Top

معالجة تحديات المناخ والاستدامة من منظور شركة تجارية عالمية

السيد يوجين ويليمسن، الرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، يتحدث في برنامج الإثراء الشتوي (ويب) 2022 في كاوست.

ألقى يوجين ويليمسن، الرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو (شركة البيبسي) في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، كلمة رئيسية في برنامج الإثراء الشتوي (ويب) 2022 في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، تحدث فيها عن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، والدروس التي تعلمناها منها وحجم "المرونة" الهائل الذي نمتلكه كأفراد ومنظمات والتي وحدتنا من خلال الجهود الجماعية والحاسمة للتصدي لهذا التحدي العالمي الجديد ، وأنه بالإمكان أن نطبق نفس الشيء وأن نتكاتف معاً من خلال الابتكار والصناعات للمساعدة في الحفاظ على كوكبنا.

وفي هذا السياق، يقول ويليمسن:" يمكن للمؤسسات الأكاديمية مثل كاوست أن تساعد في توفير قيادة فكرية مستمرة من خلال البحوث وأن تُسخر الطاقة الجماعية للابتكار لدفع نهج تعاوني قائم على العلوم والتقنية يقودنا لمستقبل أكثر مرونة".

ولتحقيق ذلك ينبغي المبادرة ببعض الخطوات التي تتضمن التحول السريع نحو الرقمنة الشاملة، والتي ساهمت هذه الجائحة بتسريعها خصوصاً في الشركات حيث أصبح الاعتماد على الاقتصاد الرقمي ضرورة كبيرة.

خيارات إيجابية لمستقبل أكثر استدامة

تعتبر شركة بيبسيكو ثاني أكبر شركة للأغذية والمشروبات في العالم، حيث يصل سوقها لأكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم ويتم استهلاك منتجاتها من قبل أكثر من مليار شخص. وتعتمد الشركة في انتاجها على شراكات مهمة مع المزارعين ومنتجي الأغذية وشركات التعبئة وعدد لا يحصى من البائعين والموردين من خلال سلسلة توريد عالمية مترابطة.

ويوضح ويليمسن: "نود في شركة بيبسكو أن نلعب دورًا رائدًا في تطوير أنظمة انتاج الأغذية في العالم- من مرحلة البذور وصولاً لكيفية استهلاك الناس للأطعمة والمشروبات ومن ثم التخلص من مخلفاتها".

لتحقيق هذه الغاية، طرحت الشركة مبادرة بيبسيكو موجب (بيب +)، والتي يقود يوجين ويليمسن من خلالها أقسام الشركة في 73 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، بما في ذلك الأسواق الاستراتيجية الرئيسية الخمسة في الهند وباكستان ومصر وجنوب إفريقيا والمملكة العربية السعودية، لتنفيذ إطار عمل استراتيجي يساهم في التحول الشامل لنظم انتاج الغذاء. وتحدد هذه الخطة الركائز الثلاث الرئيسية، وهي: الزراعة الإيجابية، وسلسلة القيمة الإيجابية، والخيارات الإيجابية.

يقول ويليمسن: "نود في شركة بيبسكو أن نلعب دورًا رائدًا في تطوير أنظمة انتاج الأغذية في العالم".

يقول ويليمسن:" نحن في شركة بيبسكو لدينا بصمة زراعية ضخمة، حيث نعمل على مع حوالي 100,000 مزارع على مستوى العالم، ونزرع حوالي 25 محصولًا في 60 دولة مختلفة. ويمثل هذا فرصة كبيرة لنا للعمل مع المجتمعات الزراعية والمزارعين على نطاق واسع للمساهمة في تحسين جودة التربة والحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ".

وتطمح شركة بيبسكو أن تصل لصافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040. وهذا يعني أنها بحاجة لتطوير ومراجعة جميع العناصر المختلفة داخل سلسلة القيمة لديها لتحقيق ذلك مع وضع الاقتصاد الدائري في الاعتبار، بدءًا من طريقة تصنيع المنتجات ونقلها - عبر السيارات الكهربائية - وصولاً إلى نوعية العبوات المستخدمة لتغليف ونقل المنتجات.

العمل في المملكة العربية السعودية

ينضوي 3000 مزارع من المملكة العربية السعودية تحت شبكة بيبسكو العالمية، حيث تشكل البطاطس المحصول الرئيسي للشركة من المزارعين السعوديين، فضلاً عن بعض المحاصيل الأخرى.

يقول ويليمسن:" وضعنا هدفاً بحلول عام 2030 يتمثل في جعل جميع الأراضي الزراعية التي نستخدمها تعمل بطرق وأنظمة متجددة. وهذا يتطلب حماية التربة، وتوفير معايير عيش متميزة وصحية وعادلة للمزارعين، وفرض ممارسات تجديدية عبر سبعة ملايين فدان من الأراضي التي تستخدمها الشركة لزراعة المحاصيل".

واستطاعت شركة بيبسيكو فعلاً أنتاج محاصيل من مصادر مستدامة بنسبة 100٪ في 28 دولة. أما في المملكة، فتعمل الشركة أيضًا مع شركائها المحليين على تحسين عمليات التعبئة والتغليف وإعادة تدوير الزجاجات - والذي لا يزال يمثل تحديًا محليًا كبيرًا. يقول ويليمسن: "تقوم استراتيجيتنا للتغليف على تقليل كمية العبوات التي نستخدمها ثم إنشاء البنية التحتية المناسبة لإعادة التدوير في البلدان التي نعمل فيها لضمان إعادة استخدام أي مادة نستخدمها".

ومن الأمثلة الجيدة على ذلك مذكرة التفاهم التي ابرمتها شركة بيبسيكو مع المركز الوطني لإدارة النفايات، وعملها مع شركة تجميع وتدوير المخلفات المحدودة (WASCO)، إحدى أكبر شركات جمع النفايات في المملكة ، لجمع قوارير الماء البلاستيكية الفارغة التي يتم بيعها تحت العلامة التجارية "اكوافينا" المملوكة للشركة.

وتعد هذه خطوة مهمة خصوصاً بعد الموافقة الأخيرة على استخدام البلاستيك المعاد تدويره لتغليف وتعبئة المنتجات الغذائية. جدير بالذكر، أن 90٪ من النفايات في المملكة العربية السعودية ينتهي بها المطاف في مكب النفايات، مما يطرح فرصة كبيرة للتوسع في استخدام الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها بمساعدة الجهات والقطاعات المحلية المعنية، الأمر الذي سيعزز أهداف الاقتصاد الدائري لمبادرة السعودية الخضراء.

أما على الصعيد العالمي، فيوجد اليوم 22 سوقًا تقدم منتجات شركة بيبسيكو في عبوات بلاستيكية معاد تدويرها بنسبة 100٪، يقول ويليمسن :"لقد عملنا مع شركائنا في المملكة العربية

السعودية لإقامة فعاليات خالية من النفايات البلاستيكية كسباقات فورمولا- إي (Formula-E)، ورالي داكار ، كما أسست الشركة البنية التحتية لإعادة التدوير في المجمعات والمناطق الرئيسية في مكة المكرمة وجدة وأبها والخبر والرياض".