Top

تسريع الابتكار والاقتصاد الرقمي

د. إيان كامبل، المدير التنفيذي للمشاريع الخاصة في كاوست، وكان سابقاً يشغل منصب الرئيس التنفيذي لوكالة الابتكار (Innovate UK) وهي جزء من مؤسسة البحث والابتكار في المملكة المتحدة.

انضم د. إيان كامبل، مؤخرًا لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) كمدير تنفيذي للمشاريع الخاصة ضمن مكتب رئيس الجامعة. ويتيح له منصبه فرصة العمل مع قسم ابتكارات كاوست ومكتب نائب الرئيس للأبحاث لدعم رؤية الجامعة المستقبلية والاستفادة من علومها وابتكاراتها لإحداث تأثير محلي ودولي.

يقول كامبل: "يتحرك الاقتصاد الرقمي اليوم بسرعة كبيرة، وقد رأينا ذلك جلياً خلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، ومن المهم لنا في كاوست - خصوصاً في هذه الفترة- أن نقيم علاقات تعاون مثمرة للتعامل مع الفرص المطروحة على مستوى المملكة وأن نطبق خبراتنا، وتقنياتنا، وملكياتنا

الفكرية، ومهارات أفرادنا، وحتى موقعنا الجغرافي لتحقيق المشاريع التعاونية التي من شأنها مواجهة التحديات الكبيرة".

تنحى د. كامبل في عام 2020 عن منصبه كرئيس تنفيذي لوكالة الابتكار (Innovate UK)، وهي جزء من مؤسسة البحث والابتكار في المملكة المتحدة، لكنه واصل تمثيل الوكالة كمدير غير تنفيذي معيّن في مجلس العلاج بالخلايا والجينات (Cell and Gene Therapy Catapult Board).

جدير بالذكر، أن د. كامبل عمل عقب انضمامه إلى وكالة الابتكار (Innovate UK) كمدير لعلوم الصحة والحياة ثم كرئيس تنفيذي، حيث لعب دورًا قياديًا في تطوير الشركات البريطانية لتصل قيمتها إلى 1,8 مليار جنيه إسترليني سنويًا. وساعد في دعم شركات علوم الحياة على النمو والتوسع من خلال إدخال منتجاتها في التجارب السريرية والحصول على الموافقة عليها لعلاج المرضى. كما قاد كامبل في أبريل 2020 مبادرة لتأمين حزمة استجابة إضافية لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) بقيمة 750 مليون جنيه إسترليني من الحكومة البريطانية، لدعم بقاء الآلاف الشركات البريطانية خلال الجائحة.

رتبة ضابط الإمبراطورية البريطانية (OBE)

تقديراً لجهوده في فهم وتسهيل قيادة التقنيات الجديدة في المملكة المتحدة، تم ادراج د. كامبل في قائمة الشرف لصاحبة الجلالة الملكة إليزابيث للعام الجديد برتبة ضابط الإمبراطورية البريطانية (OBE) لخدمات الابتكار. وبذلك يشارك الأستاذ المتميز في كاوست ونائب الرئيس للأبحاث البروفيسور دونال برادلي الذي حصل على رتبة قائد الإمبراطورية البريطانية، بعضوية "النظام الأكثر تميزًا في الإمبراطورية البريطانية".

وأعرب د. كامبل عن سعادته بهذا التكريم نيابة عن وكالة الابتكار (Innovate UK) بقوله:" كانت قيادتي لوكالة الابتكار خلال خطتها الطموحة للاستجابة لجائحة فيروس كورونا مصدر فخر لي، حيث تمكنا من دعم آلاف الشركات في المملكة المتحدة لتطوير ابتكارات مؤثرة. إن النمو السريع للمنتجات والخدمات المبتكرة الجديدة سيساهم في دعم الحياة وسبل العيش في جميع أنحاء المملكة المتحدة فضلاً عن خلق فرص العمل والمساهمة في ازدهارنا في المستقبل".

كما شهدت فترة ادارة كامبل لوكالة الابتكار (Innovate UK) مبادرات تمويل تحولية في مجال السيارات الكهربائية وتكنولوجيا البطاريات وقطاعات أخرى من الاقتصاد. يقول: "كانت الفكرة هي إنشاء تقنيات ومنتجات وخدمات من الجيل القادم تساهم في ازدهار الاقتصاد في المملكة المتحدة، وخلق وظائف عالية الجودة، وتمكن الحكومة من الاستثمار في العلوم والابتكار والتكنولوجيا على نطاق أوسع ".

التعاون والابتكار

ويفيد كامبل:" لم أكن لأحقق هذا الإنجاز لولا الجهود الجماعية لزملائي داخل وكالة (Innovate UK). أنا فخور جدًا بقدرات وتصميم وتفاني فريقي في الوكالة خلال هذه الفترة الصعبة. وأود أن أعرب عن عميق شكري وتقديري للجهود الجبارة التي بذلوها، وأتطلع للمساهمة بنفس روح التعاون الملهمة في كاوست".

وأشاد كامبل بجهود واستجابة الجامعة لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) من خلال فريق استجابة الأبحاث السريعة (R3T) في كاوست، فضلاً عن جهود التتبع والرصد الفعالة والدقيقة للحالات التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية، يقول:" أعجبت جداً بجهود المملكة العربية السعودية المتميزة في مواجهة الجائحة ومحاصرتها منذ البداية من خلال التقنية خصوصاً في تطوير تطبيق "توكلنا". لقد استغرقت المملكة المتحدة شهورًا للقيام بذلك. كما أعجبت بالكيفية التي تم بها جمع البيانات وتحليلها بشكل فعال وهو أمر يوضح الأهمية الكبيرة لوجود اقتصاد رقمي غني بالبيانات يدعم تطوير مثل تلك التطبيقات المهمة للصحة العامة والسلامة".

مجموعة من المواطنين والمقيمين يقفون عند وحدات تقديم لقاح فيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة في مدينة الرياض.

&يأمل كامبل في عودة العالم لوضعه الطبيعي الجديد بعد الجائحة، وفي الوقت نفسه، ألا تضيع دروس الابتكار التي تعلمناها في هذه الفترة الحرجة من خلال الوتيرة المتسارعة للاقتصاد الرقمي الذي تم تحقيقه عبر المشاريع التعاونية المختلفة في جميع أنحاء العالم، يقول: "إنه فعلاً أمر لا يصدق! أن يكون لديك مشكلة عالمية، وتجد أن جميع العالم توحد لمواجهتها، وفجأة تجد الحل".

ومن خلال روح التعاون والابتكار هذه، يتطلع كامبل للمساعدة في رفع اسم كاوست عالمياً عبر العمل مع أعضاء هيئة التدريس، والمختبرات الأساسية، بالإضافة إلى الشراكة مع المملكة وقطاعاتها الحكومية المختلفة والتعاون مع الشركات الخارجية لحل المشكلات. وسيكون دوره حاسماً في تحديد الفرص التي يمكن أن تساهم فيها كاوست، وتجمع العقول والموارد للعمل في مشاريع مؤثرة تهدف لتقديم الحلول الناجعة والمفيدة للمملكة والعالم.