Top

التأهب الجاد للتحديات المقبلة

"لسنا مستعدين الآن لإعادة فتح الجامعة والعمل بصورة طبيعية، وسيتم ذلك بعد اتخاذ الإجراءات الذي تجعل ذلك آمنًا وممكناً"

أعضاء مجتمع الجامعة الأعزاء

لقد مضى الآن أكثر من شهرين على هذا الإغلاق غير المسبوق لجامعتنا والذي اعتمدناه كخطة استباقية منضبطة ودقيقة فَرضت علينا جميعاً بعض القيود والسلوكيات الاجتماعية الجديدة التي تبين أنها فعالة ولكنها في الوقت نفسه صعبة جداً.

كان هدفنا دائمًا، وسيظل، تحقيق التوازن بين حماية مجتمع الجامعة وتخفيف الاضطراب الذي أحدثته هذه الجائحة على أدائها ووظائفها، مع ذلك لسنا مستعدين الآن لإعادة فتح الجامعة والعمل بصورة طبيعية، وسيتم ذلك بعد اتخاذ الإجراءات الذي تجعل ذلك آمنًا وممكناً.

أود أن أعلمكم أن مركز الأزمات المعني بجائحة فيروس كورونا والتابع لكاوست (KC3) قد طور خطة متكاملة ومدروسة بعناية لإعادة فتح الجامعة على مراحل تضع في الاعتبار تضافر كافة أقسام الجامعة ومراكزها وإداراتها المختلفة، وستشمل الخطة الافتتاح المرحلي لمختبراتنا وبيئة الابتكار في الجامعة، وعودة الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين إلى الحرم الجامعي، وكيفية تقديم التعليمات، وإعادة تشغيل المرافق البحثية والمرافق المجتمعية الأخرى.

كما يجري التخطيط لإعادة تشغيل مختبرات الأبحاث بكامل طاقتها كجزء من نشاط المجموعة الفرعية لمركز الأزمات (KC3)، وإعطاء ذلك أولوية خاصة قد تتجاوز بعض الأنشطة الأخرى في الجامعة، بما في ذلك توافر موظفي دعم المختبر الذين لا يسكنون في حرم الجامعة، وفتح قنوات الشراء العالمية، وإنشاء بروتوكولات جديدة لحماية العاملين في بيئة المختبرات.

كما سيتعين علينا معالجة إعادة فتح حرمنا الجامعي للزوار من داخل المملكة العربية السعودية حيث أن عزلتنا لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، ولكن ذلك محدودٌ أيضاً بإجراءات حذر التجول المفروضة في المملكة العربية السعودية والقيود التي ستفرضها حكومة المملكة داخل البلاد فيما يتعلق بأزمة جائحة كورونا.

سيتم تحديد التنفيذ التدريجي للخطة من خلال عدد من المحفزات الإرشادية، مع الاخذ بالاعتبار التقيد بسياسة حكومة المملكة في هذه الازمة، والمراقبة المستمرة لأرقام الحالات في مناطق المملكة، وعدد الحالات داخل الجامعة خلال فترات زمنية معينة، وقدرتنا على إجراء الفحوصات وحماية فئات المجتمع الأكثر عرضة للخطر، وتحسين إجراءات الدخول والخروج عبر بوابة الجامعة الرئيسية، والخطة الدراسية لمدارس الجامعة، وقدرة مركز الجامعة الطبي على للتعامل مع أي تفشي، وتقييم المخزون الصحي لمعدات الحماية الشخصية (الأقنعة والمعقمات والقفازات...الخ).

نتوقع أن تكون جميع هذه العوامل محددات رئيسية في عملية اتخاذ القرار لخطة إعادة فتح الجامعة، وبالحديث عن التوقيت فإن ذلك منوط بمدى تطور الوباء في المملكة، ومع مراعاة شهر رمضان، لا أتوقع أن نبدأ بتنفيذ الخطة قبل شهر يونيو المقبل ولكننا سنقوم بتقييم الوضع، وتعديله عند الضرورة، وتحديد الموعد وكيفية المضي، ثم التواصل وابلاغكم بالتفصيل عن كافة الخطوات التي يتم اتخاذها.

في الختام، أتمنى لكم دوام الصحة والسلامة وأنا واثق من أننا سنتجاوز هذه الأوقات الصعبة والظروف الاستثنائية باتزان واجتهاد، وسنكون جميعاً مسؤولين وعلى قدر التحدي.

خالص تحياتي،

توني تشان

رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية