Top

أبحاث ملهمة حول تقنية الطاقة الشمسية

استضافت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في الفترة من 31 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2016، مؤتمراً بحثياً حول المنهجيات والمواد الجديدة في تقنية الطاقة الشمسية. وضم المؤتمر علماء وباحثين بارزين في مجال الطاقة الشمسية وتحويلها، وغيرها من التخصصات ذات الصلة، لمناقشة واقع أبحاث الطاقة الشمسية والتطورات والاكتشافات والابتكارات فيها، وكيف يمكن تطبيق الأبحاث الجارية في صناعة مستقبل الطاقة المتجددة. 

انصبّ التركيز الرئيسي للمؤتمر على الموضوعات البحثية التي تكتسب أهميّة خاصة في مجال الطاقة الشمسية، مثل خلايا بيروفسكايت الشمسية؛ والمواد والأجهزة الجديدة وسبل معالجة مشكلة الاستقرار في هذه الخلايا؛ وتقنية كوانتم دوت، وخلايا السيليكون الشمسية المتقدمة، والمواد المانحة الجديدة ذات الكفاءة العالية والمواد غير الفوليرينية المستقبلة للخلايا الضوئية العضوية، والمحفزات الضوئية (وتحديداً تقسيم المياه وعزل ثاني أكسيد الكربون)، وتحويل الطاقة الضوئية. 

وفي هذه المناسبة، ألقى الدكتور جان-لو شامو، رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، كلمة افتتاحية قال فيها: "إنّه لمن دواعي سروري دوماً أن أرحب بمثل هذه المجموعات في جامعة الملك عبدالله، وأنا مسرور جداً بالتقدّم الذي يحققه مركز أبحاث الطاقة الشمسية، بوصفه مركزاً مهماً لدينا. إنّ جامعة الملك عبدالله صرح علمي عظيم يضمّ كوادر رائعة يأتون محمّلين برؤى طموحة وأهداف سامية. وآمل أن يتمكّن هذا المؤتمر من طرح المناقشات والأفكار الكبيرة التي يمكننا العمل عليها".

أبحاث شمسية ملهمة

وفي كلمة رئيسية ألقاها الدكتور براشانت كامات، أستاذ العلوم من قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة نوتردام (الولايات المتحدة)، أضاف كامات: "ثمة أمور جديدة ومثيرة للغاية ستظهر في هذا المجال البحثي، وستلعب الطاقة المتجددة دوراً أكبر في السنوات المقبلة".

وفي كلمته التي ألقاها عبد العزيز التركي، مالك ورئيس مجموعة روابي القابضة، أعرب التركي عن سروره بأن يكون شريكاً في أبحاث الطاقة الشمسية القائمة في جامعة الملك عبدالله. وقال: "أنا فخور جداً بأن نكون جزءاً من فريق أبحاث الطاقة الشمسية. نحن نريد دعم المواهب الفذة عبر تزويدهم بالأدوات اللازمة لإيجاد حلول لأكبر التحديات التي تواجهنا. آمل أن تكون جامعة الملك عبدالله منارة للأبحاث، من أجل نهوض مجتمعاتنا وتعزيز رفاهيتنا". 

وخلال كلمة رئيسية ألقتها في اليوم الثاني من المؤتمر الدكتورة جيليان بريك، أستاذة الكيمياء في جامعة ألبرتا (كندا)، ورئيسة تحرير نشرة Chemistry of Materials، أضاءت جيليان بعض الجوانب التي يمكن فيها للمفاهيم والتطورات الجديدة في مجال الطاقة الشمسية أن تحسن عالمنا.
قالت جيليان: "ننتج، نحن البشر، نحو 300 مليون طن من البلاستيك سنوياً. يمكننا فعل الكثير مع البلاستيك، بما في ذلك تحويل الطاقة. إننا نواجه تحديات، ولكن التحديات هي أيضاً فرص. علينا النجاح في الاستفادة من الطاقة الشمسية، ولهذا السبب نحن هنا اليوم. فأحفادنا يعتمدون علينا".

نستفيد من علم الآخرين

أقيمت فعاليات مختلفة خلال أيام المؤتمر الثلاثة، بما في ذلك حلقة نقاش طلبة الدراسات العليا، وجلسة تركيز مع مساهمة شفوية قصيرة من علماء صغار؛ وتم منح عدة جوائز شملت جائزة الابتكار في برنامج التعاون الصناعي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، عن أفضل عرض لمشروع بحثي يتناول فرصة عملية كبيرة وأهميتها الصناعية.

وبدأ اليوم الأخير من المؤتمر بكلمات قصيرة ألقاها 12 عالماً مبتدئاً. وبعد الغداء، أتيح للمشاركين في المؤتمر الخيار بين جولات إلى واحة الطاقة الجديدة في مدينة الأبحاث والتقنية في جامعة الملك عبدالله، والمختبرات والمرافق الأساسية في الجامعة، ومركز الطاقة الشمسية في جامعة الملك عبدالله، أو حضور ندوة حوار بعنوان: "الجمعية الكيميائية الأمريكية في الحرم الجامعي" ركزت على عملية النشر العلمية. 

ترأست الندوة الدكتورة جيليان بريك والدكتور كيرك شانز رئيس تحرير نشرة ACS Applied Materials & Interfaces، و براشانت كامات رئيس تحرير نشرة ACS Energy Letters. حيث قدّم أعضاء الندوة نصائح لإعداد مخطوطة ناجحة، وكيف تكون مراجعاً قوياً لدراسات زملائك، وأدوات للتواصل العلمي الفعّال.
وخلال شرحهما كيف يمكن لورقة بحثيّة أو نشرة علمية جيدة أن تتجاوز جمهورك الأساسي المستهدف للوصول إلى الجمهور العام الأوسع، طرح كل من كامات وبريك بعضاً من خبراتهما وأفكارهما بخصوص نشر ومراجعة الأوراق العلمية.
قال كامات: "إذا لم يقتبس أحد من ورقتكم البحثية، أو يشر إليها كمرجع، فكأنكم لم تقوموا بالعمل من أصله".

وأضاف بريك: "تحقق من أن تكون لغتك مفهومةً لدى أولئك الذين ليسوا في مجالك، فأنت لا تعلم من سيقرأ الورقة البحثية. حاول قدر إمكانك أن تجعلها في متناول أوسع جمهور. نحن العلماء نبني علومنا مستفيدين من علوم الآخرين. والعمل العلمي لا ينتهي أبداً!".

وجدير بالذكر أن الجهة المنظّمة للمؤتمر هي مركز أبحاث الطاقة الشمسية في جامعة الملك عبدالله، بدعم مالي من مكتب رعاية الأبحاث في جامعة الملك عبدالله، وشارك في رعايته برنامج التعاون الصناعي، ومكتب ربط الأبحاث بالصناعة والجمعية الكيميائية الأمريكية.
​ ​