التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
عندما يصنع راكان علي رضا التاريخ العام المقبل كأول رياضي سعودي يشارك في رياضة التزلج على الثلج ضمن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، يأمل أن يحقق ذلك مدعومًا بتقنيات استشعار عالية الأداء طوِّرت في مختبرات جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست). يقول راكان "الطريقة التي تتطور بها العلوم الحديثة وتطبيقاتها في الرياضة مذهلة حقًا".
ويتوقع أن تلعب تقنية أجهزة الاستشعار التي طورتها كاوست دورًا مهمًا في تدريباته استعدادًا لـأولمبياد ميلانو كورتينا 2026، وكذلك في تطوير قطاع الرياضة في المملكة. ويضيف "يسعى الرياضيون اليوم للتدريب بذكاء، وتقليل الجهد البدني، فكلنا نبحث عن التفوق في النسبة الأعلى من الأداء، ونعمل بكل ما لدينا لتطوير قدراتنا."
البروفيسورة دانة السليمان، أستاذة هندسة وعلوم المواد والفيزياء التطبيقية في كاوست، تشارك راكان رؤيته حول التعاون بين الباحثين والأبطال الرياضيين السعوديين من أجل مستقبل رياضي مشرق للوطن. وأشارت إلى أن النقاشات مع راكان ومدربه ساعدت على إعادة توظيف تقنيات مختبرها في مجالات الرياضة والصحة الوقائية وجودة الحياة. كما شاركت مع راكان في رئاسة أول ورشة عمل سعودية متخصصة في أجهزة الاستشعار الرياضة، والتي حملت اسم "ورشة أجهزة الاستشعار الرياضة السعودية 2025"، وهي الأولى من نوعها على مستوى كاوست والمملكة.
تقول السليمان "نحن نتعامل مع قضايا مهمة للمملكة، لكننا أيضًا نطور تقنيات (صُنع في السعودية)، تسهم من خلالها في توطين الابتكار. نأمل تصنيع الكثير من أجهزة الاستشعار هذه داخل كاوست."
أُقيمت الورشة في 23 أكتوبر في حرم الجامعة، وجمعت بين الرياضيين والمدربين والباحثين لاستكشاف إسهامات كاوست في تعزيز طموحات المملكة نحو التميز الرياضي الإقليمي والعالمي. وسلّط الحدث الذي استمر ليوم واحد الضوء على الفجوات في تقنيات الاستشعار المتوفرة، وشجع على التعاون بين كاوست والمجتمع الرياضي السعودي، بمشاركة من جامعة لوفبورو البريطانية، الرائدة عالميًا في البحوث الرياضية.
وقال البروفيسور إدوارد بيرن، رئيس كاوست "هذا بالضبط ما تأسست كاوست لأجله، وهو التعاون المثمر مع شركاء استثنائيين لمعالجة التحديات الكبرى لعصرنا، ولا سيما تلك التي تُشكّل مستقبل هذه المنطقة من العالم". وأضاف أن الورشة شهدت مشاركة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، مما يعكس أن الابتكارات الكبرى في علوم الرياضة تولد عندما يتقاطع البحث العلمي مع التجربة الواقعية".
وأكد بيرن أن رسالة كاوست تنسجم تمامًا مع رؤية السعودية 2030 التي تضع العلم والابتكار ورفاه الإنسان في صميم التحول الوطني. وأضاف "الرياضة أصبحت جزءًا حيويًا من هذه الرحلة، ليس فقط كمصدر للفخر الوطني، بل كطريق نحو مجتمع أكثر صحة وترابطًا وابتكارًا".
ويؤكد الرياضي راكان أن الإنجاز الذي يمكن أن تحققه كاوست عبر التعاون مع الرياضيين المحترفين "لا حدود له". فمع تزايد الطلب على الأجهزة والأدوات التي تُعمّق فهم جسم الإنسان، فإن الابتكارات التي تكشف آفاقًا جديدة في الأداء الرياضي ستجد تطبيقات تمتد إلى ما وراء الملاعب. ويضيف "يمكن للجميع أن يتمتعوا بجودة حياة أفضل عندما يفهمون ما يجري داخل أجسادهم".
أوضح الرئيس إدوارد بيرن في كلمته الافتتاحية أن كاوست تبرز اليوم كجهة سعودية رائدة في الربط بين العلم والرياضة، من خلال تطوير تقنيات قابلة للارتداء تقيس الحركة، ومعدل السوائل، والإجهاد البدني، وفترة التعافي في الوقت الحقيقي، لمساعدة الرياضيين على التدريب الذكي وتجنّب الإصابات.
وانطلاقًا من محفظتها البحثية الراسخة في مجالات أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي، تواصل كاوست التعاون مع مؤسسات وجهات راسخة عالميًا مثل فريق ماكلارين للسباقات، في إطار التزامها طويل الأمد بدفع الابتكار في الرياضة وتحسين الأداء.
وقال البروفيسور عماد غالوزي، رئيس مركز كاوست للتميز في الصحة الذكية، خلال الورشة "هناك العديد من التطورات التقنية في كاوست يمكن تطبيقها في قطاع الرياضة، ونحن منفتحون تمامًا على مختلف الشراكات في هذا المجال". وأضاف أن الاستثمار في الرياضات الاحترافية والفعاليات الكبرى يدفع عجلة الابتكار السعودي، ويُنتج تقنيات تُحسّن الأداء وتدعم الرياضيين وتنعكس آثارها لاحقًا على المجتمع من خلال حلول تطبيقية في الحياة اليومية.
واختتم غالوزي "استخدام الرياضة عالية المستوى على الساحة العالمية، وجمع البيانات، وتطوير التقنيات الموجهة للرياضيين، سيكون له أثر مباشر في تحسين صحتنا جميعًا".
جمعت ورشة عمل أجهزة الاستشعار الرياضية السعودية 2025 في كاوست بين الباحثين والرياضيين وخبراء الصناعة بهدف مشترك: تعزيز التعاون في علوم الرياضة وابتكار أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء دعماً لرؤية السعودية 2030.
تم خلال ورشة أجهزة استشعار الرياضة السعودية مجموعة من التقنيات القابلة للارتداء التي تُطَوَّر هنا في كاوست.
حيث قدّمت البروفيسورة شاهيكا إينال من قسم الهندسة الحيوية عرضًا حول أجهزة الاستشعار الحيوية الإلكترونية التي تتكامل بانسجام مع أنسجة الإنسان. وشرح البروفيسور حسام الشريف من قسم هندسة وعلوم المواد والفيزياء التطبيقية أبحاث فريقه حول الهلاميات المائية (الهايدروجيل) المرنة ذاتية الالتئام، وأجهزة استشعار العرق الحيوية التي تتيح مراقبة دقيقة للأداء الرياضي والإجهاد البدني ومعدل التعافي.
كما تعرّف المشاركون من قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسب على مختبر (KAUST IMPACT) بقيادة البروفيسور عاطف شميم، الذي طور لاصقات تخطيط القلب الجلدية ومستشعرات اللاكتات الدقيقة وضمادات ذكية تكشف النزيف والالتهابات.
ومن مختبر أجهزة الاستشعار بقيادة البروفيسور خالد سلامة، اطّلع الحضور على أنظمة قابلة للارتداء تجعل الحركة البشرية قابلة للقياس والتحليل الذكي في مجالي التأهيل والأداء الرياضي.
وفي السياق نفسه، عرض البروفيسور طارق النفوري أبحاثه في الذكاء الاصطناعي ومعالجة مشكلة الجفاف، حيث يطور فريقه أنظمة تعتمد على الهواتف الذكية لقياس مستوى الترطيب ومعدل السوائل في الجسم من خلال مسح بسيط لبصمة الإصبع.
تُركّز البروفيسورة دانا السليمان في أبحاثها على أجهزة الاستشعار الحيوية للكشف عن الأمراض وتعزيز التشخيص المبكر. وانطلاقًا من هذا التخصص، بدأت في تكييف تقنيات مختبرها، بما في ذلك أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء وتقنية الإبر المجهرية، لأغراض تحسين الأداء الرياضي ومراقبة الصحة.
ويعمل فريقها حاليًا على تسجيل براءة اختراع لمستشعر اللاكتات الذي سيتمكن راكان علي رضا وغيره من الرياضيين من استخدامه والمساهمة في تحسينه، وهو خطوة مهمة لكاوست في دخول مجال أبحاث أجهزة الاستشعار الرياضية.
تقول السليمان "كانت مهمتنا في مختبر (BioMAD) هي تطوير تقنيات غير مكلفة تمكّننا من اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة قبل ظهور الأعراض، والآن نهدف إلى تطوير تقنيات تُتيح حلولًا واعدة لتعزيز الرعاية الصحية الوقائية، وهنا يأتي دور الرياضة."
وتؤكد أن التقنيات ذاتها التي تساعد راكان والرياضيين الآخرين على بلوغ قمة أدائهم في المنافسات الوطنية والدولية؛ ستُسهم أيضًا في تحسين جودة حياة الناس في المملكة والعالم.
وتختتم بقولها "هدفنا الأساسي هو تعزيز الصحة العامة ورفع جودة الحياة من خلال الطب الوقائي، وتحسين رفاهية جميع أفراد المجتمع".