التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
زار البروفيسور ماثيو مكابي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) أول مرة بدافع الاهتمام العلمي والرغبة في استكشاف بيئة بحثية متميزة، بعد أن شجّعه زملاؤه في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية، الذين كانوا قد قدّموا دورات تدريبية مبكرة في مركز تحلية وإعادة استخدام المياه الذي أطلق حديثًا حينئذ. وقد أثار دهشته ما وجده في كاوست من تميّز بحثي الأمر الذي عزز قناعته في الانتقال إلى المملكة العربية السعودية.
يقول مكابي "منذ زيارتي الأولى إلى كاوست، أُعجبت برؤيتها وطموحها. ما كان يُبنى هنا لم يكن شبيهاً بأي شيء رأيته من قبل، وعرفت حينها أنني أريد أن أكون جزءاً منه".
انضم مكابي إلى كاوست في أواخر عام 2012، وهو اليوم من العلماء البارزين عالميًا في مجال الرصد الأرضي وأمن المياه. وتغطي أبحاثه – بصفته المدير السابق لمبادرة كاوست للمناخ وجودة الحياة – نمذجة النظام الأرضي ورصده، مع التركيز على العمليات الأرضية وتفاعلاتها المترابطة، خصوصاً ما يتصل بعلاقة الماء بالغذاء، وتغير المناخ، والنظم البيئية، والبيئة عموماً. وتوفّر أعماله رؤى ضرورية لتطوير حلول قابلة للتوسّع لمواجهة التحديات البيئية العالمية.
ويتولى مكابي حالياً منصب عميد قسم العلوم والهندسية البيولوجية والبيئية (BESE) في كاوست، وهو القسم الذي يقدّم حلولاً في مجالات الصحة والطب الحيوي، وأمن الغذاء والمياه، واستدامة المناخ والنظم البيئية، وهي مجالات حيوية لمستقبل الكوكب وسكانه.
ومع بدء مهامه في قيادة القسم، يسعى مكابي إلى تعزيز التعاون مع الشركاء المعنيين، وتقوية تبادل المعرفة بين تخصصات كاوست المختلفة، وتسريع تطبيق نتائج الأبحاث في الواقع العملي. كما يضع على رأس أولوياته استقطاب وتدريب وتمكين الكفاءات الشابة التي ستقود مسيرة المملكة في مجالي العلوم والأبحاث. يقول "لن نتمكّن من مواجهة التحديات المقبلة إلا بتمكين أفضل العقول لتقود مسيرة العلم والاكتشاف".
تتمتع كاوست بموقع فريد في منطقة حارة وجافة يجعلها مختبراً طبيعياً مفتوحاً، ويمتلك قسم العلوم والهندسية البيولوجية والبيئية فيها قدرات فريدة ومرافق متطورة تجعله قادرًا على مواجهة بعض من أكثر التحديات المعقدة في العالم. فمن تعزيز أمن الغذاء والمياه والطاقة إلى دفع الابتكار في مجالات الصحة والتقنية الحيوية واستدامة النظم البيئية. ويرى مكابي أن ظروف المملكة تمثّل نافذة على مستقبل العالم، إذ يمكن للأبحاث المحلية أن تنتج حلولاً يصل صداها آفاق العالم.
ويضيف "تواجه السعودية ضغوطاً بيئية فريدة، من النظم البيئية الجافة إلى تحديات أمن الغذاء والمياه، مما يجعل الاستدامة وتغير المناخ أولويتين أساسيتين. والتحدي المقبل لا يقتصر على تأمين الغذاء والماء والصحة للأجيال القادمة، بل على بناء عالم يمكن للإنسان والكوكب أن يزدهرا فيه معاً".
وأشار مكابي إلى أن إسهامات قسم العلوم والهندسية البيولوجية والبيئية في كاوست تمتد عبر مجالات متنوعة، من تطوير تقنيات التحلية وتعزيز قدرة الشعاب المرجانية على التكيّف، إلى الابتكارات في علم الجينوم والصحة. ويعني هذا التنوع أن أبحاث القسم تعالج احتياجات ملحّة، وتدعم في الوقت نفسه الاستدامة والصمود على المدى الطويل. ويؤكد أن هدفه ضمان أن يكون القسم موردًا علميًا رائدًا وموثوقًا على الصعيدين الوطني والعالمي.
وتتّسق رسالة كاوست مع أهداف رؤية السعودية 2030 وأولويات هيئة البحث والتطوير والابتكار (RDIA)، إذ تسعى الجامعة إلى دفع عجلة الاكتشاف وتسريع الأثر. ومع دخولها مرحلة نمو متسارع، خصوصاً في مجال الأبحاث الطبية الحيوية، يرى مكابي أن قسم العلوم والهندسية البيولوجية والبيئية مستعد لتوحيد القدرات العلمية وقيادة جهود تطوير حلول مستدامة قابلة للتطبيق على نطاق واسع. ويقول "هدفنا بسيط لكنه طموح: تسخير العلوم والهندسة ليس فقط لتوسيع المعرفة، بل لصياغة مستقبل مزدهر للإنسان والكوكب".
بالنسبة إلى مكابي، القيادة تعني تمكين التحوّل. ويجمع نهجه القيادي بين المرونة والغاية الواضحة: الاستماع إلى احتياجات رئيس الجامعة والقيادة العليا وأعضاء هيئة التدريس والطلبة والموظفين، مع وضع رؤية واضحة لمستقبل القسم. ويقول "بصفتي عميداً لقسم العلوم والهندسية البيولوجية والبيئية في كاوست، فإن هدفي حول توجهات القسم المستقبلية واضحة للغاية: إثراء المعرفة، ودفع الاكتشاف والابتكار، وتحقيق الأثر في المجالات ذات الأولية".
ويؤكد مكابي أن استراتيجيته تقوم على الشمولية والهدف، إذ يسعى إلى بناء بيئة تُحتَرم فيها الأفكار، ويُثمَّن التعاون ويُشعَر فيها بالدعم، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى إنتاج أبحاث تخدم المجتمع والأجيال القادمة.
ويضيف "أريد للقسم أن يكون مكاناً يُحتضَن فيه الإبداع، وتُدعَم فيه الأفكار المتميزة، وتتحوّل فيه الاكتشافات إلى فوائد مستدامة للمملكة والعالم".
أشاد مكابي بجهود العميد السابق للقسم، البروفيسور إيان يونغ، الذي وضع خلال السنوات الثلاث الماضية «أساساً مذهلاً»، ولا سيما في تعزيز استراتيجية صحة واحدة (One Health) التي تجمع بين العلوم البيئية والأبحاث الطبية الحيوية لحماية صحة الإنسان والكوكب.
كما أشار إلى أن يونغ عزّز التعاون بين التخصصات، وساهم في تهيئة القسم للنجاح المستقبلي، مؤكداً استعداده للبناء على هذا الإرث.
ويقول "كان العميد يونغ داعمًا متميزاً لأعضاء هيئة التدريس وطلبة الجامعة، مما ضمن أن تظل كاوست مركّزة على ما هو أهم: إعداد الجيل القادم من العلماء والمهندسين. لقد أرسى أساساً متيناً للقسم، وأتطلع إلى البناء على عمله، بينما نواصل تحقيق الأهداف الاستراتيجية لكاوست".