Top

قادة الجامعات العالمية يجتمعون في كاوست للمشاركة في قمة التايمز للتعليم العالي 2025

قادة أكاديميون من جميع أنحاء العالم يجتمعون في كاوست لحضور قمة تايمز للتعليم العالي العالمية 2025، وهي الأولى من نوعها التي تعقد في الشرق الأوسط.

تسعى الحكومات والقطاعات الصناعية في المملكة العربية السعودية وكافة أرجاء العالم إلى التعاون مع الجامعات كشركاء أساسيين لمواجهة التحديات الكبرى المرتبطة بالاستدامة وتنويع الاقتصاد. 

وانطلاقًا من هذا الدور المحوري، اجتمع قادة أكاديميون من أرقى المؤسسات العالمية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) خلال قمة التايمز الأكاديمية العالمية 2025 التي تنظمها مؤسسة تايمز للتعليم العالي (THE)، وذلك في الفترة من 7 إلى 9 أكتوبر، لتبادل الأفكار والحلول التي تشكل مسار المستقبل. وبهذه المناسبة قال البروفيسور إدوارد بيرن، رئيس كاوست "إذا لم تتعامل الجامعات مع مشكلات عالمنا بطريقة استباقية وجادة، فلن يتمكن أحد من حلها".  

رئيس كاوست البروفيسور إدوارد بيرن يخاطب المشاركين خلال قمة تايمز للتعليم العالي العالمية 2025 في كاوست. 

استضافت القمة، التي عقدت لأول مرة في الشرق الأوسط، أكثر من 800 مشارك من 65 دولة تحت شعار "الجامعات كعوامل للتقدم". ووصف البورفيسور إدوارد بيرن القمة بأنها نجاح باهر، مشيدًا بحجم المشاركة والتمثيل العالمي وتنوع الأفكار المطروحة. ودعا الجامعات إلى عدم حصر تعاونها الأكاديمي أو البحثي في نطاقات جغرافية أو مؤسساتية محددة، مثل الشراكات التقليدية بين جامعات أوروبا وأمريكا مثلًا، بل إلى الانفتاح على التعاون مع جامعات ومؤسسات من مناطق مختلفة ومتنوعة حول العالم، كالشرق الأوسط، وآسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وغيرها، من أجل تحقيق أثر عالمي ملموس، وقال "كما تعلمون، نحن بحاجة إلى العمل معًا".  

من جانبه، وصف فيل باتي، رئيس الشؤون العالمية في مؤسسة التايمز للتعليم العالي، الجامعات بأنها "محركات التغيير المجتمعي"، مشيرًا إلى أن إقامة القمة للمرة الأولى في الشرق الأوسط تمثل حدثًا تاريخيًا طال انتظاره. وقال إن عدم استضافة الحدث في المنطقة في وقت أبكر كان" إغفالًا صارخًا"، وإنه سعيد بإقامة القمة في المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن كاوست كانت المكان المثالي لهذا الحدث البارز. وأضاف "لقد ألهمنا ما بنيتموه هنا وفي فترة زمنية وجيزة، والتي تجسد وبقوة حجم الطموحات الهائلة في المملكة".  

فيل باتي، رئيس الشؤون العالمية في تايمز للتعليم العالي، يشيد بكاوست خلال القمة الأكاديمية العالمية 2025.

ركزت القمة هذا العام على وضع منهجيات لتشكيل قادة المستقبل، وتعزيز التعاون لتحسين حياة الناس. ويعد هذا الحدث من أبرز الفعاليات السنوية في قطاع التعليم العالي العالمي، ويتماشى مع الاستراتيجية الجديدة لكاوست التي تركز على الأولويات الوطنية والبحوث التطبيقية والأثر الملموس، دعمًا لأهداف رؤية السعودية 2030 من خلال العلم والابتكار والتعليم المتقدم. 

وخلال القمة، استعرض رئيس كاوست الغاية التي تأسست من أجلها كاوست باعتبارها "بيت الحكمة في العصر الحديث"، مؤكدًا استمرار تأثيرها داخل المملكة وخارجها.  

قمة عالمية بمعنى الكلمة 

شهدت القمة أيضًا إعلان تصنيف الجامعات العالمية لعام 2026 الصادر عن مؤسسة تايمز للتعليم العالي، إلى جانب نقاشات رفيعة المستوى حول الدور المتطور للجامعات في مواجهة التحديات العالمية. 

عروض رقصات سعودية تقليدية خلال حفل افتتاح القمة الأكاديمية العالمية 2025 التي تنظمها تايمز للتعليم العالي.

وأتاحت استضافة هذا الحدث السنوي لكاوست فرصة لإبراز جهودها في إعادة توجيه أبحاثها لدعم أولويات البحث والتطوير والابتكار الوطنية، وحرصها على تحقيق نتائج ملموسة للمملكة. 

ودعا رئيس الجامعة الضيوف والمشاركين إلى تذكّر كاوست بوصفها "جامعة استثنائية بالمقاييس كلها"، مضيفًا أن أبرز ما سيأخذه الزوار معهم هو مشهد "وطن يُعيد تشكيل نفسه بسرعة مذهلة، اجتماعيًا واقتصاديًا، مدفوعًا بطموحات شبابه الملهمة وطاقاته الكبيرة".  

وضمّت قائمة كبار الشخصيات المشاركة كلًا من معالي الدكتورة إيناس العيسى، نائب وزير التعليم، وسعادة الأستاذة نهى قطان، وكيل وزارة الثقافة للشراكات الوطنية والتطوير، وستيفن هيتشن، السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية. كما شارك متحدثون من مؤسسات مرموقة مثل جامعة كينجز كوليدج لندن وجامعة شيكاغو وجامعة طوكيو وجامعة نيوم.

 وتعرّف الزوار خلال الجولات الميدانية والمعارض الخاصة داخل الحرم الجامعي على كيفية قيام باحثي كاوست بترجمة الاكتشافات إلى حلول عملية. ومن بين أساتذة كاوست المشاركين في الجلسات الحوارية: البروفيسور يورغن شميدهوبر (علوم الحاسب)، والبروفيسور كارلوس دوارتي، أستاذ ابن سينا المتميز (علوم البحار)، البروفيسورة دانا السليمان (علوم المواد والفيزياء التطبيقية). 

المرأة تقود الابتكار 

عكست القمة مكانتها الإقليمية والعالمية من خلال مشاركة أكثر من 90٪ من المتحدثين من أوروبا والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وآسيا، والأمريكيتين. كما جسدت قيم التنوع والشمولية بحضور نسائي متميز بلغت نسبته 38٪ من إجمالي المتحدثين. 

وخلال جلسة بعنوان "النساء يقُدن الموجة التالية من الابتكار العلمي"، سلّطت الأستاذة دانا السليمان الضوء على النماذج النسائية المُلهمة في كاوست، اللواتي يسهمن في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه المملكة والعالم، ويلهمن الفتيات والنساء في المملكة وخارجها في مجالات العلوم والتقنية والابتكار. 

البروفيسورة دانا السليمان تتحدث خلال حوار ودي، وتسلط الضوء على دور المرأة القيادي في العلوم والابتكار.

وقالت السليمان "إن دعم المرأة أكاديميًا ومجتمعيًا في مجالي البحث والقيادة يُطلق العنان للإمكانات الإبداعية لنصف المجتمع في أي دولة. فعندما تُدعم المرأة، فإنك لا تغيّر مسار حياتها فقط، بل تغيّر أيضًا مسار الابتكار ذاته".  

من التعاون العالمي إلى القيادة النسائية في العلوم، جسدت القمة كيف تُعيد كاوست والجامعات العالمية تعريف مفهوم التقدم، وتُسهم في رسم ملامح مستقبل أكثر ازدهارًا للعالم بأسره.