Top

مشروع مشترك لتطوير خوارزميات الرصد الفلكي يفوز بجائزة أفضل ورقة بحثية

يقع تلسكوب سوبارو على ارتفاع 14،000 قدم فوق مستوى سطح البحر في قمة ماونا كيا (Mauna Kea) في هاواي، الولايات المتحدة.

-بقلم سونيا, من أخبار جامعة الملك عبدالله

طور باحثون من مركز أبحاث الحوسبة الفائقة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية خوارزميات جديدة للتعلم الآلي يمكنها التحكم في المرايا المتحركة بسرعة عالية داخل كاميرات المناظير الفلكية الكبيرة والمخصصة لتصوير الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية. ويمكن بواسطة هذه التقنية الحصول على صور واضحة لأسطح هذه الكواكب بواسطة منظار سوبارو الذي يبلغ قطره 8.2 متراً دون أن تتأثر جودة الصور بالاضطرابات الجوية.

ويقع منظار سوبارو في جزيرة هاواي التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وهو واحد من أهم المراصد الفلكية في العالم لتصوير الكواكب. ولكي يقوم المنظار بذلك على الوجه الأمثل، يحتاج لتصحيح الاضطرابات في الصور الناتجة عن العوامل الجوية في الوقت الحقيقي.

وشارك في هذا المشروع البحثي كل من الباحث حاتم لطايف، والبروفيسور ديفيد كيز، أستاذ الرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية ومدير مركز أبحاث الحوسبة الفائقة، وطالبة الدكتوراه دلال سكري، بالإضافة إلى أوليفر جويون، من جامعة أريزونا ومرصد سوبارو، وحصل هذا المشروع على جائزة أفضل ورقة بحثية في مؤتمر منصة الحوسبة العلمية المتقدمة (PASC) الذي أقيم مؤخراً في مدينة بازل في سويسرا.

تقلل الخوارزمية الجديدة المستخدمة في رصد الفلك من الضوضاء المرئية في عملية التصوير. الأمر الذي يساعد على التقاط صور واضحة كالصورة أعلاه التي تظهر ثلاث كواكب تدور حول النجم HR8799.

يقول جويون: "إن تصحيح تأثير الاضطرابات الجوية في الصور المأخوذة للكواكب التي تقع خارج مجموعتنا الشمسية هو أمر صعب للغاية بسبب تباين سطوع النجوم والكوكب. ولمعالجة ذلك ينبغي على المنظار أن يقوم في الوقت الفعلي باستخدام جميع قياسات أجهزة الاستشعار البصرية المتاحة لحساب وتصحيح انحراف الضوء الناتج عن الاضطرابات الجوية، الأمر الذي يتطلب تطوير خوارزميات تحكم أسرع وأكثر ذكاءً وهو ما توصلنا اليه في هذا المشروع".

ويشرح الباحث حاتم لطايف: "إنه حقاً شيء رائع أن نطور خوارزميات رقمية عالية الأداء من صحراء شبه الجزيرة العربية ونشاهد تأثيرها على الأبحاث الخاصة بأحد أشهر أجهزة الرصد الفلكي في العالم مثل منظار سوبارو الموجود على ارتفاع 14000 قدم في جزيرة هاواي الأمريكية. لدينا آمال وطموحات كبيرة في هذا المشروع، ونرغب في أن يكون لمنطقتنا مساهمات تاريخية في هذا المجال، وأن نتمكن من استعادة الريادة في علم الفلك الذي برع فيه العلماء المسلمون الأوائل ".

وتقول طالبة الدكتوراه دلال سكري: "أشعر بسعادة كبيرة كوني طالبة دكتوراه ساهمت أبحاثها بإحداث تأثير نوعي على أرض الواقع من خلال انتاج أفضل صور للكواكب من خارج مجموعتنا الشمسية وفي الوقت الحقيقي".

ستستخدم الخوارزميات التي طورها الفريق على المناظير الضخمة مستقبلاً، والتي سيكون لها أقطار مرآة تتراوح بين 25 إلى 39 متراً.