Top

دور الخرائط ثلاثية الأبعاد التي تنتجها جامعة الملك عبدالله في الحفاظ على معالم جدة التاريخية

باحث جامعة الملك عبدالله والمؤسس لشركة FalconVis نيل سميث يجهز طائرة الهليكوبتر للتحليق فوق منطقة حي البلد.

صنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO) منطقة جدة التاريخية وبوابة مكة المكرمة كأحد مواقع التراثي العالمي. وهي تسمية تأخرت عدة عقود لأسباب كثيرة أهمها صعوبة إيضاح مدى أهمية هذه المعالم التاريخية الفريدة.

وقال نيل سميث، أحد باحثي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية: "بعض المباني في منطقة حي البلد بجدة قديمة جداً وغير آمنة للدخول بواسطة المساحين. كما أن الطرق التقليدية لمسح هذه المباني القديمة والمتهالكة غير مجدية. ومن المؤسف أنه وقبل وصولنا بأسبوعين حدث انهيار في أحد هذه الأبنية نتيجة اندلاع حريق وخسرنا كل المعلومات التاريخية المتعلقة به".


صورة كومبيوتر ثلاثية الأبعاد لبوابة جدة الشهيرة، أحد مداخل منطقة حي البلد القديمة في جدة.

وقد ساهمت جهود كبيرة قام بها نيل وزميله لوكا باسوني وفريق صغير من باحثي جامعة الملك عبدالله بإظهار القيمة التاريخية لهذه المواقع التراثية بجدة عبر تقديمهم لخريطة تفصيلية ثلاثية الأبعاد لمنطقة حي البلد والتي تعتبر مدينة جدة القديمة. وأتاح لهم استخدام طائرة هليكوبتر خاصة يتم التحكم بها عن بعد ويمكنها التحليق إلى ارتفاع 50م ومثبت عليها كاميرا عالية الوضوح وذات قدرة على مسح مناطق كبيرة وبسرعة عالية ثم أخذ هذه الصور والبيانات ومعالجتها لإنشاء نموذج تفاعلي ثلاثي الأبعاد ومفصل عن المنطقة.

صورة لحي البلد بواسطة كاميرا طائرة هليكوبتر بالتحكم عن بعد من شركة FalconVis .


يقول باسوني: "يمكننا إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للمناطق السكنية بسرعة عالية وبدقة متناهية تصل إلى عدة سنتيمترات بحيث يمكننا إعطاء المساحين فكرة عن درجة ميلان المباني وماهي التحسينات التي أجريت، والمشاكل المحتملة".

كما أن المسح الجوي لمنطقة مثل حي البلد باستخدام الطرق التقليدية مكلف وخطير جد نظراً لحالة بعض المباني القديمة جداً. ولكن باستخدام التقنية الحديثة والمتطورة تمكن الفريق من رصد منطقة بأكملها في فترة تتراوح من يوم إلى يومين، وإعداد مجموعة من المخططات المطبوعة ومقاطع الفيديو الجوية، ونماذج وصور كمبيوتر تفاعلية ثلاثية الأبعاد.