Top

التوازن بين العلوم والفنون

المخترعة الكندية الشابة آن ماكوسينسكي تتحدث عن التوازن بين العلوم والفنون.

استحوذت آن ماكوسينسكي، وهي مخترعة كندية شابة على اهتمام غوغل، وفوربس، ومجلة تايم من خلال بحثها عن استخدام الطاقة الحرارية البشرية لتوليد الضوء. وقالت إنها تمكنت خلال فترة مراهقتها من ابتكار مصباح يدوي يستخدم لوح بلتييه (Peltier) لتحويل الحرارة من راحة اليد إلى مصدر طاقة بدون بطارية يمكنه أن يعمل لفترة تصل إلى 20 دقيقة.

وخلال كلمتها الرئيسية في برنامج الإثراء في الخريف لعام 2017 قالت آن التي تبلغ من العمر 20 سنة وتدرس في السنة الثالثة في جامعة بريتيش كولومبيا: "لم أكن أمتلك ألعاباً كثيرة في طفولتي، بل أن أول لعبة حصلت عليها كانت في الواقع صندوق من الترانزستورات". وكانت أولى تجاربها على لوح بلتييه عبارة عن مشروع في مادة العلوم للصف السابع. واستلهمت آن فكرة تطوير مصباحها عندما علمت أن صديقتها التي كانت من نفس القرية في الفلبين أخفقت في دراستها لأنها لا تستطيع الدراسة ليلاً بسبب أن عائلتها لا تستطيع تحمل فواتير الكهرباء.



عكفت آن ماكوسينسكي على البحث عن مصدر طاقة بديل بموارد محدودة يمكن استخدامه بشكل مستدام في أي منطقة في العالم. ووقع اختيارها على لوح بلتييه نظراً لقدرته على توليد الطاقة عند تسخينه في جانب واحد وتبريده في جانب أخرى. حيث يعمل مصباحها اليدوي الذي طورته بتقنية (LED) على التأثير الكهربائي الحراري دون الحاجة للبطاريات أو الطاقة الحركية.

الحلول المجدية عبر الابتكار

وأوضحت آن في كلمتها كيف أن الابداع يحفزه الرغبة في حل المشاكل خصوصاً عندما يواجه الشخص مشكلة ترتبط به ارتباطاً وثيقاً، فعندها يتولد لدى الشخص نزعة قوية لحل هذه المشكلة ووضع الحلول الإبداعية الممكنة. ولكن من المهم ايضاً تحديد الفروقات بين الحلول الجديدة المقترحة والحلول القائمة أصلاً. ثم شرحت للحضور عن طبيعة التفكير الإبداعي وكيف أنه يختلف من شخص لشخص، ونصحتهم بأن يتحلوا بالصبر وأن يواصلوا المحاولة لاستكشاف الحلول حتى وان استغرق ذلك وقتاً طويلاً تقول: "لا ينبغي أن يتوقف المرء عن طلب العلم، فإن ثمانين في المئة من التعلم يحدث خارج الفصول الدراسية". 


وتقول آن ماكوسينسكي إن لديها اعتقاداً راسخاً بأن النجاح والتقدم لا يتأتى إلا بوجود توازن بين العلم والفن والتي وصفته بستيم (STEAM): العلوم والتقنية والهندسة والفنون والرياضيات. وأشارت إلى أن الكثير من عظماء العلماء كانوا أيضاً فنانين متميزين، مضيفة أن العالم ألبرت أينشتاين كان عالم رياضيات عظيم وفي نفس الوقت كان عازف كمان موهوب. وكان هو – أينشتاين-ينظر الى الموسيقار موزارت على أنه فيزيائي موسيقي. كما أن العالم الكبير والمخترع ليوناردو دا فينشي كان أيضا فناناً تشكيلياً مبدعاً. وتحاول آن أن تطبق هذا التوازن في حياتها الخاصة من خلال استكشاف الجانب الإبداعي لديها كطالبة في مجال الأدب الإنجليزي في حين تواصل شغفها للعلوم من خلال تطوير براءات اختراعاتها. وكان من آخر ابتكاراتها إي درينك (eDrink)، الذي يستخدم الحرارة من كوب القهوة لشحن الهاتف الشخصي.

واختتمت آن كلمتها بتأكيدها على أهمية مواصلة الحياة المهنية حتى أثناء الدراسة، فتقول: "كونك طالباً في الجامعة لا يعني أنك لا تستطيع أن تبدأ العمل في حياتك المهنية خارجها، يمكنك أن تفعل أكثر من ذلك بكثير فيما لديك من الوقت. ولديكم هنا في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية مرافق ومختبرات باهرة، لذا أشجعكم على الاستفادة من ذلك من خلال استكشاف العلوم وإطلاق العنان لأفكاركم وإبداعاتكم."