Top

الحضارة الإسلامية وثراءها العلمي

البروفيسور سليم الحسني، الأستاذ المتقاعد في جامعة مانشستر، يتحدث عن ثراء الحضارة الإسلامية وغناها، وذلك في محاضرة ألقاها في 22 يناير في الحرم الجامعي، خلال برنامج الإثراء الشتوي 2019. صورة من الأرشيف.

- بقلم ديفيد مورفي، أخبار جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية

خلال مشاركته في برنامح الإثراء الشتوي للعام 2019 في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ألقى البروفيسور سليم الحسني، أستاذ الهندسة الميكانيكية المتقاعد في جامعة مانشستر، والأستاذ الفخري في العلوم الإنسانية في كلية العلوم الإنسانية في الجامعة ذاتها، ورئيس مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة FSTC البريطانية غير الربحية، محاضرةً عن الدور الذي لعبه المسلمون في مجالي العلوم والهندسة.

وتناول الحسني في محاضرته ضمن برنامج الإثراء الشتوي بعضاً من أعظم مفكري الحضارة الإسلامية، وبعضاً من أبرز اختراعاتها. وتطرّق إلى ما يشعر به من إهمال تتعرض له الإسهامات الثقافية والهندسية والعلمية للثقافات غير الأوروبية وأثرها على البشرية. وهدفت محاضرته إلى إلهام الجمهور لخلق مجتمع يحتفي بتنوع البشرية.

 على مدى السنوات العشرين الماضية، سعى الحسني إلى تعزيز الجذور الثقافية للعلوم، من خلال محاولة ملء فراغ 1000 سنة في معرفتنا الجماعية، والمعروفة في المجتمع الغربي باسم العصور الوسطى.

فخلال هذه الفترة التي اتسمت بالركود الثقافي والاقتصادي في الغرب، ازدهرت الثقافات والعلوم والاقتصاد في الشرق الأوسط وخارجه، حيث عرفت هذه الحقبة الزمنية بـ "العصر الذهبي الإسلامي"، والتي ما زالت تلهم أعمال الحسني حتى اليوم.

الإهمال الثقافي

وقال الحسني: "انصبّ اهتمامي على الإهمال الذي تلقاه الإسهامات المختلفة التي قدمتها للبشرية شتى الثقافات الغير أوروبية".

وأشار: "إذا فتحت كتاباً في الفيزياء، وقلبت صفحاته من أوله إلى آخره، وسجّلت كل ما يرد فيه من أسماء مخترعين وعلماء. ستجد أسماء نيوتن وماكسويل وهلمجرا. وإذا وضعتها في جدول زمني، فعليك أن تبدأ من أرخميدس، وفيثاغورس. وإذا وصلت إلى العصر الحديث، ستجد أن الأسماء كلها أوروبية، ولا توجد تقريباً أية أسماء هندية أو صينية أو إسلامية". وتساءل الحسني: "هل هذا يعني أن هذه الشعوب لم يكن لديها أي مساهمات؟

وتحدّث الحسني عن كيف أن فجوة المعرفة التاريخية تتجلى باستمرار في كيفية تدريس العلوم والتكنولوجيا في المدارس، وخاصة في الغرب. ولفت الانتباه إلى اتجاه ربط البحث العلمي أو الاختراع بإسم واحد أو مجتمع واحد.

وأوضح: "إما أن تشير إلى الأسماء أو لا... فلست بحاجة إلى تسميته قانون نيوتن، يمكنك تسميته قانون الجاذبية. أمّا إذا سمّيته قانون نيوتن، فأنت تربطه باسم معيّن. لكن عندما يكون لديك أشخاص آخرون من مختلف أنحاء العالم ساهموا أيضاً، فيجب أن تذكرهم أيضاً... إنها مجرد مسألة عدالة".

وقال: "طوّرنا، في مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة، الكثير من الدورات في مواضيع العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، كي نتمكن من إثراء معارف الأساتذة والمدرسين في المدارس... لست بحاجة إلى تغيير المناهج الدراسية، ولا أن تغير المواد على الإطلاق، فقط اجعلها مثيرة للاهتمام، واربط بينها وبين ثقافتك. هناك الكثير من العلوم من جميع أنحاء العالم. فنحن البشر مبدعون بطبيعتنا".

أهداف أعلى

يدرك الحسني قدرة كاوست على أن تصبح نموذجاً رائعاً جديداً من "بيت الحكمة" الذي يثريه تنوّع مجتمع الجامعة.

وقال: "هذه هي صورة مجتمع كاوست... عندما يأتي الناس من مناطق مختلفة من العالم، من خلفيات عرقية مختلفة، يعيشون معاً، ويدرسون ويساهمون... وهذا ما أسميه التعليم المتوازن".

وأضاف الحسني: "جامعة الملك عبدالله للعوم والتقنية... تشبه إلى حد كبير بيت الحكمة. إذ يمكنك كطالب أن تستفيد من كاوست – ليس فقط من خلال شهادتها – بل أيضاً من خلال إحداث تغيير هائلٍ في العالم، وتحسين نوعية المجتمع والإنسانية".