Top

من جينوم الإنسان البدائي نياندرتال وصولاً إلى الإنسان في عصر Google

أجرت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية حوارًا مباشرًا عبر فيسبوك لمناقشة تحليل البيانات الكبيرة في علم الأحياء التطوري مع كلٍ من جانيت كيلسو، رئيسة مجموعة أبحاث المعلوماتية الحيوية في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، وسودهير كومار، بروفيسور في كلية لورا إتش. كارنيل، ومدير معهد علوم الجينوم والطب التطوري في جامعة تيمبل.

تركزت أعمال جانيت كيلسو على البحث عن وجود أيٍ من أشكال التفاعل والتأثير بين الإنسان المعاصر والإنسان البدائي نياندرتال. وكان لفريقها السبق في استخلاص أول جينوم لإنسان بدائي، وتبينت لهم أوجه شبه عديدة بينه وبين الحمض النووي للإنسان المعاصر، مما يثبت أن جنس الإنسان المعاصر يشترك في أصوله مع الإنسان البدائي، فنحن جئنا جميعًا من جد واحد عاش منذ ما يقارب من 600 ألف عام.

يحمل كل شخص يعيش خارج قارة إفريقيا 2% من الحمض النووي للإنسان البدائي نياندرتال بداخله. واكتشف فريق جانيت مؤخرًا أن هذه النسبة المئوية لا تزال تعطينا العديد من المزايا، لا سيما تلك المزايا التي تساعدنا على التكيف مع البيئة، فلقد ورث الإنسان المعاصر من الإنسان البدائي القدرة على التكيف مع الظروف المناخية المختلفة واختلاف الغذاء والمسببات المرضية وما إلى ذلك، وكان الإنسان البدائي قد اكتسب تلك المهارات وطورها عبر آلاف السنين.


يفسر كومار الأمر قائلاً، "لتبسيط المسألة، تُقدر حقبة التطور بمقدار التغير الذي حدث بين تسلسلين من الحامض النووي".

سيكون بمقدور أي شخص في المستقبل أن يتبرع بتسلسله الشخصي من الجينوم، جنبًا إلى جنب مع بعض المعلومات حول سلوكه وسماته الشخصية الفريدة والأمراض التي يعاني منها، وغير ذلك من المعلومات. وستُستخدم هذه البيانات بعدئذٍ في تغذية "محرك بحث معتمد عن البشر - على نحو يشبه محرك البحث "Google"" - بحيث يستطيع العلماء النظر إلى التحورات الجينية والبحث عن الأشخاص الآخرين الذين لديهم التحورات ذاتها. وستبين المقارنة بين تلك البيانات أي أنواع السلوك أو الأمراض ترتبط بتحور جيني معين. وسيبث اكتشاف تلك الأمور الأمل في نفوس الأطباء والباحثين والمرضى وأحبائهم على حد سواء، فيما يتعلق بإمكانية تطوير العلاج الطبي المناسب لكل حالة.

جدير بالذكر أنه تم الاستشهاد بأعمال كومار أكثر من 120 ألف مرة. وتم إدراج أحد مقالاته عن برنامج ميجا "MEGA" ضمن أفضل 100 بحث مستشهد بها في التاريخ في شبكة توماس رويترز للعلوم، كما صنفتها قاعدة بيانات سكوبس بأنها أفضل مقالة للعقد الحالي ضمن المؤلفات الخاضعة لمراجعة النظراء. وحصل كومار على دكتوراه في العلوم الوراثية من جامعة ولاية بنسلفانيا بفضل ما يتمتع به من خلفية في علوم الأحياء الحيوية والهندسة الكهربائية والإلكترونية من معهد بيرلا للتقنية والعلوم. وفاز كومار عام 2000 بجائزة الابتكار في علوم الجينوم الوظيفية من مؤسسة Burroughs-Wellcome Fund، وحصل على الزمالة في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم.

من ناحية أخرى، حصلت جانيت كيلسو على الدكتوراه في مجال المعلوماتية الحيوية من معهد جنوب إفريقيا الوطني للمعلومات الحيوية في جامعة ويسترن كيب. وتحت إشراف بروفيسور وينستون هايد، وطورت جانيت توصيفًا لتصنيف بيانات التعبير الجيني؛ وحصلت بفضله على زمالة مؤسسة L'Oreal Women in Science (مؤسسة لوريال للسيدات الرائدات في مجال العلوم). ولها أكثر من 80 مؤلفًا علميًا خضع لمراجعة النظراء. وتعمل جانيت كيلسو رئيس تحرير مساعدًا في دورية Bioinformatics، ومحررة أيضًا في دورية Database. كما أنها عضو نشط في مجلس إدارة المجتمع الدولي لعلوم الأحياء الحاسوبي.