• البروفيسور روبرتو دي بيترو والبروفيسور مارك داسييه في كاوست يضعان إطار عمل للأمن السيبراني في المملكة والمنطقة 

تُعدّ الابتكارات في مجال الأمن السيبراني ضرورية للدول التي تسابق الزمن نحو مستقبل رقمي متطور مثل المملكة العربية السعودية. ففي بحثٍ جديد نُشر في مجلة (Communications of the ACM)، تعاون أستاذَا الأمن السيبراني في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) روبرتو دي بيترو ومارك داسييه مع أربعة خبراء آخرين لوضع إطارٍ متعدد التخصصات يوضح كيف يمكن للمملكة ودول المنطقة مواصلة مسيرة التحول الرقمي، وتصبح في الوقت نفسه نموذجًا عالميًا في مجال الأمن السيبراني. 

يحمل البحث عنوان (الأمن السيبراني في العالم العربي: الأبعاد التقنية والاجتماعية والسياسية)، ويستعرض الاستراتيجيات السيبرانية التي ستدعم المملكة في تحقيق أهدافها الرقمية المندرجة ضمن رؤية السعودية 2030. 

ويخلص البحث إلى أن أفضل نهجٍ للأمن السيبراني هو نهجٌ شامل متعدد المحاور يشمل تبنّي أفضل الممارسات العالمية، وتكييف التدخلات لتتلاءم مع السياقات الثقافية واللغوية الإقليمية، إلى جانب الاستثمار في بناء القدرات، بدءًا من مراكز البيانات الوطنية وصولًا إلى تنمية الكفاءات البشرية المؤهلة، وهو مجال كرّست له كاوست جهودًا كبيرة عبر عددٍ من المبادرات. 

وقال دي بيترو "من خلال الجمع بين الخبرة العلمية والصناعية العميقة والتميّز الأكاديمي، تستعد كاوست للقيام بدورٍ محوري في تقديم المشورة والمساهمة في رسم سياسات الأمن السيبراني الوطنية بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني".  

خبرات كاوست في مجال الأمن السيبراني 

يُعدّ كلٌّ من داسييه ودي بيترو من أبرز الخبراء المؤهلين للتعليق على هذه التحديات. فداسييه، الذي يقود مجموعة (أبحاث الأمن ذات النتائج التجريبية SeRBER) في كاوست، يمتلك خبرة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود في أبحاث الأمن السيبراني، عمل خلالها في شركات تقنية رائدة مثل IBM وSymantec. ويُركّز فريقه في كاوست على مواجهة التهديدات التي تستهدف شبكات إنترنت الأشياء والتقنيات التشغيلية. 

أما دي بيترو، فهو باحث مرموق بدوره؛ قاد أبحاث الأمن العالمية في مختبرات Bell Labs، وأسّس شركة ناشئة في مجال الأمن السيبراني، وقدّم الاستشارات لعددٍ من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، ويوروجست (Eurojust). ويركّز بحثه في كاوست على الأمن السيبراني المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وحماية البنى التحتية الحيوية، وتقنيات البلوك تشين، وأمن الحوسبة السحابية. 

لقد وضعت منصات الحكومة الإلكترونية، والحوسبة السحابية، وشبكات المدن الذكية المملكة في طليعة التحول الرقمي العالمي. ففي عام 2024، تجاوزت قيمة الاقتصاد الرقمي السعودي 125 مليار دولار، ما يعادل 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي. وتُسهم رؤى الخبراء مثل داسييه ودي بيترو في تمكين التقدّم المتوازي المطلوب في مجال الأمن السيبراني، مما يتيح للمملكة فرصة الريادة في ركيزةٍ باتت تشكّل عنصرًا أساسيًا في منظومة الدفاع الوطنية لأي دولة.