Top

الأفضل والألمع

باحثون من الوسطين الأكاديمي والمهني في مجال الإلكترونيات يحضرون مؤتمر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية (NSF) لأبحاث الإلكترونيات التفاعلية من ٣٠ يناير إلى ١ فبراير.

​نظمت مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية (NSF) وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مؤتمراً يتناول أبحاث الإلكترونيات التفاعلية، في الحرم الجامعي من 30 يناير إلى 1 فبراير.
عُقد المؤتمر برعاية مكتب الجامعة لرعاية الأبحاث (OSR) ومؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية وبرنامج التعاون الصناعي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KICP)، وقسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية (CEMSE).
 

تبادل الأبحاث وبناء الشبكات

وفي هذه المناسبة، قال البروفيسور محمد مصطفى حسين، الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومنظّم المؤتمر: "استطاع المؤتمر أن يستقطب أفضل الباحثين وأبرزهم في مجال الإلكترونيات التفاعلية بهدف تبادل الآراء ومناقشة الأبحاث وبناء شبكة تعاونية مع الهيئة التدريسية في الجامعة ومجتمع الأبحاث، وتأمين الربط بين الأشخاص والعمليات والبيانات والأجهزة لتحقيق عالم أفضل واستشراف المستقبل".

واشتمل المؤتمر، الذي امتد لثلاثة أيام من المحادثات التقنية والعروض التقديمية وجلسات التواصل وجلسة عرض تقديمي للملصقات، على فعالية "المرأة في العلوم والهندسة" (WISE)، التي تهدف لتشجيع مشاركة أكبر للمرأة في العلوم، وجلسة عن "الجيل القادم في العلوم والهندسة" (NISE) مع طلبة من مدارس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

روّاد الأبحاث والميدان العملي في الحرم الجامعي

 
شارك في المؤتمر 28 متحدثاً يتوزعون بين خريجي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أحمد الفاضل (درجة الماجستير في 2012 ودرجة الدكتوراه في 2016) ومها نور (درجة الماجستير في 2014)؛ وباحثين من جامعات مرموقة سعودية وعالمية، ومنها جامعة بيردو وجامعة كورنيل وجامعة نورث ويسترن وجامعة بافيا وجامعة أم القرى وجامعة الملك عبدالعزيز؛ ومتحدثين من القطاع المعني من شركة "أرامكو السعودية" و"التعاونية الدولية للمعدات الطبية" (IMEC) في بلجيكا والشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"؛ وباحثين شباب من أصحاب "العقول اللامعة" من جامعات رائدة عالمياً.


وأضاف حسين: "لقد بات المؤتمر، على نحو متزايد، بمثابة وسيلة لإظهار تطور أبحاثنا وروعة حرم الجامعة وغنى الثقافة في المملكة العربية السعودية والتزامها بالعلوم والتقنية. وعلاوة على ذلك، فالمؤتمر يقوّض أيضاً العديد من التصورات السابقة، ويتيح لمجتمعنا التواصل على نطاق واسع".
ومن جهته، قال بون أووي، أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والرئيس العام لدورة هذا العام من المؤتمر: "شعرنا بسرور غامر لاستضافة مؤتمر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، لأنه استقطب العديد من كبار الأكاديميين والباحثين الشباب وروّاد الأبحاث والقطاع العملي في المملكة والعالم للتحدث والتفاعل مع مجتمع الأبحاث في جامعتنا".

وأضاف: "لقد تبادلنا على مدار أيام المؤتمر الثلاثة العديد من الأفكار الجديدة، ولفت انتباهي مشاركة عدد كبير من طالبات المدرسة الثانوية في جلسة (دور المرأة في العلوم والهندسة). وأتمنى أن بعضهن قد تشجعن للبدء بمسيرة مهنية في العلوم والهندسة في المستقبل"

ما بعد قانون مور

ناقش مارك لوندستورم، أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسبات الممّيز في جامعة بيردو، وعضو الأكاديمية الوطنية للهندسة (NAE) في الولايات المتحدة، في سياق حديثه في الجلسة العامة للمؤتمر، موضوع "الإلكترونيات الجديدة"، وهو مصطلح نحته البروفيسور الأمريكي فريدريك تيرمان، المُلقب بأبي وادي السيليكون، في 1960.


مارك لوندستورم، أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسبات الممّيز في جامعة بيردو ​


وقال: "نحن نشهد حالياً أفول عصر زيادة حجم الأجهزة ونهاية حقبة قانون مور. لن تتوقف الإلكترونيات عن التطور، وسينمو تأثيرها على المجتمع، ولكن الظروف بدأت تتغير، مما يطرح علينا أسئلة كثيرة في هذا الصدد. وبات واضحاً أن دمج التقنية وتصميم النظام وبرمجياته سيقود التقدم على نحو متزايد. وينبغي أن نسأل أنفسنا إن كان الغرض من إلكترونيات القرن الحادي والعشرين استغلال إمكانيات (الإلكترونيات الجديدة) التي تحدث عنها تيرمان، أم أن (إلكترونيات جديدة) جديدة ستظهر. وينبغي أن نتوصل إلى رؤية جديدة لدفع الإلكترونيات في غضون السنوات الأربعين إلى الخمسين المقبلة".

"الإلكترونيات الجديدة" الجديدة

ولفت لوندستورم انتباه الطلبة والعلماء الشباب الحاضرين قائلاً: "أنا محظوظ جداً لأنني لعبت دوراً في تطوير تقنية حديثة. وأتمنى أن تكونوا في غضون السنوات الـ 30 إلى الـ 40 المقبلة قد أنجزتم تجربةً مشابهة، وشعرتم شعوراً مماثلاً. ولكننا ينبغي أن نواصل التفكير بكيفية تقديم معرفة جديدة راسخة تؤثر على الأبحاث في المستقبل. والمعيار الرئيسي في نجاح هذه التقنيات هو مدى تأثيرها على حياة الناس على أرض الواقع. فهذا التأثير بطيء التطور ويصعب قياسه".

مارك لوندستورم، أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسبات الممّيز في جامعة بيردو ​​ ​


وأضاف: "ستكون (الإلكترونيات الجديدة) الجديدة أوسع نطاقاً من ذي قبل، وتتصل بمجموعة واسعة من العلوم. وستنجزها فرق تتخطى الحدود الفاصلة بين العلوم، وستكون قائمة على حل المشاكل التي تظهر، ومن شأنها أن تعيد صياغة المجالات العلمية، وتُحدِث مجالات جديدة، وتطرح أسئلة أبحاث أساسية. ومن شأن الأبحاث القائمة على حلّ المشاكل أن تنشّط جيلاً جديداً من الباحثين، وأن تمدّهم بما يحتاجونه من تجارب وتعليم ليصبحوا روّاد التقنية الحديثة. وليس ثمة خريطة طريق لهذه الإلكترونيات الجديدة، ولكن الفرصة موجودة. فالسعي إلى إحداث فارق على أرض الواقع هو ما ينبغي أن نطمح له".​

غريس هويلي شينغ، بروفيسور الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات وعلوم وهندسة المواد في جامعة كورنيل ​

 
ورددت غريس هويلي شينغ، بروفيسور الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات وعلوم وهندسة المواد في جامعة كورنيل صدى كلام لوندستورم في كلمتها الرئيسية.
وقالت: "سيصل قانون مور إلى نهايته، وينبغي أن نخرج بمواد أو أجهزة أو تطبيقات جديدة. وكي نحاول حلّ هذه المشكلة، علينا أن نسأل أنفسنا إن كان بوسعنا حقاً اختراع هذه الأجهزة الجديدة، وينبغي أن ندرس خيارات متعددة للقيام بذلك".

تطوير التقنيات في المملكة

وفي سياق كلمته، تحدث د. غيثان المنتشري، وهو قائد فريق في تقنية الإنتاج بمركز الأبحاث التابع لمركز التنقيب وهندسة البترول (EXPEC ARC) في "أرامكو السعودية"، بإيجاز عن الأبحاث والتطوير في المركز في مجال الحساسات المتطورة المستخدمة في إكمال إنتاج البئر والتحكم به ومراقبته واستدامته اقتصادياً.


د. غيثان المنتشري، ​ قائد فريق في تقنية الإنتاج بمركز الأبحاث التابع لمركز التنقيب وهندسة البترول (EXPEC ARC) في "أرامكو السعودية"


وقال: "سيبقى النفط والغاز بمثابة العمود الفقري لإمداد الطاقة على مستوى العالم، وسيصبح الغاز الطبيعي أكثر أهمية في العقود المقبلة. ويتمثل التحدي الذي يواجه القطاع في توظيف التقنيات المناسبة لضمان الإنتاج الموثوق والإمداد المستدام بالطاقة. لقد جرى توجيه مركز الأبحاث المتقدمة التابع لمركز التنقيب وهندسة البترول (EXPEC ARC) على نحو يشجع على استحداث الإبداع ووضع حلول عالية الأثر في مجالات واسعة. وعلى صعيد تطبيقات رصد الحفرة السفلية، فنحن نتعامل مع بيئات قاسية إلى حد بعيد، ونحتاج إلى معلومات دقيقة وموثوقة في الوقت المناسب عن أداء مخزوناتنا. كما نحتاج في هذا المجال إلى تقنيات متطورة ذات إمكانيات جديدة قادرة على تحسس مجموعة واسعة من المتغيرات".

وأضاف: "أنا أرى في التحديات فرصاً لكم جميعاً. فالتحديات تمثل لكم فرصاً كي تجدوا حلولاً للمشاكل التي تواجهكم. إن التعاون في أرامكو السعودية بالغ الأهمية لنا، ونحن نسعى إلى إنشاء نظام إيكولوجي للأبحاث والتقنية بغية إنجاز مهمتنا في الأبحاث والتطوير. ونحن الآن نتعاون مع مراكز الأبحاث في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على تطوير تقنيات متطورة وجديدة في مجال أعلى المجرى. ولا يمكننا أن نكون شركة عالمية ما لم نكن رواداً في التقنية".​

مناسبة مميزة

لقد أثار المؤتمر وتأثيره على الأبحاث والتعاون انطباعات إيجابية إلى حد كبير لدى الحضور والمتحدثين في المؤتمر.

وأشارت شينغ إلى أن: "مؤتمر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية كان مناسبة جيدة التنظيم إلى أبعد حد تضمّ عروضاً تقديمية بحثية متطورة، وأنشطة توسع مع أطفال المدارس، ومناقشات صريحة عن دور المرأة في العلوم والهندسة. وتمتاز الجامعة بمناظر وبنية تحتية رائعة، ولكن لقاء أشخاص في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يحملون طموحات عظيمة كان الجانب الأكثر إثارة في رحلتي".
وأضاف المنتشري: "أرى إمكانيات كامنة كبيرة في قطاع النفط والغاز يمكن أن تستفيد من أبحاث الجامعة وأفكارها وبرامج الأبحاث والتطوير فيها. لقد تركت مرافق الجامعة، والتقدير الذي حصلت عليه من مجتمع الأبحاث والتطوير العالمي، انطباعاً رائعاً لديّ. وكان عدد الحضور والمسافات التي قطعوها كي يحضروا المؤتمر مؤشراً ممتازاً على نظرة الباحثين العالميين إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية".
وأضاف لوندستورم: "بعد أن سمعت الكثير عن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، كان من دواعي سروري حقاً أن أزورها كي أرى بنفسي كل العمل المثير المنتظر في الجامعة. لقد أثارت المرافق والبرامج إعجابي، ولكن الطلبة والهيئة التدريسية ورؤيتهم لعصر المواد والأجهزة الجديدة، التي تتصدى لتحديات القرن الواحد والعشرين، تركوا أفضل انطباع لديّ".