أكد موقع (TOP500) الشهير -الذي يصنف أنظمة الحاسوب العملاقة الخمس مائة الأقوى عالميًا- اليوم، أن الحاسوب "شاهين 3" التابع لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) هو أقوى حاسوب عملاق في منطقة الشرق الأوسط، وذلك استنادًا لتفاصيل أساسية حول قدراته، كُشِف عنها في نسخة هذا العام من المؤتمر الدولي للحوسبة الفائقة (SC23). كما احتل "شاهين 3" أيضًا المرتبة 20 في تصنيف أقوى أجهزة الحاسوب العملاقة على الصعيد العالمي.

وطُوِّر نظام الحاسوب العملاق "شاهين 3" من قبل شركة (هيوليت باكارد إنتربرايز)، الشركة الرائدة عالميًا في مجال تصنيع الحواسيب العملاقة، وهو أسرع بحوالي ست مرات من نظام حاسوب "شاهين 2" الحالي في كاوست، حيث تتجاوز قوة معالجته 500,000 حاسوب (ماك بوك برو) من الجيل الأحدث تعمل في الوقت نفسه. واُعْتُمِد في بنائه على معمارية الحاسوب العملاق (HPE Cray EX)، الموجودة في ثلاثة من أفضل 10 حواسيب عملاقة في العالم، مما يبشر بأداء وسرعة غير مسبوقين.

ستستخدم كاوست "شاهين 3" لدعم بناء واختبار النماذج الرياضية التنبؤية باستخدام عمليات المحاكاة التقليدية القائمة على المعادلات التفاضلية، والمحاكاة القائمة على الإحصائيات، وتقنية تعليم الآلة التي تستخدم الشبكات العصبية. ويمكن استخدام هذه النماذج الرياضية في مجالات عديدة، بما في ذلك الاكتشافات العلمية والتصميم الهندسي واتخاذ القرارات ودعم السياسات.

وقال البروفيسور توني تشان، رئيس جامعة كاوست بهذه المناسبة "يساهم "شاهين 3" بتعزيز القدرات البحثية العالمية لكاوست والارتقاء بها إلى مستويات أكثر تقدمًا من خلال قوة المعالجة، وقدرته على إنشاء نماذج في العديد من المجالات في فترة زمنية قصيرة. ولا شك في أن "شاهين 3" سيقوم بدور حاسم في دعم مشاريع الاستدامة الخاصة بمركزنا الوطني للتغير المناخي والمشاريع الوطنية الأخرى التي تتوافق مع رؤية السعودية 2030، مما يساعد على تسريع حركة التنمية في المملكة العربية السعودية في مجالات مثل التنمية المستدامة".

 

وأكد البروفيسور ديفيد كيز، أستاذ الرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية، ومدير مركز أبحاث الحوسبة الفائقة في كاوست أن الحوسبة الفائقة هي جزء متأصل في أبحاث الجامعة ومناهجها الدراسية منذ تأسيسها، وأن الجامعة تضم العديد من أعضاء هيئة التدريس الذين تم استقطابهم لتخصصاتهم المرتبطة بالحوسبة الفائقة، وقال "كانت المناهج الحاسوبية متأخرة جدًا في السابق عن المناهج النظرية والرصدية والتجريبية. والآن، وفي أغلب الأحيان، هي من تتصدر المشهد بفضل أجهزة الحاسوب العملاقة مثل شاهين 3".

ويستخدم الحاسوب العملاق "شاهين 3" في مرحلته الأولى لتعزيز الأبحاث في العديد من المجالات التي تساهم في تحقيق أهداف الاستدامة، مثل المشاريع البحثية لتطوير المواد، والمحفزات الكيميائية، والوقود البديل، وعزل الكربون، والمعلوماتية الحيوية. وسيكون قادرًا على إنشاء النماذج بدقة عالية في مجالات تشمل ديناميكيات الغلاف الجوي والمحيطات وهندسة ديناميكا الهواء التي تستخدمها سيارات (الفورمولا 1) على سبيل المثال. كما سيوفر "شاهين 3" قدرات تصوير علمي وتحليلي متقدمة جدًا في مجالات مثل اكتشاف مكامن النفط والتصوير الطبي والتقييم غير المدمر للهياكل والبنى.

شاهين الثالث في المرتبة رقم 20 في العالم لأجهزة الكمبيوتر العملاقة.

وقالت تريش دامكروجر، نائب الرئيس الأول والرئيس التنفيذي للمنتجات في (HPC) "فخورون جدًا بالشراكة مع كاوست لتسريع أبحاثها العالمية في مجالات مثل تغير المناخ والطاقة النظيفة وعلوم الحياة. خصوصًا أن الجامعات البحثية الرائدة مثل كاوست تركز على إدراج الحواسيب العملاقة في قلب مناهجها الدراسية التي تغطي مجالات رئيسية مثل النمذجة والمحاكاة وتعليم الآلة والذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت اليوم من مقومات الاكتشافات العلمية والابتكار".

وتواصل كاوست - باعتبارها أحد مراكز الحوسبة الفائقة الرائدة في العالم – إنجازاتها البحثية المتميزة على خطى نجاحاتها السابقة التي اعتمدت على حاسوبها العملاق السابق "شاهين 1"، والذي أُطْلِق في عام 2009، وتلاه "شاهين 2"، وهو حاسوب عملاق من (HPE Cray EX) فائق السرعة وأسرع 25 مرة من سابقه بمعدل 5,54 بيتافلوب/ثانية. يُذكر أن أكثر من 66 في المائة من المجموعات البحثية التابعة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة تستخدم الحاسوب العملاق "شاهين 2" في أنشطتها البحثية، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى حد أبعد مع إطلاق "شاهين 3".