Top

تأسيس مدن المستقبل

المهندس خالد الراشد، المدير التنفيذي لشركة الكهرباء السعودية لتطوير المشاريع يناقش موضوع الطاقة المتجددة ومدن المستقبل في برنامج الإثراء في الربيع في الجامعة.

ضمن فعاليات برنامج الإثراء في الربيع؛ استضافت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المهندس خالد الراشد المدير التنفيذي لشركة الكهرباء السعودية لتطوير المشاريع والذي ألقى بدوره كلمة رئيسية بعنوان "مدن المستقبل: التحديات وقطاع المرافق العامة"، تحدث خلالها عن المدن الذكية في المستقبل والتحدي الذي تشكله زيادة التعداد السكاني في المناطق الحضرية.

يقول المهندس خالد: "سيسكن 60 في المئة من سكان العالم في المدن بحلول عام 2030.  ويقتضي هذا التحدي، الذي يمكن وصفه بتحدي القرن، جهوداً جبارة لتحسين جودة الحياة في هذه المدن بصورة أساسية". ولذلك تحتاج مدن المستقبل إلى أن تكون مدناً ذكية تعتمد نظم شبكات كهربائية ذكية ومتطورة، فضلاً عن نظم الإنتاج والتوزيع القابلة للتكيف، وتفعيل الذكاء الاصطناعي (AI)، وأجهزة الاستشعار ونظم التحسين واسعة النطاق.

ولكن تطوير هذه الأنظمة المتطورة بالنسبة لشركات المرافق العامة، كشركة الكهرباء السعودية يستدعي القيام بالأبحاث والتطوير والابتكار، وهو ما تمكنت الشركة من معالجته من خلال شراكتها الاستراتيجية مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. وفي هذا السياق، يقول المهندس خالد: "تعتبر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية واحدة من أكبر المنشآت البحثية المتطورة في المملكة، وآمل أن نعمل معها على العديد من المبادرات في المستقبل".  وأكد: "لدينا تواصل قوي مع الجامعة، خصوصاً مع قسم الابتكار والتنمية الاقتصادية، ولدينا خطط تعاونية للاستفادة من قدرات الحاسوب الخارق شاهين في المحاكاة ومعالج البيانات الضخمة."

بناء نظام بيئي للمدن الذكية

ركز المهندس خالد الراشد على دور شركات المرافق العامة الرئيسي في دعم جودة الحياة الحضرية في المدن الذكية القائمة وتلك التي سيتم بناؤها في المستقبل. فبحسب الاحصائيات، هناك أكثر من 250 مدينة ذكية حاليًا في مراحل الإنشاء حول العالم. وهذا يشمل 46 في أمريكا الشمالية، و84 في أوروبا، و17 في أمريكا اللاتينية، و31 في الشرق الأوسط وأفريقيا و74 في منطقة آسيا والمحيط الهادىء.

ويوضح المهندس خالد أن المملكة العربية السعودية يمكنها اليوم أن تلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي للمدن الذكية العالمية. مشيراً إلى توقيع مذكرة التفاهم الأخيرة بين المملكة وشركة سوفت بانك اليابانية لإنشاء منشأة لتوليد الطاقة الشمسية على أراضيها بقدرة 200 ألف ميغاوات -وتعد الأكبر في العالم. ويأمل الراشد أن "تصبح المملكة العربية السعودية بطارية العالم التي يمكنها تصدير الطاقة الشمسية".

  
دور الطاقة المتجددة في المستقبل

يعد تطوير البنى التحتية للطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية ركيزة أساسية في رؤية 2030. كما أن رؤية ورسالة الشركة السعودية للكهرباء تتمحور حول تقديم خدمات طاقة عالمية المستوى وتمكين المملكة من أن تكون ضمن أكبر مزودي الطاقة في العالم.

وأقتبس المهندس خالد الراشد مقولة ويلينغتون ويب، عمدة مدينة دنفر السابق، في ولاية كولورادو الأمريكية، التي تقول: "كان القرن التاسع عشر قرن الإمبراطوريات، وكان القرن العشرين قرن الأمم، وسيكون القرن الواحد والعشرين قرن المدن."

وحدد المهندس خالد العقبات التي ستواجه المدن الذكية في المستقبل ووضعها في ثماني تحديات رئيسية: الازدحام المروري، وتلوث الهواء (الذي قد يسبب أمراضاً خطيرة)، وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، والجريمة، وندرة المياه، والنفايات، والكثافة السكانية (تحدي الخدمات اللوجستية الحضرية) والظروف المناخية الشديدة. وأشار إلى دور جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في وضع حلول مجدية لهذه التحديات بناءً على مجالات أبحاثها الاستراتيجية الأربعة: الماء والغذاء والطاقة والبيئة، والتي يمكن من خلالها تحقيق التنمية في البلاد ودعم التحول إلى الاقتصاد المعرفي.

وتستند بعض الحلول التي طرحها المهندس خالد خلال كلمته، والتي تعالجها الشركة السعودية للكهرباء بمساعدة مجموعة من الجامعات السعودية والمؤسسات في المملكة، على الفرضية الأساسية التي مفادها أن المدن الذكية في المستقبل يجب أن تكون مساحات حضرية متصلة مع بعضها البعض، وتعتمد على التقنيات الذكية لتوليد الطاقة والمعالجة الذكية للمياه والنفايات، ووسائل المواصلات والمباني الذكية وغيرها.

كما سيكون لشركات المرافق العامة دور رئيسي في توفير بنية تحتية متطورة تقدم حلولاً ذكية مثل تركيب الألواح الشمسية على أسطح المباني والمنشآت، وتركيب شبكة كهربائية ذكية وقوية، وأنظمة لامركزية لتخزين الطاقة، والبيوت الذكية، والسيارات الكهربائية ومحطات الشحن.

وفي ختام كلمته، شدد المهندس خالد الراشد على الدور الكبير للمواطنين في تحقيق مفهوم المدن الذكية والتي أشار إلى أنها لن تكون ذكية دون مشاركة المواطنين وأنه يجب على الجميع المشاركة في تأسيس وإنشاء ودعم مدن المستقبل.