Top

كاوست تدعم منظومة الابتكار في المملكة العربية السعودية بأفضل المواهب والعقول

الدكتورة نجاح عشري، نائب رئيس الجامعة للتقدم الوطني الاستراتيجي، تحدث في المؤتمر.

استضافت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) مؤتمر مواهب المستقبل (Fireside Talks) الذي أقيم على هامش معرض التوظيف لفصل الخريف في الفترة من 17 إلى 18 أكتوبر 2023، وجمع خبراء من القطاع الأكاديمي والصناعي لمناقشة المشاريع التعاونية الهادفة لتحويل الأبحاث العلمية إلى حلول تقنية قابلة للتسويق.

وتؤكد استضافة كاوست لهذا الحدث دورها الرائد في قيادة البحث والتطوير والابتكار في المملكة العربية السعودية، والتزامها الراسخ في تنمية المواهب الوطنية من خلال تهيئة خريجيها على مسار مزدوج نحو وظائف عالية الجودة ومشاريع ريادية داخل المملكة. وهو في حد ذاته شهادة على المستوى المتميز لطلبة الجامعة.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة نجاح عشري، نائب رئيس الجامعة للتقدم الوطني الاستراتيجي في كلمتها للمؤتمر "لدينا في كاوست استراتيجية محددة تحكم الآلية التي نبحث بها عن الطلبة الموهوبين، وطريقة استقطابهم واختيارهم ورعايتهم في أثناء وجودهم هنا، وتتمحور هذه الآلية حول حصول المواهب المناسبة على الفرص التي تليق بهم، والتي تؤهلهم لسوق الوظائف المتغير، والذي سيكون أكثر ديناميكية في المستقبل".

ومن جانبه، أكد أحمد بوشناق، الشريك ورئيس شركة بين آند كومباني (Bain & Company) في المملكة العربية السعودية، أن أهداف رؤية السعودية 2030 المتمثلة في تنويع الاقتصاد السعودي، إلى جانب تطوير التقنيات، تعمل على توسيع الآفاق المهنية للشباب وزيادة الطلب على المواهب المتنوعة مع التركيز المتزايد على الوظائف المستهدفة. وتلعب كاوست دورًا محوريًا في تحقيق ذلك.

وقال محمد تركي العتيبي، نائب رئيس الخدمات المشتركة في شركة سينستايم في المملكة (SenseTime KSA) ، وهي شركة تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي، أن نموذج العمل الذي يكافئ العاملين في النظام البيئي للابتكار، ويوفر التمويل لإجراء المزيد من الأبحاث، هو أمر أساسي في مجال التسويق الفعال - وهو ما تدعمه كاوست ومن خلال رؤية السعودية 2030.

وأفاد غاري روبين، رئيس مشاريع الابتكار في كاوست، أن الاستثمار في الأفكار والتقنيات الجديدة أمر ضروري لتسويق أبحاث الجامعة، وكذلك الاستثمار في المواهب التي تنتجها، وقال "قد يكون لديك تقنيات رائعة، ولكن ما لم تكن لديك الموهبة والأشخاص المناسبين والعقلية الصحيحة، فلن تتمكن من تحقيق أي هدف".

ثقافة ريادة الأعمال

ويشرح روبن عن أن العديد من الشركات الناشئة ضمن محفظة مشاريع الابتكار في كاوست تأتي من الطلبة والخريجين الجدد، لأنهم في العادة يمتلكون خلفية وتعليم في مجال التقنية، إلى جانب الشغف وحماس الشباب الذي يمدهم بالشجاعة اللازمة لبدء مشاريعهم التجارية.

ويؤكد بافيل بوتينتسيف، 22 عامًا، وهو طالب من روسيا في السنة الأولى لدرجة الماجستير في علوم الحاسب الآلي في كاوست،  أن محادثات مؤتمر مواهب المستقبل كانت ملهمة للغاية، لا سيما من حيث تركيزها على الشركات الناشئة. وبالنظر إلى طموحاته المهنية، فإنه سعيد بتركيز استراتيجية كاوست الجديدة على تسويق الابتكار في المملكة، وقال "كان المؤتمر حدثًا متعدد الأبعاد، حيث إنني مهتم جدًا في مجال ريادة الأعمال".

وقالت زميلته تونغ زانغ، 22 عامًا، وهي طالبة ماجستير في علوم الحاسب الآلي في السنة الأولى، أن محادثات المؤتمر جعلتها تفكر في مستقبلها المهني المحتمل، سواء في مجال ريادة الأعمال أو غيره - في المملكة العربية السعودية وموطنها الأصلي الصين. وهي متحمسة للفرص الفريدة التي توفرها كاوست في المملكة، وقالت "أعلم أن الكثير من شركات التقنية مهتمة بالاستثمار في المملكة العربية السعودية، وبناء مكاتب لها هنا، وبعضها يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتخصصي".

الشراكات بين الأوساط الأكاديمية والصناعة

أكدت الدكتورة مها الجهني، ممثلة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في كاوست، خلال المؤتمر على دورها في سد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة، ليس فقط في الجامعة، ولكن أيضًا مع كبار العلماء من مختلف المجالات، بهدف تحويل البحث الأكاديمي إلى تطبيقات عملية مؤثرة، ومواءمة هذا التعاون مع رؤية السعودية 2030.

وقالت " ساعد تواجدنا في الحرم الجامعي على إجراء الأبحاث التعاونية مع كاوست، وأيضا مع شركاء الصناعة هنا مثل داو وأرامكو. سيساعدنا ذلك كثيرًا في إجراء المزيد من التعاون البحثي مع الكيانات الصناعية الأخرى في الجامعة".

وشدد بريان هيسيون، أخصائي الشراكات البحثية في كاوست، على الآلية التي تستخدمها الجامعة لتطوير الأبحاث والوصول بها إلى مستويات عليا من الجاهزية التقنية من خلال تمويل ترجمة الأبحاث إلى منتجات قابلة للتسويق بالاستعانة بفريق يتمتع بخبرة صناعية كبيرة، وقال "الأمر كله منوط بالحوار وإشراك الأشخاص المناسبين للتعمق في المشكلات وفهم التحديات الرئيسية وما يمكن أن يقدمه أعضاء هيئة التدريس لمعالجتها".

الفرص من الأزمات

سلطت ستاف بوتسيس، مديرة توظيف وتطوير الخريجين السعوديين في كاوست، الضوء على القيود الأخيرة التي فرضتها جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) وكيف أدت إلى تضخيم الطموح والإبداع والتفكير المعقد متعدد التخصصات في مكان العمل. وقالت إن طلبة كاوست جسدوا ثقافة ريادة الأعمال والإبداع للبقاء على تواصل في أثناء الوباء. وسيستمر ذلك في صقل مهاراتهم وتمكينهم من النجاح الوظيفي في المستقبل، وفي الوقت نفسه دعم تطلعات رؤية السعودية 2030.

وقالت "إنهم يعملون في بيئة تعزز التواصل مع الناس. نحن نعزز هذا التفكير، ونأخذ هذه الأفكار ونحولها إلى واقع. وهم بارعون في مجال الأعمال. ونحن بدورنا نعمل على تغذية هذا الاهتمام".

بالنسبة لشركة بين، أدى الوباء إلى تسريع تبني تقنيات التواصل وإجراءات العمل عن بعد، مما أدى إلى توسيع نطاق إمكانية الوصول إلى المواهب العالمية. وأكد بوشناق إنه يجب على أصحاب العمل النظر في سياسات مختلفة لجذب المواهب الشابة. وسلط الضوء على العمل عن بعد والدور الأساسي لمكان العمل باعتباره ذا أهمية متزايدة، وقال "هناك الكثير من السياسات التي نحتاج إلى التفكير فيها عندما يتعلق الأمر بالمواهب الشابة، لكنني لا أعتقد أن الأمر يتعلق فقط بساعات العمل المرنة، وكل هذه الخيارات المختلفة".