Top

التكيف مع التغيرات المناخية

26 أبريل 2016 أخبار

البروفيسور كارلوس دوارتي استاذ كرسي طارق أحمد الجفالي لعلوم الأحياء البحرية، قسم علوم البحار

 
قاد مؤتمر باريس للمناخ ٢٠١٥ (COP21) إلى تحول التركيز في أبحاث تغيرات المناخ نحو إعداد المجتمعات في العالم للتكيف مع آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض وتحمل تبعاتها، بدلاً من محاولة طرح الحلول والتي تبين أنها ليست بالأمر السهل. ويعقب البروفيسور كارلوس دوارتي، أستاذ كرسي طارق أحمد الجفالي لعلوم الأحياء البحرية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على ذلك بقوله: "أحد الأسباب المهمة التي جعلت من البت بحلول للتغيرات المناخية أمراً صعباً للغاية هو اعتمادنا الكبير على الطاقة في حياتنا وأنشطتنا اليومية سواءً في الإنتاج الغذائي أو وسائل النقل أو أنظمة التكيف. فالطاقة تدخل في جوانب كثيرة من حياتنا، ومن الصعب جداً بناء أنظمة طاقة تعمل بكفاءة عالية ولا تساهم في مشكلة التغيرات المناخية. إلا أنه هناك بادرة أمل كبيرة في تحقيق ذلك عبر تداخل مجموعة كاملة من التخصصات العلمية."
وقدم البروفيسور دوارتي مثالاً يوضح أهمية تداخل العلوم والتخصصات لحل مشكلة التغيرات المناخية حيث أفاد أن المصابيح المصنوعة بتقنية إل إي دي (LED) تستهلك طاقة أقل بكثير من المصابيح التقليدية وبذلك تعتبر مجدية اقتصادياً. غير أنها تساهم في مشكلة التلوث الضوئي بصورة أكبر من المصابيح التقليدية. وبحسب الأبحاث التي أجريت في هذا المجال، فإن مصابيح تقنية إل إي دي تؤثر سلباً على أنماط وسلوك الحيوانات الليلية، وتسبب في اضطراب إفراز هرمون الميلاتونين في الإنسان (الهرمون المسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي والنوم في الإنسان).  وبعبارة أخرى، فإن إيجاد حلول فعالة للتكيّف مع التغيرات المناخية الحالية، يستوجب من العلماء والباحثين التعاون مع الخبراء في المجالات العلمية الأخرى مثل العلوم الطبيعية، والعلوم الفيزيائية، والتقنية، والهندسة والعلوم الاجتماعية. واضاف دوراتي: "الخروج بحلول لمشكلة التغيرات المناخية يقتضي من العلماء التشعب في جميع مجالات المعرفة الإنسانية، فنحن بحاجة إلى إيجاد حلول تعاونية مبنية على التواصل بين مختلف التخصصات وتوفير منهج محدد لدراسة الخيارات المجدية للتكيّف مع التغيرات المناخية والحد من آثارها بدلاً من هدر الجهود في مجال واحد."
وطلب البروفيسور دوارتي عبر طرحه لموضوع التغيرات المناخية مع غيره من المحررين الآخرين، طلب من الباحثين إرسال اقتراحاتهم حول المناهج والتقنيات والمفاهيم الجديدة والطاقات المتجددة في هذا المجال. وهذا يدل على تجاوز الموضوع الحدود الأكاديمية التقليدية وتغطيته المجالات الاقتصادية ذات الصلة في الغذاء والماء والطاقة والأمن البيئي.
وختم البروفيسور دوارتي حديثه بقوله : "وصلت مشكلة التغيرات المناخية لدرجة حرجة تفرض علينا كعلماء تحويل تركيزنا من إيجاد حل للمشكلة إلى التركيز على طرق التكيف مع هذه التغيرات."