Top

احتفاءً بمسيرة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية

رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، البروفيسور جان- لو شامو، يتحدث إلى جمهور من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة الجدد والعائدين في حفل التخرج الذي جرى في ٢٣ أغسطس. الصورة بعدسة حلمي السقاف.

​​ألقت عضوة هيئة التدريس، البروفيسورة ياسمين ميرزابان، الأستاذة المساعدة في العلوم البيولوجية، والطالبة إتسيكيانتوسوا راندريانانتيناينا، طالبة الدكتوراة في مختبر نظرية الاتصالات في الجامعة، كلمتين رحّبتا فيها بأكثر من 200 طالب جديد التحقوا بالجامعة مؤخّراً لنيل شهادة الماجستير والدكتوراه، قادمين من 39 بلداً، وذلك خلال مراسم حفل التخرج السنوي السابع للجامعة، الذي عُقد في 23 أغسطس. وقد جاء هذا الاحتفال تتويجاً لأسبوعين من الأنشطة التوجيهية التي عُقدت في الحرم الجامعي استقبالاً للطلاب الجدد.

وعلى الرغم من أن ياسمين ميرزابان وإتسيكيانتوسوا راندريانانتيناينا تنتميان إلى مرحلتين مختلفتين في مسيرتهما المهنية العلمية، فقد أكّدتا في كلمتيهما على أن مسيرتيهما كانتا مليئتين بالكثير من المغامرات والخروج عن المألوف والتعلّم المتواصل، وهي أمور يتعيّن برأيهما أن يحرص الطلبة الجدد عليها أثناء دراستهم في جامعة الملك عبدالله.


حين يتغيّر المسار

قالت ياسمين ميرزابان: "لم أولد وفي ذهني أن أصبح باحثة علميّة". فقد كانت ياسمين تحلم في الواقع بأن تصبح طبيبة، لكن الحياة أخذت منحنى آخر معها، فوجدتْ أن من الضروري أن تنظر "باتجاه نافذة أخرى لتلمّس فرصة أخرى"، على حدّ تعبيرها. وقد استطاع عملها طوال صيف كامل في مختبر بجامعة كولومبيا البريطانية، خلال دراستها الجامعية، أن يمهّد لها الطريق لإكمال دراسة الدكتوراه في المختبر نفسه.

وأضافت: "حين أنظر إلى الوراء الآن أرى بوضوح أنني عندما وجدت أن الأمور لم تسر على ما يرام اضطررت إلى زيادة التفكير الإبداعي والنقدي".

واستطردت: "لم أكن أجد نفسي في البحوث الطبية، ولكن عندما أنظر إلى الأمر اليوم، أرى أن ليس بالضرورة أن تتحقق رغباتنا من خلال المسار الأكثر توقعاً. يتوجّب علينا أحياناً أن نثق بالرحلة... وأن نتعلم أن لا نخاف من الفشل. ولعلّ جرعة الخوف هي التي تبقينا متواضعين وحذرين، في حين تعيدُ شرارات الإثارة شحنَ فضولنا وثقتنا والتزامنا بمسيرتنا".

"خطوات كبيرة" في طلب العلم

ومن جهتها، تحدّثت إتسيكيانتوسوا راندريانانتيناينا للطلبة عن حلمها حين كانت في الخامسة من عمرها: "أن تدرس وتدرس حتى لا يبقى شيء لم تدرسه"، وكيف أن هذا الحلم قادها إلى نيل درجة البكالوريوس في الهندسة من المعهد الوطني للبريد والمواصلات في الرباط، بالمملكة المغربية. وكيف قررت، بعد فترة تدريب في جامعة الملك عبدالله، البقاء لدراسة الماجستير والدكتوراه في الجامعة.

وقالت: "لم أكن أتصور أنني سأدرس في المملكة العربية السعودية، ولكن عندما جئت إلى جامعة الملك عبدالله للتدريب العملي شعرت بالدهشة" من بيئة العمل ومن لطف الأساتذة، على حد قولها. لكن إتسيكيانتوسوا شعرت أيضاً بالضغوط خلال أيامها القليلة الأولى في الجامعة، فقد حلّت في "مكان جديد، عالم جديد كلياً. لقد اتّخذت خطوة كبيرة، وتركت عائلتي، طلباً للعلم والمعرفة".

ثم أدركت إتسيكيانتوسوا أن عليها أن تكون سعيدة وفخورة بنفسها مع قرار مواصلة دراستها في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، لأنها على حدّ قولها "أصبحت جزءاً من رحلة خاصة. ففي جامعة الملك عبدالله يعمل المرء ويبني صداقات مع أشخاص من جميع أنحاء العالم، ويتبادل الأفكار، ويرى الأمور من زوايا مختلفة. لقد منحتني جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تعليماً أكاديمياً ممتازاً، وعلّمتني على المستوى الشخصي، حين ساعدتي على اكتشاف المزيد عن نفسي وعن الآخرين".

رحلة خاصة

وقالت إتسيكيانتوسوا راندريانانتيناينا للطلبة الجدد: "أنتم الآن جزء من هذه الرحلة الخاصة. وكونكم طلبة في جامعة الملك عبدالله سيكون جزءاً من حكايتكم أنتم. لديكم القدرة على أن تكتبوا قصتكم في أي يوم تمضونه هنا، لذلك حاولوا أن تكون قصّة عظيمة. استغلّوا كل لحظة هنا، واستفيدوا لأقصى الحدود من الموارد التي تسخّرها لكم جامعة الملك عبدالله. تشاركوا مع الآخرين لحظاتكم، أفكاركم ومواهبكم وكذلك ابتسامتكم".

وبعد أن لخّصت ياسمين ميرزابان هذه الأفكار، أضافت: "اغتنموا الفرص المتاحة أمامكم في جامعة الملك عبدالله، امتلكوا الثقة بأنفسكم، وقدّروا أنفسكم كما يجب، وتذكّروا أن ليس هناك هدف أكبر من السعي وراء المعرفة. ثقوا برحلتكم، مهما كانت وجهتها".​​