: كاوست

​<حصلت البروفيسورة ساهيكا إينال، الأستاذة المساعدة في الهندسة الحيوية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، على زمالة الجمعية الملكية للكيمياء (RSC) تقديراً لعملها الرائد في مجال التشخيص الطبي.

جدير بالذكر أنّ الجمعية الملكية للكيمياء هي الهيئة المهنية للكيميائيين في المملكة المتحدة، التي تعدّ أكبر مؤسسة أوروبية معنيّة بالنهوض بالعلوم الكيميائية. وتمنح هذه التسمية إينال فرصة عرض أبحاثها وبناء علاقات مع أفضل العقول العلمية المؤثرة في العالم.

وفي هذه المناسبة، تقول إينال عن ذلك قائلة: "شعرت بالذهول عندما سمعت الخبر، لاسيما أنني لست كيميائية. فعملي ينطوي على دراسة المواد الكيميائية وإنشاء تطبيقات جديدة استناداً إلى هذه البنى الكيميائية، ويمثل تقديره مصدر فخر عظيم". وتضيف: "أودّ الاستعانة بما تتمتع به الجمعية من صلات وانتشار هائلين في ترك بصمة في الهندسة الطبية الحيوية، وهي ميدان يرتبط نموه ارتباطاً وثيقاً بتقدم العلوم الكيميائية".

ينطوي عمل إينال بالدرجة الأولى على تصميم أجهزة إلكترونية قادرة على التواصل بفعالية مع الأنظمة الحيوية. وتتمحور أبحاثها إلى حد كبير حول دراسة المواد العضوية الإلكترونية وتصميم أجهزة قائمة على هذه المواد تلبي احتياجات الأبحاث ومراقبة وعلاج الصحة السريرية.

وقد برزت أهمية أعمالها خلال العام المنصرم في ظل جائحة كوفيد-19 التي سلطت الضوء على أهمية التشخيص السريع والفعال.

طبقت إينال مجدداً، إلى جانب فريق آخر من كاوست بقيادة ستيفان أرولد، حلاً كانوا يحضرونه يتناول بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية لبناء جهاز استشعار قادر على كشف فيروس سارس-كوف-2 في غضون بضع دقائق، أي أسرع بكثير مما تستغرقه طريقة تفاعل البوليمراز المتسلسل للنسخ العكسي (qRT–PCR)، التي تستلزم معدات ثقيلة ومشغلين متخصصين.

إحداث فرق

تتمثّل دوافع إينال وطموحاتها المهنيّة في تطوير أجهزة تشخيص تعود بالفائدة على صحة الإنسان. وقد جذبت أعمال من هذا القبيل انتباه الجمعية الملكية للكيمياء.


وتعلّق على ذلك قائلة: "أدركت رغبتي في إحداث أثر مباشر على حياة الناس منذ أن باشرت بتحضير الدكتوراه في الفيزياء التجريبية في جامعة بوتسدام في العام 2009. كانت والدتي مريضة آنذاك، وكان يمكنها الاستفادة من تشخيص أسرع وأكثر فعالية، الأمر الذي دفعني أيضاً إلى تطبيق معرفتي الهندسية في قضية نبيلة". وتضيف: "ثمة أوجه تقدم هائلة يمكن إنجازها على صعيد ممارسات التشخيص الطبي التي عفا عنها الزمن، وأودّ الاضطلاع بدور في ذلك من خلال عملي في كاوست".

جاء قرار إينال في سلوك مسيرة مهنية أكاديمية متأخراً بعض الوقت، إذا أنها لم تكن الباحث العلمي النمطي الذي كان يعبث بأنابيب الاختبار عندما كان طفلاً.

وتضيف: "كان يتملكني دائماً فضول بشأن مقومات نجاح العمل. ورسمت رغبتي في اجتراح حلول للمشكلات ملامح سنيّ دراستي الأولى، وهي ما دفعني في البداية إلى دراسة الهندسة".

وقتها، لم تستطع إينال توقع مآل أبحاثها الحاليّ.

إنها تولي اهتماماً خاصاً بالتوصيل الإلكتروني الشاردي في المواد العضوية الإلكترونية، حيث يستكشف عملها بمعظمه إمكانات هذه المواد في تسجيل الإشارات الحيوية وتنميط الأنشطة البيولوجية. ومن خلال دراستها النقل في الإلكترونيات العضوية، تتحرّى إينال وظائف هذه المواد، بغية توفير واجهات تخاطب سلسة مع الجسم البشري وسوائله.

التواصل مع الناس على أرض الواقع

غنيّ عن القول إنّ كاوست، التي انضمت إليها إينال بعد أن أكملت رسالة الدكتوراه في 2013 بثلاث سنوات، تمنح فرصة حقيقية لمتابعة هذه الأبحاث، فضلاً عن خطوط بحثية أخرى كثيرة.

تقول: "كنت على دراية تامة بسمعة كاوست ومكانتها قبيل الانضمام إليها. وكنت معجبة دوماً بالبنية التحتية وتنوع العلوم فيها. وهذا بالغ الأهمية لعملي الذي يتسم بطابع متعدد التخصصات إلى حد كبير. لذلك، كانت الاستفادة من الموارد والمرافق والخبرات في إنجاز عملي هي السبب الأول لوجودي هنا. وها قد مضت السنوات الست سريعاً. لقد استمتعت بها كثيراً رغم الطقس الحار أحياناً!"

استشرافاً للمستقبل، تركز إينال بدقة على تطوير أدوات ترتقي بميدان التشخيص. ورغم أن حلولها واختراعاتها ذات دوافع تجاريّة، إلاّ أن الهدف النهائي الذي يتمثل في رؤيتها متوفرة على أرض الواقع، وعلى أوسع نطاق ممكن، وإلى أبعد الحدود، يمنحها حافزاً كبيراً.

وتضيف: "بمقدور الأجهزة التي تسهل التشخيص السريع أن تفتح آفاق تطوير أساليب كشف الأمراض وتقديم العلاجات الطبية في جميع أنحاء العالم. وحلمي برؤية المحتاجين يستخدمون أجهزتي يحفزني يومياً".

تسعى إينال سعياً دؤوباً إلى إيصال أفكارها وأبحاثها إلى الأوساط العلمية. ونُشر لها أكثر من 92 ورقة بحثية خضعت لمراجعة النظراء وقدمت تسع براءات اختراع، كما تلقي بانتظام المحاضرات والكلمات الرئيسية والعروض التقديمية في المؤتمرات والجامعات الدولية في مختلف أنحاء العالم.

والآن، بعد أن أصبحت زميلة الجمعية الملكية للكيمياء، فمن الإنصاف القول إنها اقتربت خطوة من تحقيق حلمها، فضلاً عن الفرص الكثيرة التي تنتظرها.