Top

فريق بحثي من كاوست يتعاون مع وزارة الصحة لحل مشكلة نقل الموظفين

صمم فريق من علماء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية نظام نقل محسّن لموظفي وزارة الصحة السعودية. صورة الملف.

-بقلم لولوه شلهوب, من أخبار جامعة الملك عبدالله

قام فريق من علماء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية (CEMSE) بتصميم نظام نقل متطور لوزارة الصحة السعودية للمساعدة في إيجاد حلول تساعد في توزيع عادل لموظفي الوزارة بما يتلاءم مع قربهم من عائلاتهم.

قام الفريق بإكمال المرحلة الأولية لإعداد مفهوم هذه الحلول، وهو الآن بصدد الانتقال إلى مرحلة التنفيذ لتطبيق نظام تحويل مكان عمل موظفي وزارة الصحة لضمان توزيع أفضل وعادل لموظفيهم في جميع أنحاء المملكة، سعياً لتحقيق رضاً أفضل للموظفين في بيئة العمل. وتقوم خدمة الفريق الجديد بتغطية جميع القطاعات الصحية التابعة للوزارة.

ومن جهته، يقول معالي الدكتور توفيق الربيعة، وزير الصحة: "يعالج هذا المشروع البحثي التعاوني مشكلة صعبة ذات تأثير كبير على العاملين في قطاع الرعاية الصحية وتؤثر بالتالي على جودة الخدمات المقدمة. إذ تكمن المشكلة في أن نسبة كبيرة من موظفي وزارة الصحة يعملون بعيداً عن أسرهم. وقام فريقا وزارة الصحة وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، بتطوير نموذج مبتكر وفعال لتحسين توزيع الموارد البشرية لإيجاد أماكن مناسبة للعمل بالقرب من عائلاتهم".

تواصلت وزارة الصحة مع فريق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية قبل عام، لمناقشة مشكلة تتعلق بنظام نقل الموظفين الحالي، وحالة عدم الرضا بين الموظفين الذي نتجت عن الافتقار إلى الشفافية.

فريق من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مكوّن من البروفيسور عمر كنيو (في الوسط)، أستاذ الرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية؛ سلطان البركاتي (يسار)، طالب دكتوراه وريكاردو ليما (يمين)، عالم أبحاث، قاموا بتصميم نظام نقل محسّن لموظفي وزارة الصحة السعودية. الصورة بعدسة سارة منشي.

وقام فريق كاوست، الذي يتكون من البروفيسور عمر كنيو، أستاذ الرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية فيCEMSE ، وسلطان البركاتي، طالب الدكتوراة في CEMSE وريكاردو ليما، عالم أبحاث، بالتوصل إلى مفهوم لمعالجة هذه المشاكل. وقدم الفريق مقترحاً لوزارة الصحة قبل البدء في مرحلة الأولية لإعداد المفهوم، في يناير من هذا العام. وتم الحصول على موافقة لإثبات المفهوم وإمكانية تطبيقه، أي القيام بدراسة تجريبية على مستوى البلاد. 

وفي هذا السياق، يقول كنيو: "عقِب إجراء حوارات مع الزملاء في وزارة الصحة ومع إدارة كاوست، كان هناك شعور مشترك بأن إنشاء شركة تتولى مسؤولية نقل هذه التقنية والتأكد من تنفيذها وتطبيقها كخطوة أولى، سيكون هو القرار المناسب والصحيح لإتمام المهمة الموكلة".

وتوصل الفريق إلى نظام لوحات المعلومات التي تسمح بنشر التطبيقات بشكل مباشر، ونشرها في الوقت الفعلي عند وصولها إلى سجلات الموظفين. ولدى بعض المناطق في المملكة، عدد أكبر من الموظفين مقارنة بغيرها. ومن أجل تشجيع المتقدمين على توجيه الطلبات إلى المراكز التي بحاجة إلى موظفين، قدم الفريق نظام الحوافز وقام بربطه بنظام المطابقة.

البروفيسور عمر كنيو (في الوسط)، أستاذ الرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية؛ سلطان البركاتي (يسار)، طالب دكتوراه وريكاردو ليما (يمين)، عالم أبحاث. الصورة بعدسة سارة منشي.

ويكمن الحافز في السماح للموظفين بتجميع نقاط الأقدمية في العمل، إذا كانوا يخدمون في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات لفترة من الزمن، فيحصلون بذلك على نقاط يمكنهم استخدامها فيما بعد، لتعزيز مواقعهم عندما يتقدمون إلى مراكز أكثر ملاءمة لهم على الصعيد المهني. مما يتيح لهم البقاء بالقرب من أسرهم.

ويضيف كنيو: "تعرف هذه الأنواع من مشاكل المطابقة بصعوبة حلها. ولذلك قام فريقنا بتطوير منهجًا مبتكرًا، يعالج متطلبات وزارة الصحة. وتمكنا من تحديد الأطر الحرجة لهذه المشكلة، ومعالجتها بطريقة ذكية، تجعلنا قادرين ليس فقط على حل المشكلة بكفاءة عالية، إنما أيضا أن نؤسس نظاماً يتسع لعدد كبير من المتقدمين والمراكز".

البروفيسور عمر كنيو (في الوسط)، أستاذ الرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية؛ سلطان البركاتي (يسار)، طالب دكتوراه وريكاردو ليما (يمين)، عالم أبحاث. الصورة بعدسة سارة منشي.

يعمل فريق البحث الآن على تقديم طلب تأسيس شركة جديدة، لقسم الابتكار والتنمية الاقتصادية في كاوست، بهدف الاستفادة من معرفتهم في الأعمال التجارية والسعي للحصول على تمويل ابتدائي مناسب لإطلاق الشركة المقترحة. ويأمل الفريق في أن يكون عقد التنفيذ مضمونًا في مرحلة ما في نهاية عام 2018 أو أوائل عام 2019 على الأقل، لنشر الإصدار الأول من نظام النقل الداخلي. 

كما يمهد المشروع الطريق لمشاريع أخرى في الوزارات والهيئات التي قد تعاني من نفس المشاكل. ويمكن تكييف وتوظيف الهيكل العام لإطار المشروع لتلبية قطاعات أخرى متعددة. ويرى البركاتي أن أبحاث الفريق أسفرت في إيجاد تقنيات تساعد على إيجاد حل فعال قابل للتطبيق في العالم الحقيقي، ويمكن تكييفه من قبل الوكالات الحكومية الأخرى وكذلك الشركات في المملكة.