Top

احتفلت الجامعة بمرور 5000 يوم من التعليم والبحث

جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) هي من الصروح الأكاديمية البارزة في المملكة العربية السعودية، وذلك لدورها الكبير في رفع مستوى البحث والتعليم في مجال العلوم والتقنية في البلاد الى مستويات متقدمة من خلال استقطاب أفضل العلماء والعقول، ودعم الابتكارات والاكتشافات الواعدة، وتخريج كوادر وطنية متميزة وطامحة للنهوض بالوطن ودفع آفاق العلوم والمعرفة.

وفي هذا السياق، احتفلت كاوست في مايو الفائت بمرور 5000 يوم على انطلاق أول فصل دراسي لها. حيث كانت السنة الأكاديمية الأولى للجامعة هي اللبنة الأولى للإنتاج الأكاديمي المتميز الذي ارتبط بعد ذلك باسم الجامعة خصوصًا في مجال المنشورات البحثية المؤثرة.

تقول البروفيسورة ياسمين مرزبان الأستاذة المشاركة في العلوم البيولوجية في كاوست "كانت منشورات الجامعة تتصدر صفحات المجلات العلمية المرموقة منذ بدايتها. وكان لذلك تأثير كبير على صورة المملكة العربية السعودية كمركز أبحاث متقدم في منطقة الشرق الأوسط. وساهم ذلك أيضًا في جذب المواهب المتميزة إلى المنطقة".

ومن جانبه، أكد البروفيسور ديفيد كيز، كبير مستشاري رئيس الجامعة للمشاريع الاستراتيجية، أن كاوست تهيمن على المنشورات الأكاديمية الوطنية بمعدل لا مثيل له في أي مكان آخر في العالم، يقول "حوالي 80 في المائة من إجمالي المساهمات الوطنية السعودية في المنشورات البحثية المفهرسة في مجلة نيتشر العلمية لها مؤلف واحد على الأقل من كاوست. وهي نسبة أعلى بكثير مقارنة ببلد كالولايات المتحدة، الذي لا تتجاوز أعلى مساهمة وطنية لجامعة واحدة فيه نسبة 5 في المائة".

وأحد الأسباب الرئيسية لارتفاع جودة المنشورات هو ثقافة التعاون البحثي المتأصلة في رؤية الجامعة في مختلف المجالات العلمية. فقد تم تصميم الجامعة فعليًا لتشجيع التفاعل بين الباحثين والطلبة وهيئة التدريس بشكل مستقل وتحفيزهم على الانخراط في مشاريع بحثية مشتركة. يقول البروفيسور جيلز لوبينو من قسم العلوم والهندسة الفيزيائية "تعتبر كاوست من المؤسسات الأكاديمية المتقدمة جدًا عندما يتعلق الأمر باتجاهاتها البحثية، وتوفر فرصًا فريدة للأبحاث متعددة التخصصات". وهو ما تؤيده البروفيسورة ميرزابان بقولها " شجع الهيكل الأكاديمي للجامعة التعاون بين الأقسام للحد الذي رسّخ ثقافة الأبحاث متعددة التخصصات في السنوات الأولى، ونحن الآن نحصد نتائج هذا التصميم الناجح".

تسمح ثقافة الأبحاث التعاونية للطلبة باستكشاف الدورات والأبحاث العلمية التي تتجاوز مجال دراستهم الأساسي، والحصول على فرصة المشاركة في مجموعات بحثية متعددة التخصصات، والاستفادة من مراكز الأبحاث المتقدمة في الجامعة، والتي تغطي موضوعات بحثية متعددة ومتنوعة. كما أن العلاقة القوية التي أقامتها كاوست مع شركائها في الصناعة تتيح لها أيضًا معالجة مشكلات العالم الحقيقي. وبهذه الطريقة، يحصل طلبة الجامعة على ملكية مشاريعهم البحثية، وهو ما يفسر سبب قيام العديد منهم بتأسيس شركاتهم الناشئة، ولم يكن ذلك حكرًا على أعضاء هيئة التدريس فقط.

تأسست كاوست لمعالجة التحديات الأساسية في العالم في مجالات الغذاء والماء والطاقة والبيئة. وستواصل الجامعة مضاعفة الجهود لتحقيق ذلك في ظل استراتيجيتها الجديدة التي تم الإعلان عنها في أغسطس من هذا العام، إضافة لإحداث أثر اقتصادي أكبر وتمكين المملكة العربية السعودية من تحقيق أهدافها للاستدامة وإعداد جيل جديد من القادة المؤثرين في مستقبل البلاد وتنميته، تقول البروفيسورة مرزبان "أحد أعظم الإنجازات بالنسبة لي هو رؤية طلبتي وهم يغادرون كاوست متسلحين بالمعرفة التي اكتسبوها هنا، ويستخدمونها كأساس لمعالجة التحديات الأكثر أهمية للمجتمع العلمي العالمي".