Top

مؤتمر أبحاث البيئة البحرية للبحر الأحمر

جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تستضيف مؤتمراً دولياً حول البيئة البحرية للبحر الأحمر

​​​​​​
استضافت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المؤتمر الدولي لبيئة البحر الأحمر (ICMERS) في الفترة من 14 إلى 16 من نوفمبر الماضي. وتناولت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تقييم الأبحاث في منطقة البحر الأحمر وتحديد الأولويات في هذا المجال بهدف تبادل المعرفة، وتحفيز النقاش وتشجيع الأفكار الجديدة ووضع خارطة إقليمية شاملة بأبحاث البحر الأحمر ينتج عنها شبكات وشراكات جديدة.
 
وتضمن المؤتمر ست محاضرات رئيسية و100 عرض تقديمي، إضافة الى معرض لملصقات الأبحاث تضمن 75 ملصقاً. واتاح هذا المؤتمر للحضور الفرصة للمشاركة وتبادل العلوم والمعرفة في كل ما يخص علوم البحر الأحمر والموضوعات الأخرى ذات العلاقة مثل تغير المناخ، والمحميات البحرية، وعلوم المحيطات، وأشجار المانغروف، والملوثات، ومصائد الأسماك، والشعاب المرجانية، والاقتصاد الأزرق.  كما قدم المؤتمر تقييماً عن الأبحاث الاقليمية وحدد فرص الأبحاث الممكنة في البحر الأحمر، فضلاً عن تطوير آلية ومنصة لتبادل المعلومات، ووضع أسس التمثيل العلمي مع الأطراف الدولية.
 

التعاون وتبادل الأفكار

القى بيرت جونز، أستاذ العلوم البحرية ورئيس مركز أبحاث أرامكو السعودية لعلوم البيئة البحرية في جامعة الملك عبدالله، ألقى كلمة افتتاحية أوضح فيها رغبة أرامكو وجامعة الملك عبدالله لاستضافة مؤتمر دولي حول البحر الأحمر حيث قال: "أردنا عقد مؤتمر دولي يجمع العلماء والباحثين معا للتعاون وتبادل الأفكار بحيث يساهم في توحيد الجهود من أجل بيئة البحر الأحمر."
 
وقام الدكتور عمر عبدالحميد من قسم حماية البيئة في أرامكو السعودية، بتمثيل الشركة في هذه المؤتمر بصفتها مشاركة في رعاية هذا الحدث حيث ألقى كلمة تحدث خلالها عن التعاون المستمر بين شركة أرامكو السعودية وجامعة الملك عبدالله وشركائهما الإقليميين في دراسة وحماية البحر الأحمر.
 

أبحاث البيئة البحرية

القى الدكتور مايكل كروسبي، الرئيس والمدير التنفيذي للمختبر البحري (Mote Marine Laboratory and Aquarium)، وهي وكالة أمريكية غير حكومية مقرها ولاية فلوريدا، القى كلمة ناقش فيها رسالة شركته، وتحدث عن خبراتها في مجال البيئة البحرية مشيراً إلى ضرورة استمرار التعاون في جميع أنحاء العالم من أجل المحافظة على الحياة البحرية في المحيطات والبحار. وقال:" البيئة البحرية تحيطنا وتربطنا ببعض. لهذا يتعين علينا حمايتها والتعامل مع كافة التحديات الكبرى. ولا يمكن ذلك دون العمل معاً والقيام بالدراسات والأبحاث التعاونية، وهو الهدف من هذا المؤتمر. نحن بحاجة إلى تبادل المعرفة والتعلم من بعضنا البعض، ويجب علينا تحديد الأولويات لتأسيس الشراكات مستقبلية."

وقدم الدكتور خالد محمود زبير من قسم الفيزياء البحرية في كلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز، محاضرة رئيسية استعرض خلالها مجموعة من الأنشطة والمشاريع التعاونية بين جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأرامكو السعودية، وناقش الحاجة للمزيد من التعاون على المستوى المحلي والدولي.
 
وتحدث كل من البروفيسور كارلوس دوارتي من جامعة الملك عبدالله ، رئيس مركز أبحاث البحر الأحمر في الجامعة وأستاذ كرسي أبحاث مؤسسة طارق أحمد الجفالي الخيرية لعلوم الأحياء البحرية، والبروفيسور مايكل بيرومين، أستاذ مشارك في علوم البحار، تحدثا عن النظام البيئي الفريد والمتنوع للبحر الأحمر خصوصاً في المنطقة المحاذية لجامعة الملك عبدالله. كما أكدا أيضا على ضرورة حماية هذه البيئة البحرية الفريدة.  
 

الأبحاث المستقبلية والتعاون

تصدر موضوع زيادة التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية في مجال علوم البحار وحماية البيئة البحرية على المستوى المحلي والعالمي موضوعات المؤتمر حيث ناشد جميع المتحدثين ضرورة تفعيل ذلك ورفع مستوى التعاون بين الجهات الراعية والحكومية والدولية من أجل تخطي جميع العقبات ومواجهة التحديات البيئية الراهنة. حيث تحدث جونز، وهو أيضاً رئيس برنامج جامعة الملك عبدالله وأرامكو للروبوتات الغواصة في البحر الأحمر، والذي يهدف إلى فهم العمليات الفيزيائية والحيوية والكيميائية في البحر عبر استخدام روبوتات غواصة ذاتية متطورة، تحدث عن التحديات خلال عملية مراقبة ورصد البحر الأحمر والشعاب المرجانية. وقال جونز:" رصد العمليات في البحر الأحمر هي عملية معقدة جداً لذلك نقوم في جامعة الملك عبدالله باستخدام روبوتات غواصة تساعدنا في بعض الدراسات المرتبطة بالشعاب المرجانية.  نحن بحاجة إلى الدراسات التعاونية وتبادل البيانات من أجل تطوير نظم رصد بحرية فعالة تكون لبنة للجهود المستقبلية. "

أهمية البحر الأحمر

تحدث مدير برنامج نظام رصد المحيطات المتكامل في الولايات المتحدة (IOOS) زدنكا ويليس في الايوم الأخير للمؤتمر عن أهمية ودور البحار مثل البحر الأحمر كمصادر رئيسية للموارد والدخل للعديد من الدول المحيطة به، وقال:" تحصل الولايات المتحدة على حوالي 97% من بضائعها عبر الشحن البحري مما يضيف إلى الضغوط القائمة بالفعل على صحة النظم البيئية البحرية. لهذا نلتمس الحاجة الماسة لتطوير قدراتنا في مراقبة ورصد حالة المحيطات والبحار".

كما أفاد البروفيسور رالي هود من مركز جامعة مريلاند للعلوم البيئية في كلمته الافتتاحية، أن العديد من الأسئلة تظل بلا إجابة عندما يتعلق الأمر بالآثار البيئية لتفاعل الإنسان مع البحر الأحمر. وقال: "على الرغم من وجود دراسات عديدة عن دوامات البحر الأحمر، الا أن عدد الدراسات عن تأثير النشاط البشري على  بيئة البحر الأحمر قليل جداً ونحن بحاجة للمزيد من الدراسات في هذا المجال."

معرض ملصقات أبحاث الطلبة

أقيم معرض ملصقات الأبحاث لطلبة الدراسات العليا في يوم 15 نوفمبر كجزء من المؤتمر الدولي لبيئة البحر الأحمر حيث قدم فرصة للباحثين والطلبة لتقديم أعمالهم لمجتمع جامعة الملك عبدالله والزوار الدوليين والمختصين بالعلوم البحرية. وفازت طالبة الدكتوراه في مركز أبحاث البحر الأحمر، كارول بويتراغو لوبيز، بمسابقة الملصقات عن بحثها في مجال تكيّف الشعاب المرجانية في البحر الأحمر. 


​​