Top

دراسة التفاعلات الأيضية لطاقة الدماغ

البروفيسور بيير ماجستريتي عميد العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية

تطور مجال التغذية على مدى العقدين الماضيين بصورة كبيرة من خلال الأبحاث التي دمجت عدداً من التخصصات مثل العلوم الجزيئية وعلم الوراثة الجزيئية لطاقة الدماغ.

ولا شك أن أبحاث التفاعلات الأيضية لطاقة الدماغ وأبحاث تأثر الدماغ في حالات الضعف والمرض باتت مهمة جداً خصوصاً في الإجابة على التساؤلات المتعلقة بنقص مستوى الوعي والخرف ومرض الزهايمر. ويرى البروفيسور بيير ماجستريتي، رئيس تحرير مجلتي Frontiers in Neuroenergetics, Nutrition and Brain Health العلمية وعميد قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، يرى أن الجمع بين دراسة تدفق الطاقة داخل الدماغ وعلم التغذية من شأنه تطوير أبحاث التغذية. لهذا تعاون البروفيسور ماجستريتي خلال السنوات الماضية مع الدكتور يوهانس لي كوتري، رئيس علم وظائف الإدراك في مركز أبحاث نستله من أجل دمج أبحاث التفاعلات الأيضية لطاقة الدماغ في مجال التغذية وكيفية استخدام علم التغذية كوسيلة لمنع تدهور مستوى الوعي على المدى الطويل. وقام البروفيسور ماجستريتي بالعديد من النقاشات مع علماء التغذية حول هذا الموضوع نتج عنها نشر مقال علمي بعنوان (أهداف علوم التغذية 2015-2020) في مجلة Frontiers in Neuroenergetics في شهر سبتمبر الماضي.

تلعب التغذية دورا مهماً في تطور النظام العصبي والإدراكي في بداية الحياة. كما أنها مهمة جداً عند تقدم السن خصوصاً في حالة نقص مستوى الادراك وغيرها من الأمور المرتبطة بالتفاعلات الأيضية للدماغ. وأحد أبرز أهداف هذه الدراسة هو معرفة العلاقة بين التغذية وصحة الدماغ.

ويقول البروفيسور ماجستريتي : "تنخفض وتيرة التفاعلات الأيضية للدماغ مع تقدم السن ويرافق ذلك في كثير من الأحيان تدهور مستوى الإدراك. وهنا تكمن أهمية التغذية السليمة للحفاظ على سلامة وصحة الدماغ ".

يعتبر علم التغذية حالياً من العلوم الأخذة في التوسع. خصوصاً بتقدم دراسة التفاعلات الأيضية لطاقة الدماغ، وأبحاث التدهور الإدراكي ومرض الزهايمر والتي يمكن ربطها ومعالجتها بعلوم التغذية. ويواجه علماء التغذية أيضاً تحديات كبيرة مثل مشكلة المجاعات في العالم وكذلك مشكلة السمنة المفرطة.

ويقول الدكتور كوتري : "التغذية ضرورية لحياة الإنسان، ونحن نرى أن هناك ترابطاً قوياً بين زيادة الوزن والسكري والسمنة ومرض الزهايمر الذي يصفه معظم الناس بداء السكري من النوع الثالث."

ويقول ماجستريتي و كورتي أن تعاونهما لا يزال في بدايته وهما يتطلعان لتطوره في فترة الخمس سنوات القادمة وبعد ذلك يتم النظر في ما تم تحقيقه وما يمكن عمله لتطوير هذا المجال.