Top

كاوست تحتفل بإنجازات خريجي برنامج جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين وتأثيرهم الوطني

خريجو برنامج جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين (KGSP) يعودون إلى كاوست لحضور قمة الخريجين الافتتاحية، احتفالاً بمرور 17 عاماً من التواصل والتأثير.

استضافت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) حوالي 150 من أبرز المواهب الوطنية وصنّاع التغيير الواعدين، وذلك خلال القمة الافتتاحية لخريجي برنامج جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين (KGSP). تهدف هذه القمة إلى تكريم إنجازات خريجي البرنامج وتعزيز الوعي بتأثيرهم الوطني، مع التأكيد على مواءمة جهودهم مع الأولويات الوطنية. 

أسهم برنامج الطلبة الموهوبين (KGSP) منذ إطلاقه في عام 2008، في تمكين قادة الفكر وعلماء المستقبل والمبتكرين، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للإسهام في منظومة البحث والتطوير والابتكار في المملكة. ويتيح البرنامج لطلبته السعوديين المتميزين فرصة الالتحاق بجامعات عالمية مرموقة لإكمال درجة البكالوريوس، تمهيدًا للانضمام إلى برامج الدراسات العليا في كاوست. وحتى اليوم، أكمل 656 خريجًا وخريجة دراساتهم الجامعية في الخارج، فيما يواصل 319 طالبًا وطالبة حاليًا رحلتهم الأكاديمية. 

تعتبر هذه القمة فرصة فريدة لخريجي البرنامج للتواصل مع زملائهم من دفعات ومسارات مهنية متنوعة، وتعزيز علاقتهم المستمرة بجامعتهم. كما تتيح استعراض الأثر الإيجابي الذي أحدثته كاوست في دعم المواهب السعودية على مدار 17 عامًا من عمر البرنامج. 

وإلى جانب الأرقام، يتجلى جوهر برنامج الطلبة الموهوبين (KGSP) من خلال القصص الملهمة لطلبته الذين ساهم في تمكينهم. وتقدم النماذج التالية أربع قصص شخصية تجسد التزام كاوست برسالتها في تنمية المواهب الوطنية الشابة عبر برنامجها الريادي للمنح الدراسية.  

مريم أولياء  

مريم أولياء هي من الخريجات الرائدات لبرنامج (KGSP) في كاوست. وقد سمعت لأول مرة عن البرنامج من خلال مشاركتها في برنامج "موهبة" التابع لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، واغتنمت الفرصة وانضمت إلى الدفعة الأولى للبرنامج.

تقول مريم "سألوني وقتها إن كنت أرغب في خوض هذه التجربة. وكان البرنامج وعدًا، وقد وفّى بوعده. أشعر أن برنامج (KGSP) شارة فخر أعتز بحملها، لأننا كدفعة أولى لم نكن نعرف ما ينتظرنا، لكننا انجذبنا لرؤية البرنامج، وكنا على ثقة مطلقة من أنه سيصنع أثرًا واسعًا، ليس في حياتنا فقط، بل للأجيال القادمة أيضًا".  

تخرجت مريم من كلية لندن الجامعية عام 2021 في تخصص الكيمياء الحيوية والأحياء الجزيئية، ثم أكملت الماجستير والدكتوراه في العلوم البيولوجية في كاوست. واليوم تعمل أخصائية وطنية للرصد والتقييم القائم على النتائج لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في الرياض.   

تؤكد مريم أن تجربتها بين كاوست وبرنامج (KGSP) سواء داخل المملكة أو خارجها قد زودتها بالمهارات الاجتماعية والتقنية اللازمة للتفوق في مجالات العلوم. كما أن جذورها الثقافية وخبراتها العالمية قد أعدتها على نحو فريد لعبور الثقافات والقيادة بمعرفة تقنية وفهم إنساني عميق. وتتصور مريم مستقبلاً يتعاون فيه الخريجون والخريجات من البرنامج، سواء الحاليون أو المستقبليون، لبناء إرث وطني يسهم في تطوير أنظمة الحوكمة وتنمية المواهب الشابة وتحقيق التقدم الوطني. وتضيف قائلة "نحن نعرف هويتنا وما اكتسبناه من تعليم خارج الوطن، وهذا يمنحنا القوة لقيادة التغيير".  

أحمد الجهني 

أحمد الجهني أحد خريجي برنامج (KGSP) وحاصل على زمالة مسك، وباحث رودس، وطالب دكتوراه في جامعة أكسفورد متخصص في بيولوجيا الحفاظ على البيئة، شكّل حضوره القمة الأولى فرصة للتواصل مع الأقران، ورد الجميل للمجتمع الأكاديمي الذي احتضنه وسانده خلال رحلته ليصبح خريجًا ناجحًا من جامعة إيموري. يقول أحمد "أدين بالكثير لهذا المجتمع، واعتبر ازدهاره وتطوره أحد أهدافي الشخصية".   

فتح البرنامج له آفاقًا واسعة أثرت مسيرته المهنية، من بينها حصوله على منحة رودس المرموقة. ويقول إن البرنامج عرّفه على أشخاص يحملون الشغف ذاته، ويقدرون التأثير المجتمعي الهادف الذي يمتد إلى رؤية عالمية أوسع، ويضيف "أعمل على تسليط الضوء على النظم البيئية الصحراوية، وإيصال أهمية استعادة هذا النظام البيئي الواسع".   

يُعبر الجهني، الذي ينتمي إلى الدفعة التاسعة، عن رؤيته لكيفية مساهمة البرنامج في دعم رؤية السعودية 2030 من خلال تعزيز قدرات السعوديين الموهوبين ونقل المعرفة. ويأمل أن يُوسع البرنامج في المستقبل ليشمل عددًا أكبر من الطلبة، ويوسع قاعدة المواهب بشكل أقوى، حيث يعتبره "مصدرًا حقيقيًا للموهبة التي تساهم في خدمة وطننا".    

ويختتم بقوله "كان برنامج (KGSP) نقطة تحول في حياتي، وفرصة متميزة فتحت عينيّ على العديد من الفرص، وساعدتني على تحقيق طموحاتي".   

فرح قوماوي   

بصفتها رئيسة مجلس خريجي برنامج جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين، تتمتع فرح قوماوي برؤية شاملة لمسيرة البرنامج وإنجازاته ومستقبله. وتؤمن بأن البرنامج اليوم في "مرحلة مميزة"، كما بدا واضحًا في القمة السنوية الأولى التي أقيمت في كاوست. تقول "لدينا خريجون يعملون في القطاعات الحكومية، والقطاع الخاص، وآخرون أسسوا شركاتهم الخاصة. وأنا على يقين من استمرار هذا الزخم والنمو".   

فرح هي طالبة دكتوراه في الإحصاء في كاوست. انضمت إلى الدفعة العاشرة من برنامج (KGSP)، وتخرجت من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، عام 2023 في تخصص الرياضيات التطبيقية. وتقول إن دعم المرشدين والمشرفين في البرنامج كان فارقًا في رحلتها، ويميز البرنامج عن غيره من المنح الدراسية، تقول "أكثر ما أعدّني للعمل في بيئة كاوست كانت الزيارات المنتظمة لأساتذة الجامعة التي يحرص البرنامج على تنظيمها".    

تعرفت فرح على البرنامج لأول مرة خلال مشاركتها في برنامج المعهد السعودي للعلوم البحثية (SRSI) الذي تنظمه كاوست. ومنذ ذلك الحين أكملت درجة الماجستير في الجامعة، وتواصل اليوم إجراء أبحاث متقدمة تخدم مجتمع المملكة، من بينها تحليل الموجات الدماغية للصائمين في رمضان ضمن دراسة تبحث في تأثيرات الصوم الجاف.  

وتقول فرح إنها تشجع الطلبة السعوديين الشغوفين بالعلوم والابتكار على التقديم للبرنامج، مضيفة "أنصحهم أن يتأملوا في ذاتهم لمعرفة أهدافهم وطموحاتهم، وأن يفكروا بجدية في الانضمام إلى هذا البرنامج المتميز".    

أحمد السقّاف 

منذ بداياته، مكّن البرنامج الشباب السعودي الطموح والموهوب من تحقيق إسهامات مؤثرة في مجالات العلوم وريادة الأعمال والصناعة والقيادة، كما يقول أحمد السقّاف، طالب الدكتوراه في علوم البحار في كاوست، وعضو الدفعة الثامنة من البرنامج. وقد تخرج من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، عام 2020 في تخصص الأحياء، ثم أكمل درجة الماجستير في كاوست عام 2022. 

وبعد أن لمس أثر البرنامج بطريقة مباشرة، يؤمن السقّاف بأن الأجيال القادمة ستستمر في جني ثمار الاستثمار في المواهب السعودية. ويضيف "أتطلع لأن يواصل البرنامج دعم خريجيه الذين يشكلون لبنة الكفاءات التي استثمر فيها وقتًا وجهدًا وموارد. فذلك سيُفضي إلى نتائج مذهلة تخدم رؤية السعودية 2030 ومستقبل المملكة".  

ويقول إن البرنامج وضع له معايير واضحة أكاديميًا وشخصيًا، وغرس فيه قيم التميز والانضباط والعمل المتواصل. كما وفّر شبكة دعم من المرشدين والموجهين الذين يقدمون توجيهًا يتجاوز الجانب الأكاديمي ليشمل جوانب الحياة اليومية والتحفيز وصناعة الفكر الإيجابي. 

ويختتم السقّاف حديثه بقوله إن هذا الهيكل المتكامل للبرنامج كان عنصرًا حاسمًا في نجاحه خلال دراسته في الولايات المتحدة، وأن روح المجتمع الداعم تستمر اليوم بين خريجيه، والتي كانت جلية خلال هذه القمة الافتتاحية للخريجين، وقال "من الرائع رؤية الجميع والالتقاء بهم مجددًا، فهم عائلتي الثانية".