Top

البروفيسور خورخي ستنتشيكوف في كاوست يتسلم جائزة دولية لأبحاثه عن العواقب المناخية للحرب النووية

البروفيسور خورخي ستنتشيكوف ، أستاذ علوم الأرض في كاوست والحائز على جائزة مستقبل الحياة لعام ٢٠٢٢.

منح معهد مستقبل الحياة (FLI) البروفيسور خورخي ستنتشيكوف ، أستاذ علوم الأرض في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، جائزة مستقبل الحياة لعام 2022 عن أبحاثه حول العواقب المناخية للحرب النووية. وخورخي هو الباحث الرئيسي في مجموعة أبحاث الغلاف الجوي والمناخ في كاوست، وأحد أفراد نخبة العلماء الدوليين المشاركين في مشروع "الحد من مخاطر الحرب النووية من خلال تطوير ونشر علم الشتاء النووي".

يشار إلى أن من بين الفائزين أيضاً بجائزة مستقبل الحياة لعام 2022، عالم الكواكب كارل ساجان ، الحائز على جائزة نوبل ، وعالم الأرصاد الجوية وكيميائي الغلاف الجوي بول كروتزن ، وكيميائي الغلاف الجوي جون بيركس ، ونائب مدير المعلومات العامة والعلاقات الخارجية السابق بالأمم المتحدة جيني بيترسون، وعالم المناخ آلان روبوك ، وعالمي الغلاف الجوي بريان تون وريتشارد توركو.

معهد مستقبل الحياة هو منظمة بحثية وتوعوية مستقلة غير ربحية تأسست في عام 2014 في منطقة بوسطن الأمريكية، وتهدف لتقليل المخاطر التي تهدد البشر والمرتبطة بالتقنيات التحويلية مثل الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي. 

البروفيسور ستينشيكوف في مختبر الموارد الساحلية والبحرية في كاوست يعمل على روبوت خاص يقيس العمق البصري للغبار الجوي كل 15 دقيقة وهو جزء من مشروع شبكة ناسا العالمية لقياس الغبار الجوي. المصدر: ستينشيكوف.

تلقى البروفيسور ستنتشيكوف جائزته في حدث معهد مستقبل الحياة الأخير الذي عقد يوم السبت 6 أغسطس 2022، والذي تزامن مع الذكرى 77 لكارثة هيروشيما ، أول قنبلة ذرية في العالم، وقال بهذه المناسبة :" بدأ هذا العمل منذ وقت طويل، لكن المشاكل العلمية التي واجهتها والتعاون المتميز مع العلماء المشاركين في هذا المشروع كان له وقع كبير في مسيرتي المهنية".

وأضاف :"يحدث الشتاء النووي أو ما يعرف أيضًا "بكارثة الغبار الجوي العالمية" عندما تحجب جزيئات السخام الناتجة عن حرائق المدن التي أشعلتها الانفجارات النووية الإشعاع الشمسي الوارد مما ينتج عن ذلك تبريد سطح الأرض. ولكن ذلك ليس حِكراً على الغبار الجوي النووي فحسب، حيث يوجد في الغلاف الجوي عدد لا يحصى من الغبار والهباء (الطبيعية والبشرية المنشأ) والتي تؤثر بدورها على الإشعاع الشمسي وكيمياء الغلاف الجوي وتشكل السحب. ويمكن اعتبار العواصف الرملية القوية أيضًا من هذه الكوارث، إلا أنها محددة بأقاليم معينة وليست عالمية. وهذا هو سبب أهمية العلوم الكيميائية والفيزيائية للغبار الجوي في الصناعة وأبحاث المناخ وجودة الهواء ".

مجابهة "الشتاء النووي" بالأبحاث الرائدة

في أواخر السبعينيات ، عندما بدأ ستينشيكوف حياته المهنية في مجال العلوم ، كان خطر نشوب صراع نووي دولي بين القوى العظمى العالمية احتمالًا وارداً للغاية. وفي عام 1982 ، قامت جيني بيترسون - التي كانت آنذاك محررة لمجلة أمبيو (Ambio) المعنية بالتطورات الرئيسية في البحوث البيئية التي تنشرها الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم- بتكليف ونشر أول مجموعة من الأبحاث التي تدرس العواقب البيئية للحرب النووية. وشمل ذلك ورقة بحثية رائدة للعالمين كورتزين وبيركس بعنوان "الغلاف الجوي بعد الحرب النووية: شفق الظهيرة". 

وفي عام 1983 ، تبعت ورقة كورتزين وبيركس دراسة طموحة لعلماء أمريكيين عُرفت باسم دراسة (TTAPS)وهي اختصار مأخوذ من الأحرف الأولى من الأسماء الأخيرة لمؤلفيها، ونتج عنها ورقة بحثية بعنوان "الشتاء النووي: العواقب العالمية للانفجارات النووية المتعددة" وتحكي فرضية الشتاء النووي الذي سيتسبب بانخفاض متوسط درجة حرارة الهواء السطحي العالمي بنحو 20 درجة مئوية. وهي درجة منخفضة جداً تكفي لإغراق الكوكب في ما أسموه "الشتاء النووي" - فترة مميتة من الظلام والمجاعة والغازات السامة والبرودة تحت الصفر.

في الوقت نفسه ، في الاتحاد السوفيتي ، أجرى البروفيسور ستينشيكوف وزميله الدكتور فلاديمير ألكساندروف في مركز أبحاث الحاسب الآلي التابع لأكاديمية العلوم بالاتحاد السوفياتي، أول محاكاة نموذجية ثلاثية الأبعاد لاضطرابات المناخ بعد الحرب النووية الافتراضية القائمة على سيناريوهات دراسة (TTAPS) السابق ذكرها، وأكدت محاكاة نموذجهم نتائج الدراسة الأمريكية حول متوسط التبريد العالمي وكشفت أيضاً عن مدة التأثير المحتمل وتوزيعه الجغرافي. 

وأشار ستينشيكوف إلى أن "هذا البحث أظهر بوضوح أنه لا يمكن لأحد أن ينتصر في أي حرب نووية ، لأن جميع الدول، حتى غير المعنية بالحرب ، ستعاني بشدة من شتاء نووي ومجاعة وتدهور بيئي".

البروفيسور ستنتشيكوف في مكتبه في كاوست مع طلبته السابقين يفجينيا بريديبايلو، وسيرجي أوسيبوف، وكلاهما باحثان ما بعد الدكتوراه في معهد ماكس بلانك للكيمياء في مدينة ماينز الألمانية. المصدر: ستينشيكوف.

تقييم المناخ المستقبلي وجودة الهواء في شبه الجزيرة العربية

تركزت أبحاث البروفيسور ستينشيكوف خلال مسيرته المهنية بشكل كبيرعلى نمذجة المناخ ، وفيزياء الغلاف الجوي ، وديناميكيات السوائل ، ونقل الإشعاع ، والعلوم البيئية. وشارك في عام 2007 في تأليف تقرير (IPCC-AR4 of 2007) الحائز على جائزة نوبل من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

تتركز أبحاث البروفيسور خورخي ستنتشيكوف ومجموعته في كاوست على فهم أنماط الطقس في منطقة البحر الأحمر. المصدر: كاوست 2019.

وتتمحور أبحاثه في مجموعة أبحاث الغلاف الجوي والمناخ في كاوست على استخدام أحدث تقنيات النمذجة ، جنبًا إلى جنب مع أجهزة الرصد الأرضية والأقمار الاصطناعية ، لتقديم إرشادات مهمة حول كيفية الاستعداد للتحولات المستقبلية في المناخ وجودة الهواء في المملكة العربية السعودية بصورة خاصة والإقليم بصورة عامة من خلال تطوير توقعات مناخية محسنة لشبه الجزيرة العربية وتقييم موارد طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وحساب تأثير الغبار المترسب على الألواح الشمسية، وتطوير وتقييم النماذج التي يمكن أن تتنبأ بآثار الكوارث الإقليمية والعالمية والصناعية على النظم البيئية.