Top

كاوست تعيد تعريف دور الجامعة في عصر التحولات الكبرى

تفرض التحديات العالمية الملحّة استجابات وطنية منسّقة تقودها الجامعات. ومن التحوّل في قطاع الطاقة إلى الأمن الغذائي، والصحة وجودة الحياة إلى الاستدامة البيئية، تعمل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) على إعادة تعريف دور الجامعة من خلال مواءمة أبحاثها وشراكاتها وبرامجها التعليمية مع الأولويات الوطنية للمملكة لتحقيق نتائج ملموسة. 

وقال الدكتور جوناثان غرانت، نائب رئيس الجامعة للمبادرات الاستراتيجية "ينبغي أن يتطور دور الجامعات من مجرد نقل المعرفة إلى بناء القدرات، والابتكارات، والتكيّف في عالم يتغير بوتيرة متسارعة. كاوست تمضي قدماً كجامعة مدفوعة برسالة طموحة تهدف إلى تلبية احتياجات المجتمع، وتستجيب بأبحاث وتعليم يحدثان أثراً حقيقياً."  

وقد شكّل هذا التوجه، الذي طُرح تحت شعار "الجامعات كعوامل للتقدم"، محورًا رئيسيًا في قمة التايمز للتعليم العالي العالمية لعام 2025، التي استضافتها كاوست خلال الفترة من 7 إلى 9 أكتوبر.  كما يمثل جوهر الوثيقة الجديدة التي أصدرتها الجامعة لتوضح نهجها في دعم أولويات البحث والتطوير والابتكار (RDI) الخاصة بـ رؤية السعودية 2030 بسرعة وفاعلية. 

وتتناول هذه الوثيقة التحليلية الشاملة -التي تُعد نموذجًا للمؤسسات الساعية إلى تحقيق أثر مجتمعي أوسع- ست مجالات تركيز رئيسية هي: 

  1. تعزيز منظومة البحث والتطوير والابتكار الوطنية 
  2. تحفيز الابتكار الاقتصادي والصناعي 
  3. تطوير الكفاءات الوطنية 
  4. تعزيز الحضور العلمي للمملكة على الساحة الدولية 
  5. دعم السياسات والاستدامة 
  6. الإسهام في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs) 

وأضاف غرانت "في كاوست، نعمل على تحديد معالم القيادة الاستراتيجية في مجال العلوم للمملكة والعالم. دورنا هو ربط أبحاثنا الرائدة عالمياً بالأولويات الوطنية، وتحويل الأفكار إلى أفعال، وضمان أن يسهم الابتكار مباشرة في مسيرة التحول الوطني نحو مستقبل مستدام ومزدهر." 

تحقيق الأثر 

تتضمن الورقة عددًا من دراسات الحالة التي توضح نجاح كاوست في مجالات تركيزها الرئيسة، وتُبرز كيف تنتقل الأبحاث من الاكتشاف إلى التطبيق العملي عبر شراكات استراتيجية وتطبيقات واقعية.   

حالياً، يتماشى 75% من مخرجات أبحاث كاوست مع الأولويات الوطنية في مجالات الطاقة، والصحة، والغذاء، والاستدامة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك:   

  • تقنية الاحتجاز المشترك للكربون والكبريت بالتجميد (CCSC) 

  • مشروع "أرض التجارب لمستقبل النقل" (Future Mobility Sandbox)، وهي منصة تقنية للنقل تسرّع انتقال الابتكارات من المختبر إلى السوق، لتقديم حلول على مستوى السرعة والنطاق الذي يتطلبه العالم. 

ويُعد مجمع الأبحاث والتقنية في كاوست، وهو مركز ابتكار متكامل بجوار الحرم الجامعي، محورًا لمنظومة ريادية استراتيجية تحول التحديات المعقدة إلى حلول قابلة للتوسع تخدم المملكة والعالم. 

ومن الشركات الناشئة المنبثقة عنه: 

  • ليثيوم إنفينيتي (Lithium Infinity)، التي تنتج الليثيوم المستخدم في البطاريات من مصادر محلية
  • كلايمت كريت (ClimateCrete)، التي تحول الرمال المحلية ومخلفات الحفر إلى مواد بناء مستدامة 

كما تعمل برامج التدريب والإرشاد المتخصصة، إلى جانب الشراكات الوطنية والعالمية، على تعزيز منظومة الكفاءات البحثية والابتكارية في المملكة. ومن أبرزها برنامج "Elevate" الذي يمنح حديثي التخرج خبرة عملية في مجالات حيوية وطنياً، والبرنامج التحضيري السنوي الذي يهيئ الكفاءات السعودية للمساهمة في بناء مستقبل قائم على العلوم والتقنية. 

ومن ناحية أخرى، تعمل كاوست على مواءمة أبحاثها مع كلٍّ من الأولويات الوطنية والاحتياجات العالمية عبر شراكات دولية متميزة. ومن أمثلة ذلك، مشاركتها في جهود دولية لمكافحة أمراض المحاصيل الزراعية وتطوير اقتصاد الهيدروجين. 

ومن خلال البيانات العلمية الدقيقة والتوجيهات المستندة إلى الأدلة، تدعم كاوست السياسات الوطنية في مجالات الاستدامة والمناخ والطاقة النظيفة. كما تسهم مبادرات مثل مشروع ترميم الشعاب المرجانية في كاوست وأبحاث البروفيسور المتميز أستاذ ابن سينا كارلوس دوارتي حول "الكربون الأزرق" في ضمان أن تستند القرارات الوطنية إلى العلم وتتوافق مع أفضل الممارسات العالمية. 

التزام راسخ بالاستدامة 

تواصل كاوست قيادة جهود البحث والابتكار لمعالجة التحديات الوطنية والعالمية في مجالات مثل الأمن الغذائي والاستدامة المناخية والطاقة النظيفة، حيث حظيت إنجازاتها باعتراف دولي واسع. 

وفي عام 2022، وهو أول عام تشارك فيه الجامعة في تصنيف تأثير التايمز (THE Impact Rankings) الذي يقيس مساهمة الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs)، حلت كاوست في المرتبة 235 من أصل 1410 مؤسسة. 

وبحلول عام 2025، تقدمت لتصبح ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى العالم من بين 2318 مؤسسة. 

وعلى مستوى المملكة، تتصدر كاوست المرتبة الأولى في الهدف السابع عشر (عقد الشراكات لتحقيق الأهداف)، كما جاءت ضمن أفضل 20 جامعة عالميًا في الهدف الحادي عشر (مدن ومجتمعات محلية مستدامة) والهدف الرابع عشر (الحياة تحت الماء). 

وتعكس هذه النتائج نهج كاوست التحولي في العلوم والتزامها العميق بتحقيق التنمية المستدامة والتقدم العالمي.