التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
الباحثون والمتحدثون من كاوست وأبرز المؤسسات العالمية يلتقون في الحرم الجامعي خلال مؤتمر نيتشر حول التفاعلات الأيضية لطاقة الدماغ.
يُعدّ الدماغ البشري أحد أكثر الأنظمة تعقيدًا في الكون؛ فعلى الرغم من أن وزنه لا يتجاوز نحو 1.3 كيلوغرام، فإنه يضم مليارات الخلايا العصبية التي تقود عمليات التفكير، وتنسّق استجابات الجسم، وتشكّل الطريقة التي يتفاعل بها الإنسان مع العالم من حوله.
وفي هذا السياق، يتعاون باحثو جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) مع علماء من شتى أنحاء العالم لفكّ أسرار هذا التعقيد واستكشاف آفاق جديدة في علوم الأعصاب، بما يُسهم في تعزيز القدرات الإدراكية، وتحسين الصحة على المدى الطويل، بما يتماشى مع أهداف الرفاه في رؤية المملكة 2030.
وفي الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر، استضافت كاوست مؤتمر نيتشر لاستكشاف تأثير استقلاب طاقة الدماغ في الأمراض، الذي جمع نخبة من الخبراء العالميين لتبادل الرؤى حول كيفية توليد الدماغ للطاقة التي تدعم التفكير والسلوك والقدرة على التكيّف. وقد تولّت دورية نيتشر (Nature) تنظيم الحدث، وهي مجموعة نشر عالمية مرموقة معنية بنشر الأبحاث العلمية عالية التأثير.
وقال رئيس الجامعة، السير إدوارد بيرن: "من خلال استضافة هذا المؤتمر في كاوست، نؤكد على أن صحة الدماغ تشكّل الأساس الجوهري للاقتصاد المعرفي الناشئ، وأن العلوم البينية التي تحتضنها كاوست، بالتعاون مع شركائنا في مختلف أنحاء المملكة والعالم، ستسهم في صون طاقة الدماغ وتعزيز قدرته على الصمود، وإطلاق آفاق الإبداع والابتكار التي تحتاجها البشرية لبناء مستقبلها".
تناول مؤتمر "نيتشر" آليات استخدام الدماغ للطاقة وتأثير هذه العمليات في وظائفه وفي نشوء الأمراض. وناقش أكثر من عشرين خبيراً من كاوست ومؤسسات دولية أخرى أحدث التطورات في فهم التفاعلات الأيضية بين الخلايا العصبية والخلايا الدبقية (الخلايا الداعمة في الدماغ) وأنواع أخرى من خلايا الدماغ، إضافةً إلى دور الدماغ في تنظيم الطاقة على مستوى الجسم ككل.
وتحدث السير إدوارد، وهو عالم وطبيب أعصاب، عن خبراته البحثية المبكرة في اضطرابات وظائف الميتوكوندريا—مولدات الطاقة داخل الخلية—موضحاً كيف تُبرز هذه الاضطرابات أهمية التفاعلات الأيضية المرتبطة بطاقة الدماغ في فهم الشيخوخة والأمراض العصبية التنكسية. وقال في هذا الصدد:
"إن ما يجعل البحث في هذا المجال بالغ الأهمية على مستوى العالم هو إدراك دوره المحوري في الصحة والطب، ومن الضروري أن تؤدي المملكة العربية السعودية دورها في هذا المجال الحيوي".
ومن جانبه، استعرض عالم الأعصاب وأستاذ كاوست البروفيسور بيير ماجيستريتي، نائب الرئيس للأبحاث، نتائج أبحاثه التي تُظهر كيف يمدّ اللاكتات الذي تنتجه الخلايا الدبقية، وهي الخلايا الداعمة في الدماغ، عمليات التعلّم بالطاقة، ويحمي الخلايا العصبية، ويفتح آفاقًا جديدة لعلاج الأمراض، مثل مرض ألزهايمر. وفي هذا السياق، شدّد على الدور الجوهري للتعاون العالمي، بوصفه قيمة أساسية في كاوست وأحد الدوافع الرئيسة لاستضافة هذا المؤتمر.
من خلال استضافة هذا الحدث الذي استمر ثلاثة أيام، عززت كاوست دورها القائم على رسالتها بوصفها مركز جامع لكبار العلماء، وأكدت التزامها الراسخ بالتعاون متعدد التخصصات في مجالات علوم الأعصاب، والأيض، والهندسة، والذكاء الاصطناعي، وبيولوجيا النُظُم. كما أبرز المؤتمر تنامي الدور القيادي العلمي لكاوست في أبحاث الدماغ.
وقالت البروفيسورة لينا إبراهيم، أستاذة العلوم الحيوية في كاوست: "يركّز عملنا في المختبر على دراسة تطوّر أنواع محددة من الخلايا العصبية واندماجها".
موضحةً أن عرضها خلال المؤتمر تناول الروابط بين وظيفة خلايا النيروغليافورم — وهي فئة متخصصة من الخلايا العصبية المثبِّطة في القشرة الدماغية — وإشارات الإنسولين في الدماغ.
وأضافت: "وبناءً على تنوّع وظائف هذه الخلايا، نعتقد أنها قد تشارك في كلٍّ من المعالجة القشرية الطبيعية، وكذلك في التغيرات التي تطرأ على دورها في حالات الاضطرابات المرضية". كما وضحت البروفيسورة في عرضها كيف يدمج الدماغ المعلومات البصرية مع الحالات الداخلية، مثل مستوى الاستثارة والانتباه.
في الأول من ديسمبر، ترأست البروفيسورة لينا إبراهيم مؤتمراً علمياً بارزاً آخر في الجامعة يركّز على علوم الأعصاب، وهو مؤتمر كاوست البحثي: ندوة علوم الأعصاب 2025. ومن خلال تنظيم مثل هذه المؤتمرات، أوضحت أن كاوست تعمل على بناء مجتمع علمي متنامٍ في مجال علوم الأعصاب، ملتزم بمواجهة التحديات المحورية التي يطرحها هذا المجال.
وقالت في هذا السياق: " إن فهم وظائف الدماغ، سواء في حالاته الطبيعية أو المرضية، يُعد ذا أهمية قصوى للأولويات الصحية العالمية، وكذلك لأولويات المملكة".
وأضافت: "إن السعي إلى فهم وظائف الدماغ من منظور أساسي — كيف يتطور ويعمل — ثم ربط الاختلالات الأيضية بهذه العمليات الجوهرية، هو أمر بالغ الأهمية".
وكذلك أوضحت: "تعمل كاوست على إيجاد سبل تجمعنا معًا، من خلال توظيف خبراتنا واهتماماتنا المشتركة، من أجل مواجهة التحديات وإيجاد حلول فعّالة".