Top

باحثان من كاوست يفوزان بجائزة عبدالحميد شومان للباحثين العرب

تم أخيراً تكريم الاستاذين محمد الداودي وعمر كنيو من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لحصولهما على جائزة عبدالحميد شومان للباحثين العرب. المصدر: كاوست.

-بقلم أخبار كاوست

حقق البروفيسور المغربي محمد الداودي، أستاذ علوم الكيمياء ومدير مركز أبحاث الأغشية والمواد المسامية المتقدمة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" التابع لقسم العلوم والهندسة الفيزيائية جائزة عبدالحميد شومان للعلوم الهندسية عن موضوع الطاقة المتجددة والمستدامة التي تقدمها مؤسسة عبدالحميد شومان للباحثين العرب في ستة حقول أو مجالات علمية سنوياً. 

لم يكن الداوودي فقط هو الفائز من كاوست بأحد حقول جائزة عبدالحميد شومان للأبحاث، بل إن البروفيسور عمر كنيو، من مواليد لبنان، أستاذ الرياضيات التطبيقية وعلم الحساب من قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية في جامعة الملك عبدالله نال هو الآخر جائزة شومان في "النمذجة الرياضية" مناصفة مع الأستاذ الدكتور شاهر محمد أحمد مومني من الأردن.

الطاقة النظيفة

تستهدف أبحاث البروفيسور محمد الداوودي بصورة أساسية البحث في مجال الأطر المعدنية العضوية (Metal-Organic Frameworks, MOFs) والتي لديها خصائص متميزة مقارنة بالمواد التقليدية الأخرى ومساحة سطح داخلية كبيرة، مما يجعلها مفيدة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة مثل، تخزين الميثان واحتجاز ثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى غيرها من التطبيقات المختلفة في مجال فصل الغازات وصناعة البتروكيميائيات والتطبيقات الطبية.

ويعمل فريقه في "كاوست" من أجل تطوير المواد العضوية المعدنية (MOFs) لعلاج المشاكل الأكبر تحديا والأطول عمرا مثل بدائل الطاقة النظيفة، والدفع بتلك المواد العضوية لإنشاء مواد يمكنها تخزين مقادير كافية من الهيدروجين والميثان عند درجة حرارة الغرفة وضغط معتدل. كذلك خفض انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض وتطوير مجال المواد العضوية المعدنية في إتجاه إنشاء مواد فعالة ومنخفضة التكاليف يمكنها احتجاز مقادير كبيرة من غازات ثاني أوكسيد الكربون.

فيما تتركز أبحاث البروفسور عمر كنيو على تطوير أساليب القياس الرياضية والخوارزميات والبرامج الحاسوبية التي تدخل في عمليات محاكاة أنظمة الموائع الحرارية المعقدة، وتحديد مقدار عدم اليقين في تنبؤات النماذج، ومعايرة نموذج بايز (Bayesian model) في الاحتمالات، والتحسين تحت الغموض، فضلاً عن تطبيقات الأساليب الحسابية المتقدمة في التدفقات المحيطية وفي الغلاف الجوي، وعمليات الاحتراق، والمواد النشطة.

تطوير الاستراتيجيات

وكانت مؤسسة عبد الحميد شومان، أعلنت، في وقت سابق من سبتمبر الجاري، أسماء الفائزين بجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب للدورة 37 لعام 2019. وحسب الهيئة العلمية للجائزة، جاء اختيار الفائزين عقب استعراض الهيئة لتقارير (12) لجنة متخصصة، ضمت نخبة من الباحثين العرب لغايات التحكيم ومراجعة النتاج العلمي للمرشحين.

وبلغ عدد المترشحين لهذه الدورة 382 مرشحاً من الأردن ومن الوطن العربي، فيما تم استبعاد 23 طلباً لم يلتزم أصحابها بالشروط الأساسية للجائزة، حيث بها (15) باحثاً ضمن حقول الجائزة، والبالغ عددها (6) حقول، حيث يندرج ضمن كل حقل منها موضوعان اثنان متغيران يتم اختيارهما من قبل الهيئة العلمية للجائزة.

وكانت الهيئة العلمية للجائزة، التي يترأسها معالي الدكتور أمين محمود، بينت أن الجوائز توزعت لهذا العام على الباحثين من الجنسيات التالية: (5) مصر، (3) فلسطين، (2) لبنان، وجائزة واحدة لكل من الباحثين من الأردن وتونس وسلطنة عُمان والعراق والمغرب.

وأوضح محمود أنه منذ تأسيس الجائزة في العام 1982، بلغ إجمالي عدد الفائزين بالجائزة في حقولها المختلفة (434) فائزة وفائزاً، ينتمون إلى مختلف الجامعات والمؤسسات والمعاهد والمراكز العلمية في الوطن العربي.

وأكد محمود ضرورة تشجيع الباحثين على إجراء وإنجاز أبحاث تهم كل شرائح المجتمع، وأن يكون هناك استراتيجيات يتم تطويرها على فترات محددة، للمساهمة في حل المشكلات الإنسانية والمجتمعية.

تحتفي جائزة عبدالحميد شومان للباحثين العرب ، التي تم إطلاقها عام 1982 ، بالإنجازات العلمية للباحثين العرب في جميع أنحاء الوطن العربي. المصدر: Shutterstock.

إلهام الباحثين

من جهتها، أكدت الرئيسة التنفيذية لـ"مؤسسة شومان"، فالنتينا قسيسية، الحاجة الماسة إلى دعم البحث العلمي الجاد، لتخطي عقبات التنمية في المجتمع، لافتة إلى ضرورة توجيه البحث العلمي إلى المشكلات الماثلة في العالم العربي، خصوصاً ما يتصل منها بتوطين التكنولوجيا، ومواجهة نقص الغذاء، وتقلص المساحات الصالحة للزراعة، وغيرها من المشكلات التي تعيق التنمية.

وكانت مؤسسة شومان أطلقت جائزة الباحثين العرب في العام 1982 تقديراً للنتاج العلمي المتميز الذي يؤدي نشره وتعميمه إلى زيادة في المعرفة العلمية والتطبيقية وزيادة الوعي بثقافة البحث العلمي، وللإسهام في حل المشكلات ذات الأولوية محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وتضم حقول الجائزة "العلوم الطبية والصحية، العلوم الهندسية، العلوم الأساسية، العلوم الإنسانية والاجتماعية والتربوية، العلوم التكنولوجية والزراعية، العلوم الاقتصادية والإدارية".

وتمنح الجائزة تقديرا لإنتاج علمي متميز يؤدي نشره وتعميمه إلى زيادة في المعرفة العلمية والتطبيقية، والإسهام في حل مشكلات ذات أولوية محلياً وإقليمياً وعالمياً، ونشر ثقافة البحث العلمي، وتتكون من شهادة تتضمن اسم الجائزة واسم الفائز، والحقل الذي فاز به، ومكافأة مالية مقدارها 20 ألف دولار، ودرع يحمل اسم الجائزة وشعارها. وهي أوّل جائزة عربيّة، تعنى بالبحث العلمي وتحتفي بالباحثين العرب، وتهدف إلى دعم البحث العلمي وإبرازه في جميع أنحاء الوطن العربي، والمشاركة في إعداد وإلهام جيل من الباحثين والخبراء والمختصين العرب في الميادين العلميّة المختلفة الذين يعملون في ظلّ الإمكانيَات المحدودة لدى المؤسّسات والجامعات والأفراد.