التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
محمد الجحدلي، الحائز على جائزة FLTA لأفضل ورقة بحثية، يكمل دراسة درجة الدكتوراه في كاوست.
تبعد جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) أقل من ساعة بالسيارة عن مدينة رابغ، مسقط رأس محمد الجحدلي الذي تربطه أيضًا روابط عميقة ببلدة ثول المجاورة للجامعة. تجسّد مسيرة الجحدلي الأكاديمية حضور المواهب المحلية القادرة على تحقيق أثر يمتد إلى مختلف أنحاء المملكة.
ففي قصة تعكس الإصرار والطموح الوطني، بدأت رحلة الجحدلي من وسط أسرة زراعية مترابطة، لتنتهي بترشيحه لجائزة أفضل ورقة علمية خلال مرحلة الدكتوراه في إحدى أبرز المؤسسات البحثية عالمياً.
وقال الجحدلي "إذا بذلتَ الجهد الكافي، وسعيتَ بصدق وراء حلمك، فبلوغ النجاح في مسيرتك البحثية والأكاديمية أمر ممكن بالفعل"، بعد أن حاز عمله في علوم الحاسب الآلي على جائزة أفضل ورقة علمية في المؤتمر الدولي لتقنيات وتطبيقات التعلّم المُتَّحِد (FLTA) 2025 في دوبروفنيك، كرواتيا.
وأضاف "الحصول على جائزة أفضل ورقة بحثية يدل على أن الناس يثقون حقًا في بحثي، ويرونه مفيدًا. وهذا يعني الكثير بالنسبة لي“.
تحت إشراف الأستاذ ماركو كانيني، أستاذ علوم الحاسب في كاوست، تركز أبحاث الجحدلي على التعّلم المتّحد، وهو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يحافظ على الخصوصية، ويسمح بتدريب نماذج التعلم الآلي مباشرة على الهواتف الذكية للمستخدمين والأجهزة الأخرى عوضا عن الخوادم السحابية المركزية.
تقدم ورقته البحثية الحائزة على الجائزة، خوارزمية فعالة لمساعدة أنظمة الذكاء الاصطناعي على الاحتفاظ بما تتعلمه عبر مجموعات بيانات متنوعة دون المساس بالخصوصية. وقال إنه ممتن للغاية لتحقيق مثل هذه التطورات العلمية المهمة بالقرب من موطنه.
نشأ الجحدلي في رابغ وسط أسرة على صلة قوية ببلدة ثُوَل، وتعمل في تربية الماشية وزراعة المحاصيل الموسمية. ومع ذلك، قاده حبه للمعرفة والعلوم نحو مسار مختلف كلياً، وهو البرمجة الحاسوبية.
وقال "حوالي 70 إلى 80 في المئة من أبحاثي هي في مجال التعلّم العميق وأنظمة الحاسوب، وأنا أستمتع بها فعلاً»، مضيفاً أنها كانت "ضربة حظ "حين وجد مساراً يجمع بين المتعة والإنجاز المهني وخدمة الوطن. يقول " قد يبدو دافعي أنه شخصي لأني أحب حلّ المشكلات، لكن أثره يعود بالفائدة على المجتمع بأسره".
ويبدو أن شغفه بحل المشكلات التقنية صفة موروثة من والده، الذي يمارس الزراعة كهواية، وكان يعمل مهندساً كهربائياً في مجال تقنية المعلومات لدى أرامكو السعودية. وأضاف الجحدلي "كان والدي مصدر إلهام كبير لي. ربما هو السبب وراء دخولي عالم الحوسبة ومجالاتها المختلفة".
وبتشجيع قوي من والديه، برع الجحدلي أكاديمياً في صغره، ليصبح من أفضل طلبة منطقة رابغ. وبعد قضاء عام في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، انتقل إلى جامعة الملك عبد العزيز في رابغ حيث تخرّج بمرتبة الشرف الأولى في علوم الحاسب.
ومع شغفه المتزايد بالذكاء الاصطناعي والتعلّم العميق، انضم إلى كاوست في عام 2021، وأكمل درجة الماجستير في عام 2022، وهو اليوم يواصل رحلته لنيل درجة الدكتوراه.
ويترك الجحدلي مساره المهني مفتوحاً؛ فسواء عبر ريادة الأعمال أو البحث العلمي. يقول "أحد أحلامي الكبرى بعد التخرّج هو أن أعود إلى كاوست يوماً ما كعضو هيئة تدريس أو باحث أو زميل ما بعد الدكتوراه. البيئة هنا متميزة، فالجامعة توفر إمكانات هائلة. ولديها حاسوب عملاق عالمي المستوى. ويمكننا هنا إجراء تجارب لا يمكن للعديد من الجامعات تنفيذها".
بعد فوزه بجائزة أفضل ورقة علمية في مؤتمر (FLTA)، يرى الجحدلي أن نجاحه لا يمثّل إنجازاً شخصياً فحسب، بل يعكس أيضاً القوة المتنامية للمواهب السعودية المتخرّجة من كاوست. فمسيرته البحثية تتناغم مع أولويات المملكة لبناء خبرات وطنية متخصصة في ظل سعيها لتوسيع دورها العالمي في مجال البحث والابتكار.
قال الجحدلي "فيما يتعلق برؤية السعودية 2030، إذا أردنا أن نكون في الطليعة عالمياً في مجال العلوم والبحث والابتكار، فمن الضروري أن نؤهل الشباب السعودي"، وأشار إلى المواهب الوطنية الموجودة في كاوست، وقال "من المذهل كمية المواهب الاستثنائية الموجودة في كل مجال هنا".
وبحكم نشأته بالقرب من الجامعة، يرى طالب الدكتوراه البالغ من العمر 27 عاماً أن التجربة الثقافية داخل كاوست فريدة من نوعها. فهي تضم مجتمعاً متعدد الجنسيات والثقافات في المنطقة التي ترعرع فيها، وتمنحه فرصة للتواصل مع شباب سعوديين موهوبين من مختلف مناطق المملكة.
ويقول الجحدلي إنه يشعر بتواضع وفخر في الوقت نفسه لكونه جزءاً من جامعة دولية ذات رسالة واضحة تعمل وتزدهر في مدينته الصغيرة، ويشهد أثرها عن قرب. وأضاف "قد لا يصدق المرء أن مؤسسة بهذه الإمكانيات موجودة أصلاً، فضلاً عن وجودها في بلدة صغيرة خارج المدن الرئيسة في المملكة. كلما فكّرت في ذلك، أشعر بالدهشة. إنه لأمر مذهل حقاً".