Top

كاوست تستضيف مبادرة عالمية لإنقاذ الشعاب المرجانية

جانب من اجتماع أعضاء إدارة مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات لعام 2022، في لشبونة ، البرتغال. ومن بين ممثلي كاوست الحاضرين الرئيس توني تشان (منتصف الصف الامامي) والأستاذ المتميز لعلوم البحار كارلوس دوارتي ، المدير التنفيذي للمبادرة (الثاني من اليسار للرئيس تشان). المصدر: كاوست

تشارك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) بصورة رئيسية في مبادرة دولية كبرى لمجموعة العشرين من خلال مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان العالمية (CORDAP) التابعة لها، والتي تهدف إلى حماية وترميم الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم. يأتي هذا في وقت حرج بالنسبة للشعاب المرجانية ، التي تواجه دمارًا واسع النطاق بسبب تأثيرات تغير المناخ إلى جانب التأثيرات البشرية الأخرى. وتعكس هذه المبادرة التزام المملكة العربية السعودية وشركائها في مجموعة العشرين بدعم المبادرات العالمية التي من شأنها حماية البيئات البحرية خصوصًا الشعاب المرجانية ، سواء في المياه الاستوائية أو العميقة ، ومساعدتها على البقاء والازدهار في عالم يتأثر كل يوم بتبعات الاحتباس الحراري المدمرة. 

وفي سياق هذه الجهود ، نظمت كاوست عبر مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في 28 و 29 أغسطس 2022 ، ندوة لمجموعة العشرين بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة العالمي للشعاب المرجانية (GFCR) وباستضافة متميزة من حديقة الشعاب المرجانية في إندونيسيا (ICRG). وهذه الندوة هي جزء من فعاليات مؤتمر أوشين 20 (Ocean20) الذي تستضيفه إندونيسيا خلال الاجتماع السابع عشر لمجموعة العشرين الذي تترأسه في الفترة من 15 إلى 16 نوفمبر 2022 في مدينة بالي. وستعلن القمة ولأول مرة عن "يوم المحيطات" في 14 نوفمبر 2022. 

يلقي المتحدثون كلمات أمام الحاضرين في المؤتمر كجزء من ندوة كاوست " حماية جميع الشعاب المرجانية، رأس المال الطبيعي الأزرق " في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات لعام 2022 ، وهي إحدى الفعاليات التابعة لرئاسة مجموعة العشرين لإندونيسيا في بالي. من اليسار إلى اليمين: د. ديفيد ميد ، رئيس اللجنة العلمية والاستشارية لمبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان ، يابانيكس باتيستا ، نائب رئيس صندوق الأمم المتحدة العالمي للشعاب المرجانية ، والدكتور أسامة فقيها وكيل "وزارة البيئة والمياه والزراعة" في المملكة لشؤون البيئة ورئيس الجنة الحاكمة للمبادرة، وأندرياس هوتاهاين ، منسق برنامج استعادة الشعاب المرجانية في إندونيسيا وتطوير الاقتصاد الأزرق، وأستاذ علوم البحار المتميز في كاوست كارلوس دوارتي ، المدير التنفيذي للمبادرة. الصورة: كاوست

قدمت ندوة كاوست التي كانت بعنوان " حماية جميع الشعاب المرجانية، رأس المال الطبيعي الأزرق" توصيات سياسية عملية مهمة إلى نواب وزراء البيئة في مجموعة العشرين بشأن التعاون في مجال الحفاظ على المرجان، وشرحت الأنشطة التي تقوم بها مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في الجامعة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة العالمي للشعاب المرجانية لرفع مستوى الوعي لدى صناع السياسات حول تجارب المجتمع المرجاني في دول مجموعة العشرين، والحلول معقولة التكلفة والقابلة للتطوير لحماية الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم. وسلط السيد يابانيكس باتيستا ، نائب رئيس أمانة صندوق الأمم المتحدة العالمي للشعاب المرجانية ، الضوء على الشراكة مع مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في كاوست وثمّن جهودها للحفاظ على الشعاب المرجانية وترميمها عبر المحيطات.

انطلقت أعمال تحالف مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في كاوست وصندوق الأمم المتحدة العالمي للشعاب المرجانية بعد توقيع مذكرة تفاهم بين المؤسستين في يونيو 2022 خلال قمة مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في مدينة لشبونة البرتغالية. وتسعى هذه الشراكة بشكل أساسي إلى النهوض بأبحاث وتطوير وترميم الشعاب المرجانية وتوسيع نطاقها في جميع أنحاء العالم.

تشاك كوبر (يسار)، رئيس المجلس التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة العالمي للشعاب المرجانية، والمدير التنفيذي لمبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان الدكتور كارلوس دوارتي (يمين) يتبادلان التهاني بعد التوقيع على مذكرة التفاهم بين الجهتين. المصدر:كاوست.

وقال السفير بيتر طومسون ، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الجلسة الختامية لقمة مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات ، أنه استمع إلى حلول ملهمة وواعدة لترميم الشعاب المرجانية في العالم ، وأشار بصورة خاصة إلى حديث البروفيسور كارلوس دوارتي، الأستاذ المتميز في علوم البحار والمدير التنفيذي لمبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في كاوست ، والذي دعا إلى رفع مستوى الطموح والأبحاث العلمية من أجل الحفاظ على الشعاب المرجانية في المستقبل. 

مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان

​نشأت مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في كاوست خلال رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين (G20) في عام 2020. وتتمثل مهمتها في دعم المبادرات الحالية والجديدة التي تركز على الحفاظ على الشعاب المرجانية وتكيفها ودعم جهود ترميمها وتكميلها على أوسع نطاق. وبرزت المبادرة منذ إطلاق خطتها الاستراتيجية في مارس 2022 كمنصة رئيسية في مجال حماية الشعاب المرجانية الاستوائية واستعادتها في المياه العميقة، من خلال قيادة وتمويل المشاريع المحتملة ، وتقديم المقترحات ، وعمليات المراجعة ومجالات الاستثمار ذات الأولوية. 

يشار إلى أنه تم انتخاب سعادة الدكتور أسامة فقيها وكيل "وزارة البيئة والمياه والزراعة" لشؤون البيئة في المملكة، رئيسًا للجنة الحاكمة لمبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان. كما تم تعيين جينيفر كوس ، مديرة برنامج الحفاظ على الشعاب المرجانية للإدارة الوطنية الأمريكية لعلوم المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ، بمنصب نائبة رئيس اللجنة الحاكمة للمبادرة. ويعمل البروفيسور دوارتي والأستاذة المساعدة في كاوست راكيل بيكسوتو عضوين في اللجنة العلمية والاستشارية التابعة للمبادرة والمكونة من 19 عضوًا ، والتي تضم نخبة دولية من العلماء والمديرين والمهندسين المتخصصين في مجال الشعاب المرجانية.

كارلوس دوارتي ، المدير التنفيذي لمبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان (يسار) ، مع يابانيكس باتيستا ، نائب رئيس صندوق الأمم المتحدة العالمي للشعاب المرجانية (يمين) ، يناقشان أهمية الشراكات كجزء من ندوة كاوست " حماية جميع الشعاب المرجانية، رأس المال الطبيعي الأزرق " في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات لعام 2022. المصدر: كاوست

تعمل مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في كاوست على تسريع حلول البحث والتطوير لإنقاذ الشعاب المرجانية في العالم ، والاستثمار في أفكار جديدة في مراحلها المبكرة وصولاً إلى تطوير واختبار مفاهيم نهائية قابلة للنجاح. وسيسمح نموذجها مفتوح المصدر لأي شخص باستخدام تقنيات نظامها الأساسي وتطويره. وتعمل كاوست كمركز أساسي يدعم جميع عمليات المبادرة، إضافة لتغطية التكاليف الإدارية لها كمساهمة عينية من المملكة العربية السعودية. وهذا يعني أن كل التمويل الدولي الذي تحصل عليه مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في كاوست يذهب مباشرة إلى البحث والتطوير ومشاريع أخرى ذات العلاقة. 

ومن ناحية أخرى، تتمتع كاوست بمزايا خاصة تجعلها مناسبة لاستضافة مثل هذه المبادرة العالمية. حيث تعد الجامعة مركزًا عالميًا لأبحاث الحفاظ على الشعاب المرجانية واستعادتها على مستوى العالم، وتمتلك بنية تحتية متطورة وخبرة واسعة في إدارة عمليات التمويل التنافسية ، والتي ستكون سمة رئيسية لبرنامج المبادرة. وفي هذا السياق، ألقى البروفيسور توني تشان ، رئيس كاوست ، كلمة خلال الاجتماع العام المشترك للجنة الحوكمة والجنة العلمية والاستشارية التابعة للمبادرة ، شكر فيها أعضاءها قائلاً :"منذ تأسيس الجامعة ، كانت أبحاث الشعاب المرجانية في البحر الأحمر إحدى نقاط التركيز والقوة في كاوست. لذلك ، نحن متحمسون لدعم هذا الجهد العالمي ، وقد عرضنا القيام بدورنا من خلال العمل كمنصة مركزية لهذه المبادرة ".

دعوة لحماية المرجان

تعتبر الشعاب المرجانية من بين أكثر النظم البيئية ضعفًا على كوكب الأرض ، وتتأثر بارتفاع درجات حرارة المحيطات وزيادة حموضة البحار وارتفاع مستوى سطحها ، وتغير أنماط التيارات والأمطار، والتي قد تساهم بتلف هذه الشعاب ونفوقها جماعياً. وحتى الآن، فقدنا أكثر من ثلثي الشعاب المرجانية في العالم بسبب الأنشطة البشرية ، وقد تختفي 70-90 ٪ من الشعاب المرجانية المتبقية في السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. وعلى سبيل المثال، تضم إندونيسيا حوالي 18000 جزيرة، وتعتبر مركز التنوع البيولوجي البحري في العالم. إلا أنها فقدت ما يقرب من ثلث شعابها المرجانية ، إلى جانب جزء كبير من غابات المنغروف ومروج الأعشاب البحرية. وهي اليوم جادة بالتزامها بالحفاظ على الشعاب المرجانية واستعادتها على مستوى العالم ، وكانت من أكثر الدول الداعمة عندما قررت المملكة العربية السعودية لأول مرة إطلاق مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في كاوست. 

يقول دوارتي: "باتت نافذة إنقاذ الشعاب المرجانية تضيق تدريجياً. وقد نشهد وللمرة الأولى فقدان وظيفة نظام بيئي كامل يدعم ملايين الكائنات الحية والناس بسبب الأنشطة البشرية. ولا شك في أن مبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان في كاوست تعتبر مورد حاسم للحلول التقنية المبتكرة والتدخلات واسعة النطاق اللازمة لإنقاذ الشعاب المرجانية في العالم". 

تدعم النظم البيئية للمرجان بشكل مباشر سبل عيش الناس في جميع أنحاء العالم. المصدر: مورغان بينيت سميث / كاوست.

ويوضح دوارتي ، أنه حتى تستطيع المبادرة تنفيذ مهمتها ينبغي عليها أولاً جمع واستثمار 30 مليون دولار سنويًا. ويذكر أنه في عام 2020 ، تعهدت المملكة العربية السعودية بتقديم 10 ملايين دولار سنويًا على مدى السنوات العشر القادمة لهذه المبادرة. هذا التعهد يدل على نية المملكة ريادة الجهود العالمية لحماية المرجان. وتعتبر المحافظة على البيئة البحرية ذات أهمية خاصة للمملكة حيث تقوم بتطوير مشاريع سياحية رئيسية جديدة تركز على الاستدامة ، بما في ذلك مشروع البحر الأحمر المرتقب.

ومن الاسباب الوجيهة للإستثمار في هذه المبادرة ما يتعلق بالفوائد التي يجلبها المرجان. حيث تدعم النظم البيئية للمرجان بشكل مباشر سبل عيش الناس في جميع أنحاء العالم ، وهي عامل جذب كبير للسياحة، كما أنها تقلل أضرار العواصف المتوقعة والفيضانات وتآكل التربة. وتغطي الشعاب المرجانية 0.2٪ فقط من قاع المحيط ، ومع ذلك فهي تدعم ما يقدر بنحو 32٪ من جميع الأنواع البحرية المعروفة. ومن الناحية الاقتصادية ، تشير التقديرات إلى أن الشعاب المرجانية تحقق فائدة إجمالية قدرها 12,7 تريليون دولار سنويًا - أي ما يعادل أكثر من 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ومن بين جهود البحث والتطوير القائمة بالفعل والتي تشكل نقطة انطلاق لمبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان هو مشروع الحديقة المرجانية بجزيرة شوشا ، والذي سينشئ موقعًا على مساحة 100 هكتار للشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر باستخدام تقنيات الاستعادة المتقدمة من خلال شراكة بين كاوست ونيوم. وفي هذا السياق ثمن سعادة الدكتور أسامة فقيها وكيل "وزارة البيئة والمياه والزراعة" لشؤون البيئة دور المملكة الكبير في حماية الشعاب المرجانية من خلال الإشراف المباشر على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر ، والالتزام المتواصل بالحفاظ عليها وترميمها. كما رحب بـمبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان والتي اعتبرها جهد تعاوني دولي نحن في أمس الحاجة إليه لتأمين مستقبل للشعاب المرجانية .

ستُطلق بمبادرة تسريع أبحاث وتطوير المرجان برنامج (CAP 2022) لتسريع الشعاب المرجانية في سبتمبر المقبل، وسيقدم تمويلاً نقدياً للفرق التعاونية متعددة الجنسيات ذات الأفكار المؤثرة التي تؤدي إلى اكتشافات وابتكارات وتحسينات مهمة في الحفاظ على المرجان وترميمه.