Top

كلمة المتحدث باسم خريجي عام 2017

كلمة المتحدث باسم خريجي عام 2017
حسن الصبياني، المرشح للتخرج بدرجة ماجستير، علوم الحاسب الآلي

زملائي الخريجين، ضيوفنا الكرام، سعادة أعضاء مجلس الأمناء، سعادة المهندس نظمي النصر رئيس الجامعة المكلف، سعادة الدكتور شامو، سعادة أعضاء هيئة التدريس ومجتمع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله مساءكم بكل خير.

بداية أتقدم بالتهنئة الى جميع خريجي عام 2017 وعائلاتهم في هذه الحفل الكبير. وإنه لشرف عظيم لي أن أتحدث اليكم في هذا اليوم، الذي هو يوم احتفال ويوم إنجاز ويوم تقدير.

وآمل أن تكونوا قد استمتعتم بطيب الإقامة في حرمنا الجامعي البديع.  الذي يظهر أيضاً مدى التزام جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في وضع الحلول ومواجهة التحديات الكبرى التي من شأنها أن تساعد في تحسين أمتنا وتعود بالنفع الى مجتمعاتنا في جميع أنحاء العالم.

فعلى سبيل المثال، يقوم باحثونا من قسم مبادرة الزراعة الصحراوية، بتطوير طرق رائدة لإنتاج الغذاء من محصولات يتم ريها باستخدام المياه المالحة. الأمر الذي سيمكن المزارعين في المستقبل من استخدام مياه البحر الأحمر لزراعة الطماطم. أما علمائنا في مركز الحوسبة المرئية، فيطورون التقنيات المتقدمة في مجال إدارة الحشود، والتي يمكن أن تسهل عملية تفويج الحجيج في موسم الحج.

وليس هذين الا مثالين فقط من إسهامات علمائنا ومهندسينا وباحثينا الكثيرة والمؤثرة في حرمنا الجامعي والتي أفضت الى أفكار واكتشافات جديدة للعالم. الأمر الذي يعكس جلياً طاقة الابداع والاكتشاف العلمي والتقني التي لا حصر لها في مجتمعنا المتنوع الذي يزخر بأكثر من 100 جنسية.

أيها الحفل الكريم، اسمحوا لي اليوم أن أسلط الضوء على بعض من تجاربي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والتي تعلمت فيها قيم جديدة وتأثر تفكيري بمبادئها ورسالتها الطموحة.

بدأت رحلتي مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في عام 2011 عندما تم اختياري لبرنامج الطلبة الموهوبين في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. كطالب في هذا البرنامج، كنت محظوظاً بمشاركتي وانضمامي إلى العديد من المنظمات والبرامج التدريب، والتي كان من بينها الحصول على درجة البكالوريوس من معهد ماساتشوستس للتقنية. وقد استوقفني ومنذ الشهر الأول لي في معهد ماساتشوستس مدى الشغف العلمي الكبير والاهتمام الذي لمسته في المجتمع الأكاديمي. حيث يتميز معهد ماساتشوستس للتقنية، بمجتمع أكاديمي من جميع أنحاء العالم ومن خلفيات مختلفة، يتعاون ويعمل معاً على حل المشاكل. وخلال سنوات دراستي هناك، أدركت أن هذا النموذج من التعاون موجود في جميع المؤسسات الأكاديمية الطموحة في العالم، والتي كانت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بكل تأكيد واحدة منها.

وها أنا اليوم وبعد 5 سنوات، أجد نفسي أحد طلبة الدراسات العليا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في برنامج علوم الحاسب الآلي وقد تابعت شغفي في مجال تحسين الخصوصية في العصر الرقمي. حيث أنني من أكثر المنادين بمبدأ إعطاء المستخدمين كامل التحكم في بياناتهم الشخصية الخاصة على شبكة الانترنت.

واستطعت من خلال توجيهات مرشدي الأكاديمي، البروفيسور كانيني، والتعاون مع زملائي من ذوي الخبرة في مجال النظم الكبيرة، تصميم نظام يسمح للمنظمات تخزين وتحليل البيانات الحساسة، مثل السجلات الطبية، في الخدمات السحابية مع الحفاظ على البيانات الخاصة بهم بشكل آمن.  حيث بات جلياً لي أن مستقبل عملية جمع البيانات واعدٌ جداً، وكلي أمل أن يسهم بحثي في رفع معايير التعامل مع سرية المستخدم. وهذا البحث هو مجرد مثال واحد من ثقافة الأبحاث متعددة التخصصات في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والتي تلهمنا للتعاون لما فيه خير مجتمعنا.

ومن ناحية أخرى، أصبحت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجهة فريد لاستضافة الاجتماعات والمؤتمرات المهمة والمتعلقة بالمستقبل الاقتصادي للمملكة العربية السعودية. فعلى سبيل المثال، في مايو الماضي، استضافت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حلقة نقاش الابتكار للتأثير الفعال التي جمعت شخصيات كبير مؤثرة وقادة فكر عالميين في حرم الجامعة لمناقشة التقنيات والأفكار والابتكار. وكانت فعالية ناجحة بكل المقاييس عدى شيء واحد فقط-وهو أنهم نسوا أن يدعوني. ومع ذلك، دعوة نفسي وحضرت. حيث كان الموضوع في غاية البساطة، كل ما عملته أنني ارتديت بدلة رسمية وتظاهرت كأني من ضمن المدعوين.

كان من الملهم حقاً أن أشاهد قادة يجتمعون معاً لبحث الحلول المؤثرة والفاعلة. هذه الفعالية، إضافة الى العديد من الضيوف المتميزين الذين يزورون جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على مدار العام في كل مناسبة ومحفل، جعلت من هذا المكان في نظري أكثر من مجرد جامعة. إنه مكان تولد فيه الأفكار وتناقش وتنفذ لتشكل مستقبلاً مشرقاً.

وعند الحديث عن مدى تميز جامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية، لا بد من ذكر أحد أهم سماتها ومحركها الفعلي وهو مجتمعها المتنوع.

عندما يسألني الناس، عن مدى تنوع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية-يكون ردي على الفور أنه لدينا أشخاص من كل مكان في العالم حتى من "مدغشقر". مجتمعنا ثري بالثقافات والأفكار التي بدورها تثري خبراتنا وتسمح لنا بالتفكير الشمولي لمعالجة المشاكل والقضايا المختلفة من كل زاوية.

ولابد لي هنا أن اذكر مطعم الجامعة الذي هو بالنسبة لي مكان عظيم لطرح الأفكار والمناقشات. لقد ناقشت فيه سياسة التعليم مع زميل من البرازيل، والاقتصاد مع آخر من كازاخستان، وأنواع الحلويات مع زميل إيطالي. وتعرفت من خلال كل هذه المناقشات على معلومات فريدة لم أكن لأعرفها قط لو لم أقابل هذا التنوع الفريد في مجتمعنا، ولهذا أنا ممتن جداً لذلك.

في الختام، زملائي الخريجين ونحن على وشك مغادرة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لمتابعة رحلتنا في أماكن أخرى من حول العالم، سواء في الرياض، أو سنغافورة أو مكسيكو سيتي، وغيرها، أوصيكم بالتمسك بالقيم التي اكتسبتموها خلال دراستكم في الجامعة. كونوا مساهمين في تنوع الأفكار بين الناس الذين قد يأتون من خلفيات وأماكن مختلفة. فإن تعاوننا مع الآخرين سيسهم بصورة كبيرة في تسريع وتيرة التقدم.

وفي حين أننا لا نعرف كيف ستؤول له الأمور في رحلتنا القادمة، إلا أنني على يقين أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية قد علمتنا أن نسعى دائماً نحو التميز وتكريس مواهبنا لحل المشاكل المهمة في العالم.

ومرة أخرى، أود أن أشكر جميع الضيوف وعائلات الخريجين. حيث أننا لم نكن لنصل الى هذه اللحظة الليلة لو لا تفانيكم ودعمكم لنا في كل خطوة من رحلتنا.

خريجي عام 2017، مبارك لكم وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.