Top

خرائط مناخ جديدة تتنبأ بتغيرات كبيرة في الغطاء النباتي بحلول نهاية القرن

تشير دراسة دولية بقيادة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) إلى أن تصنيفات المناخ العالمي شهدت تغيرات ملحوظة خلال القرن الماضي، ومن المتوقع أن تشتد هذه التغيرات في العقود القادمة. كما وفرت هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة (Scientific Data) العلمية رؤية شاملة للظروف المناخية التاريخية والمستقبلية في جميع أنحاء العالم من خلال طرحها لنسخة محدثة من خرائط "كوبن-جيجر" لتصنيف المناخ التي تم إصدارها في عام 2018، ويبلغ طولها كيلومترًا واحدًا، والتي تم إصدارها في عام 2018.

وأوضح هيلكي بيك، الأستاذ المساعد في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية في كاوست، والمؤلف الرئيسي للدراسة، أهمية المعلومات المكتسبة من الإصدار الجديد لهذه الخرائط، وقال "توفر هذه الخرائط الجديدة منظورًا أكثر دقة وأوسع نطاقًا للظروف المناخية في العالم".

تم تطوير تصنيف "كوبن-جيجر" في أواخر القرن التاسع عشر، ويعد من الأدوات الأساسية لفهم المناخ العالمي، حيث يقسم مناخ الأرض إلى خمس فئات رئيسية بناءً على درجة حرارة الهواء وأنماط هطول الأمطار. ويتماشى هذا التصنيف مع التوزيع العالمي للغطاء النباتي، مما يجعله أداة حيوية للتطبيقات البيئية والمائية وتقييمات تأثير تغير المناخ. .

تتضمن الخرائط المحدثة بيانات تاريخية من أربع فترات، تتراوح من عام 1901 إلى عام 2020، وتوقعات لفترتين مستقبليتين تمتدان حتى عام 2099 لمختلف السيناريوهات الاجتماعية والاقتصادية. واستخدم الباحثون مجموعة مختارة منقحة من 67 نموذجًا مناخيًا، لكنهم استبعدوا النماذج ذات معدلات احترار غير الواقعية الناجمة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لضمان أعلى دقة ممكنة.

يشار إلى أن أحد أبرز نتائج هذه الدراسة كان قراءات التحول المتوقع في مناخ سطح الأرض. حيث يتوقع الباحثون أن تنتقل مساحة تبلغ 2,6 مليون كيلومتر مربع -وهي مساحة تعادل مساحة الأرجنتين، ثامن أكبر دولة مساحة في العالم- من المناخ القطبي إلى المناخ البارد في الفترة بين عامي 2071-2099 في ظل المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة التي تفترض أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ستقترب من الصفر بحلول نهاية القرن. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تنتقل مساحة 2,4 مليون كيلومتر مربع من المناطق الباردة إلى المعتدلة، و1,1 مليون كيلومتر مربع من المناطق الباردة إلى القاحلة، و2,8 مليون كيلومتر مربع من المناطق المعتدلة إلى المناطق الاستوائية.

خرائط مناخ كوبن-جيجر التي استندت عليها الدراسة.

ومع ذلك، أكدت الدراسة أيضًا أن التغيرات الفعلية في الغطاء النباتي قد لا تحدث بالتنسيق مع هذه التصنيفات. ويشير بيك إلى أنه "من المرجح أن تحدث التغييرات تدريجيًا من خلال عملية التتابع، حيث تستعمر النباتات والحيوانات النظام البيئي على نحو ثابت، وتؤثر فيه بمرور الوقت".

تم الاستشهاد والاقتباس من قراءات النسخة السابقة من الخرائط أكثر من 3000 مرة، الأمر الذي يجعل هذه النسخة المحدثة مصدرًا لا يقدر بثمن للباحثين وصانعي السياسات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.