Top

فريق أبحاث دولي من كاوست هو الأول في العالم في رصد انتقال التعابير الوراثية في الحمض النووي في الحيوانات

البروفيسور مانويل أراندا من كاوست وفريق من الباحثين، يقومون بفحص السجل الوراثي اللاجيني بين أجيال الشعاب المرجانية في عمل بحثي نشرته أخيراً المجلة العلمية (Nature Climate Change).

تعد الشعاب المرجانية من أكثر النظم البيئية تنوعًا في العالم، فهي توفر ملاذاً آمناً لكائنات بحرية عديدة، وتلعب دوراً كبيراً في حماية السواحل ومصايد الأسماك. ومع ذلك، فهي تتأثر بشدة بأي تغيّر في بيئتها حتى وان كان طفيفاً، وخصوصاً تلك التي تحدث نتيجة تدخل الإنسان.

أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في 10 فبراير 2020، عن بحث جديد يؤكد قدرة الشعاب المرجانية على نقل أنماط وتعابير من الحمض النووي إلى ذريتها. ويمثل هذا البحث المرة الأولى الذي يتم فيها ملاحظة هذه العملية في الحيوانات، بعد أن لوحظت في النباتات.

واستطاع كل من بروفيسور مانويل أراندا، أستاذ مشارك في قسم علوم البحار في كاوست، وزميل ما بعد الدكتوراه يي جين ليو من كاوست، وإميلي هاويلز، زميلة ما بعد الدكتوراه من جامعة ولونغونغ، توضيح أن الشعاب المرجانية لا تكتفي بالتكيّف مع التغيّرات في بيئتها فحسب، بل تنقل تلك السمات المستفادة إلى ذريتها عبر أنماط الحمض النووي. وقد سبق أن لوحظت هذه العملية فقط في النباتات.

البروفيسور مانويل أراندا، الأستاذ المشارك بقسم علوم البحار في مركز أبحاث البحر الأحمر التابع لكاوست.

ويقول البروفيسور أراندا: " أظهرت الأبحاث السابقة أن المرجان حيوان مرن للغاية، مما يعني أنه بارع في التغيّر بما يتناسب مع التغيّرات في بيئته، الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة أو الملوحة أو كثافة أشعة الشمس. وأظهرت هذه التغيّرات قدرة المرجان على التحكم بذاكرته العضلية، والعودة دائمًا إلى حالته الطبيعية بمجرد زوال هذه التغيّرات. الجدير بالذكر ، أننا استطعنا ملاحظة أن المرجان خلال عملية تكيفه مع التغيرات في بيئته، يقوم بتمرير هذه السمات الوراثية المكتسبة الى ذريته عبر الحمض النووي، مما يمكن الجيل التالي من الشعاب المرجانية من إدارة هذه المتغيرات بشكل أفضل وزيادة فرص بقائها على قيد الحياة".

ويعتقد الفريق البحثي بقيادة علماء كاوست أن نتائج بحثهم هذا، ستمكن العلماء من فهم آليات التأقلم لدى المرجان، وسيكون لها أثار ممتازة ولكن على المدى البعيد. إلا أنها وفي الوقت نفسه، ستمهد الطريق لاكتشاف طرق وآليات سريعة لمعالجة تلف الشعاب المرجانية نتيجة تغيّر المناخ.

وقد يتمكن علماء الأحياء اليوم من تدريب الشعاب المرجانية في حاضنات خاصة، من أجل إنتاج ذرية تحمل السمات اللازمة للنمو في بيئات بحرية خاصة، مثل الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا والعديد من أنظمة الشعاب المرجانية في جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي.

وتجري إميلي هاويلز التجارب الميدانية في أستراليا، ويقوم بقية الفريق بتطوير منتجات للمساعدة في تعزيز وحماية المرجان. ويأمل الفريق في أن تؤدي هذه الجهود إلى الحفاظ على الشعاب المرجانية في محيطات العالم، وتمكين نمو قطاع السياحة الذي يستهدف تسليط الضوء على أهمية النظم البيئية للشعاب المرجانية.