Top

مواجهة التغيير من خلال الابتكار

مواجهة التغيير من خلال الابتكار في الاجتماع السنوي الثامن للمجلس الاستشاري الصناعي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية

 
استضافت الجامعة في الأول والثاني من شهر مارس الاجتماع السنوي الثامن للمجلس الاستشاري الصناعي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KIAB)، وهو المنتدى الرئيسي الذي يعمل على تحقيق المواءمة بين الأنشطة الأكاديمية والبحثية وأنشطة التنمية الاقتصادية في الجامعة مع القطاع الصناعي.

ويُعقد المجلس، الذي يترأسه رئيس الجامعة جان-لو شامو، سنوياً لمناقشة آخر أنشطة الأبحاث في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وتقديم إرشادات عامة وتوصيات بشأن مواضيع الأبحاث ذات الصلة. ويضم المجلس في عضويته مؤسسات وشركات سعودية ودولية تركز على النهوض بالأبحاث والتنمية في المملكة العربية السعودية.

وشارك في اجتماع هذا العام عدد من المتحدثين المميزين من القطاعين الصناعي والأكاديمي، قدموا العديد من العروض التقديمية وحلقات النقاش، كما رحبت الجامعة بشركة المياه الوطنية السعودية (NWC) عضواً جديداً في المجلس.

مواجهة التغيير من خلال الابتكار في الاجتماع السنوي الثامن للمجلس الاستشاري الصناعي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية​


التفكير خارج الصندوق

وفي كلمته الافتتاحية الرئيسية، قدم المهندس مطلق المرشد، الرئيس التنفيذي لشركة التصنيع الوطنية (TASNEE) لمحة موجزة عن تطور الصناعة الكيماوية ونموها في المملكة العربية السعودية والخطوات التي ينبغي للقطاع الصناعي في المملكة اتخاذها بغية الحفاظ على مرونته.

وقال: "عندما تتغير البيئة، فعلى الشركات أن تتغير أيضاً. فالصناعة مرنة وستبقى مرنة، ولكننا ينبغي أن نحافظ على خطوط تواصل جيدة مع مجالس إدارتنا وموظفينا، وأن نتأكد من مساندة الجميع لهذه التغييرات. ولا يجوز اختزال الإدارة بالمديرين التنفيذيين لوحدهم، بل ينبغي أن تشمل الفريق بأكمله، وأن يتحلى المديرون التنفيذيون والفرق بعقل منفتح لإفساح المجال أمام الابتكارات الجديدة".

وتابع كلامه قائلاً: "يتوقف نجاح الصناعة الكيماوية أو فشلها على التقنية. ونحن إذ نشهد تغييرات مستمرة في التقنية والابتكار، علينا ألا نخشى طرح الأسئلة الصعبة، وألا نتهيب الإقدام على المخاطرة. أرجو أن تشجعوا على انفتاح العقل والتفكير خارج الصندوق".

الربط بين القطاعين الأكاديمي والصناعي

شدّد أساتذة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مارك تيستر وجيل لوبينو وولفانغ هيدريتش وماثيو مكيب أيضاً في عروضهم التقديمية وحلقات النقاش على أهمية انفتاح القطاعين الأكاديمي والصناعي وضرورة الترحيب بالتغيير، وذلك في إطار حديثهم عن اختصاصاتهم البحثية.

وقال تيستر: "يجب أن نطور نوعاً جديداً من الزراعة مخصصاً للأربعين عاماً المقبلة عندما تظهر الحاجة إلى زيادة إنتاج الغذاء. وفي الوقت الحالي، تتكفل الزراعة المروية بإنتاج ثلث إجمالي الغذاء العالمي، كما يذهب حوالي 70 بالمئة من مياه العالم إلى الزراعة. وعلى الرغم من وجود كميّات كبيرة من المياه، إلا أن معظمها مياه مالحة أو آسنة، مما يمثل تحدياً يواجه إنتاج الغذاء".

ويركز عمل تستر في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على زراعة نباتات مقاومة للملوحة باستخدام مياه آسنة أو مياه البحر التي خضعت إلى تحلية جزئية، واكتشاف الجينات التي تسمح لنباتات محاصيل محددة بالنمو في بيئات قاسية.

وقال: "تواجه الزراعة حالياً ثورة مُمَكّنة بعلم الجينومات. وتمنحنا هذه الثورة، بفضل القدرة  على ترتيب الجينومات بالتسلسل مقابل مئات من الدولارات، فرصاً هائلة للابتكار، وتساعدنا على اكتشاف الجينات الموجودة في النباتات "القوية" غير الموجودة في النباتات "الحساسة". ويمكننا من خلال ذلك إنشاء نظام زراعة جديد تماماً، كما يجب أيضاً أن نواصل توسيع أبحاثنا نحو الصناعة".

تغذية المملكة العربية السعودية

وفي إطار عرضه التقديمي الرئيسي، تناول الدكتور عبد الرحمن الإبراهيم، الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية السعودية، مسألة تأسيس قيمة مستدامة من خلال علاقات شراكة وثيقة، بالإضافة إلى تناوله تحديات التغيير والنمو في المستقبل.

وقال: "تغذي شركتنا المملكة العربية السعودية بالمياه، ونحن نعتزّ بأننا نخدم هذا البلد. ولن تكون شركة المياه الوطنية بمنأى عن التغيير، إذ أنها ستخضع لعملية إعادة هيكلة رئيسية، لأننا لا يمكن أن نكون خبراء في جميع المجالات".

وأضاف: "لقد حدث تقصير في استخدام التقنية في قطاع المياه. وهناك حيّز كبير يمكننا أن نشارك فيه ونستخدم التقنية قدر الإمكان. فالتقنية في نهاية المطاف ليست سوى أداة، وينبغي أن نبني رأسمال بشري أكبر بغية إفساح المجال أمام عمليات أكثر استدامة في المملكة".

وأعطى الإبراهيم لمحة موجزة عن عدة مجالات رئيسية تسعى شركة المياه الوطنية إلى تحسين عملياتها فيها مستقبلاً. وتشمل هذه المجالات المساعدة على تلبية الطلب المتنامي على القوة العاملة في المملكة العربية السعودية؛ والحفاظ على الموارد الطبيعية في المملكة؛ والحصول على أفضل التقنيات؛ وإبرام علاقات شراكة مع القطاع الخاص؛ وإجراء عمليات مستدامة بيئياً.

وأضاف: "وفي الوقت الذي نعمل فيه على الصعيد المحلي، يجب أن نفكر عالمياً، وإدارة معرفتنا التقنية على أكمل وجه. وينطوي هذا على تنويع اقتصاد المملكة وتشجيع التنوع. وينبغي أن يكون محور التقنية موجوداً هنا في المملكة، وأن يكون مكاناً يتيح لنا رفع وعي الناس بقيمة التقنية".

المواهب الأفضل في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية

ولفتت الدكتورة نجاح العشري، نائب الرئيس للمبادرات السعودية، انتباه المشاركين إلى أهمية جذب أفضل المواهب بين الطلاب إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وإلى القيمة التي يمثلها هؤلاء الطلاب للقطاعين الأكاديمي والصناعي لدى تخرجهم.
 
وقالت: "على الشركات أن تواكب تغير الأسواق واستمرار تغيرها. فهذه التغييرات تؤثر على المؤسسات، التي ينبغي أن تدير المواهب على نحو استراتيجي يعكس الحقائق الجديدة المحيطة بها. ونحن، في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، نتطلع إلى التنمية الشاملة للطلاب، ونحرص على أن يكون طلابنا مفكرين عالميين وناقدين. ونحن إذ نركز على السبيل الأفضل لتطوير مواهبنا، فإننا ندرك أن بجعبة الجامعة الكثير لتقدمه على صعيد المواهب والمواءمة بينها وبين فرص العمل. ويتجلى هذا من خلال ما يقارب 330 خريجاً يعملون حالياً في المملكة".

التغيير على عدة مستويات

وشارك في حلقة نقاش نهائية كل من سفانة دحلان، نائب المحافظ لتطوير بيئة ريادة الأعمال في الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة؛ وهشام البهكلي، رئيس "جنرال إلكتريك" في المملكة العربية السعودية والبحرين ومديرها التنفيذي؛ وعبد العزيز جزار، العضو المنتدب في "الملز المالية"؛ وفؤاد مهدي، العضو المنتدب في (SMDD) السعودية لتقطير المياه وتحليتها، وركز المتحدثون على المواضيع المطروحة في الفعالية.

وقال البهكلي: "يمكننا على الدوام أن نتحسن، وأن نتفاعل أكثر مع القطاع الأكاديمي وأعضاء آخرين في القطاع الصناعي"، ​وأضاف جزار: "أحب منهجية تمكين المُمَكنين".

ولفتت دحلان إلى "أهمية أن تعمل جامعة الملك عبدالله وشركاؤها في القطاع الصناعي معاً على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة. إذا كنا نرغب في إحداث تغيير جذري في الوقت الحالي، ونريد حقاً تنويع الاقتصاد، فعلينا أن نفسح المجال أمام اختبار الأفكار، وأن نستثمر الأموال في المكان المناسب. وينبغي أن يحدث التغيير على مستويات مختلفة، وألا يقتصر على مستوى واحد فقط".

مواجهة التغيير من خلال الابتكار في الاجتماع السنوي الثامن للمجلس الاستشاري الصناعي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية​


جمع الناس معاً

ولفت جان فريشيه نائب رئيس الجامعة لشؤون الأبحاث انتباه الوفود إلى أن الجامعة ستطلق العديد من مبادرات الأبحاث في العام القادم".

وقال: "ينبغي أن نختار أين يجب أن نعزز نقاط قوتنا. ونحن في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية نعمل على جمع المهتمين معاً في الحرم الجامعي ومن شركائنا الخارجيين لمواجهة مشكلة مشتركة وإيجاد حل مشترك للعالم".

لمعرفة المزيد عن المجلس الاستشاري الصناعي (KIAB) وبرنامج التعاون الصناعي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KICP)، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني​ .
​ 
​​