Top

جهود كاوست في الحفاظ على بيئة البحر الأحمر

البروفيسور دانيل دافونشيو، أستاذ العلوم البيولوجية في قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية في كاوست. مصدر الصورة: كاوست

اكتشف العلماء في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) برك ملحية جديدة في قاع البحر الأحمر، الامر الذي يعزز جهود الجامعة الكبيرة في دراسة البيئة البحرية في المملكة والحفاظ عليها.

والبرك الملحية هي عبارة عن بحيرات من المياه المالحة شديدة الملوحة، تقع في قاع البحر على أعماق تقارب ال‍ 3000 متر. وتم اكتشاف عدة برك ملحية في أعماق البحار حول العالم، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط وخليج المكسيك، ولكن لوحظ توفرها بشكل كبير وبأحجام كبيرة في البحر الأحمر.

يقول البروفيسور دانيل دافونشيو، أستاذ العلوم البيولوجية في قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية في كاوست: "البحر الأحمر هو الحوض الوحيد الذي يستضيف معظم هذه البرك، حيث يضم أكثر من 20 بركة ملحية مكتشفة حتى الان، ويقع معظمها على طول المحور المركزي للبحر. الا أن هذه البركة الملحية المكتشفة حديثاً، تتميز بوجودها على مقربة من الساحل وبعمق 400 متر فقط الأمر الذي يجعلها الأقل عمقاً بين مثيلاتها".

منظر جوي للبحر الأحمر، الذي يضم العديد من البرك الملحية التي تقع على أعماق تبلغ حوالي 3000 متر. المصدر: Shutterstock.

 ​

اكتشاف مهم

تم تسمية البرك الملحية المكتشفة حديثًا "بركة عفيفي"، نسبة لعالم جيولوجيا البحر الأحمر المتميز وأستاذ موارد الطاقة وهندسة البترول في كاوست، البروفيسورعبدالقادر عفيفي. وتعتبر هذه البركة الأكثر ملوحة بين جميع البرك الأخرى المكتشفة حتى الآن في البحر الأحمر، حيث يبلغ تركيز ملوحتها حوالي ستة أضعاف ملوحة مياه البحر المحيطة.

ويوضح دافونشيو: "إنه اكتشاف مهم للغاية لأنه يسهل فهم الكيمياء الجيولوجية وعلم الأحياء الدقيقة الفريد للكائنات الحية، التي تعيش في هذه النظم النادرة وذات الظروف البيئة الشديدة، وفي الوقت نفسه تقدم لنا أداة لفهم أفضل للنظم البيئية ذات الظروف المشابهة في البيئات المحتملة خارج كوكب الأرض. "

ويحيط الموقع المحمي للبركة الملحية سلسلة من الشعاب المرجانية، توفر بيئة خصبة لفريق متعدد التخصصات لدراسة من علماء كاوست لجمع العينات، باستخدام مجموعة من أحدث أجهزة الاستشعار التي تقيس درجة الحرارة، والضغط، والملوحة، والحموضة على متن سفينة الأبحاث "ثول" التابعة للجامعة.

تعد سفينة الأبحاث "ثول" التابعة لكاوست، من أهم المرافق البحثية التي تستخدمها الجامعة لدراسة البحر الأحمر. الصورة بعدسة: ليليت هوفهانيسيان.

 ​

أهمية التعاون البحثي

كما حدد الجيولوجيون والكيميائيون وعلماء البيئة من الفريق أصل تكون هذه البركة الملحية، وطبيعتها الكيميائية، والكائنات الحية المحتملة التي تعيش داخلها وكيفية تفاعلها مع البيئة، يقول دافونشيو: "لدينا أيضًا فريق من علماء الأحياء الدقيقة الذين يساعدوننا على فهم أي نوع من الميكروبات يمكن أن تعيش هناك - بدون أكسجين - وتحت تركيز ملوحة عالي جدًا".

الجدير بالذكر أن شركة أرامكو السعودية كانت حاضرة في هذا الاكتشاف، بصفتها متعاونًا رئيسيًا في هذه الدراسة. ويقول دافونشيو: "دعم أرامكو مهم للغاية بالنسبة لنا بسبب خبرتها الكبيرة في العمل في المملكة والخليج العربي والبحر الأحمر، وهناك العديد من المنافع المتبادلة بيننا حيث يمكننا ان نمد أرامكو بالخبرة اللازمة لإدارة هذه الموارد الطبيعية بصورة مستدامة من خلال شرح آلية عمل هذه النظم البيئية الخاصة. إنه تعاون مثمر بين مؤسسة أكاديمية متطورة وشركة عالمية عملاقة، وكلاهما يصبان في مصلحة المملكة وجهودها الحثيثة  للحفاظ على البحر الأحمر بطريقة مستدامة، بما في ذلك الشعاب المرجانية وغابات المانغروف وغيرها من النظم البحرية".