Top

الروبوت الغواص التابع لجامعة الملك عبدالله يحقق 1000 غطسة في مياه البحر الأحمر

​​
 
يشرح البروفيسور بورتن جونز، أستاذ علوم البحار في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ورئيس مركز أرامكو-جامعة الملك عبدالله لأبحاث البيئة البحرية، وطالب الدكتوراه نيكولاس زاروكانيلوس من جامعة الملك عبدالله، أن مراقبة المحيطات باستمرار يعدّ أمراً صعباً للغاية. حيث يصعب على الباحثين البقاء على متن السفينة لعدة أشهر في كل مرة يريدون إجراء الأبحاث والدراسات. ويقول البروفيسور بورتن جونز: "لذلك نستخدم روبوتات غواصة صغيرة بطول مترين تقريباً يمكنها البقاء في المحيطات لفترات طويلة، وبذلك نكون حاضرين بصورة مستمرة لمتابعة التغيرات في المكان والزمان وهي ميزة هائلة بالنسبة لنا ".

واستطاع أحد هذه الروبوتات الغواصة إكمال 1000 غطسة في شهر نوفمبر السابق من عام 2015 حيث كان فريق مختبر عمليات المحيطات (IOP) يجري دراساته فيما يسمى "خط ينبع البحري" الممتد من جامعة الملك عبدالله الى منتصف البحر الأحمر وصولاً الى مدينة ينبع.  ومكث هذا الروبوت تحت الماء 145 يوماً قطع خلالها مسافة 4,500 كلم. واستطاع فريق العمل انتشال الروبوت الغواص من البحر الأحمر بتاريخ 22 نوفمبر 2015 وأحضروه الى جامعة الملك عبد الله في نفس اليوم. ويقول البروفيسور بورتن جونز: " 1000 غطسه لروبوت ينبع الغواص هو فعلاً رقم قياسي. حيث كانت دراسات الملوحة والحرارة التي تجرى في البحر الأحمر حتى عام 2011، تتم عبر السفن. في المقابل، فإن الروبوت الغواص يحصل على البيانات باستمرار ومن أعماق تصل لحوالي 1000 متر تحت الماء."

ويصف طالب الدكتوراه نيكولاس أن البيانات التي جمعها الفريق من روبوت خط ينبع البحري، أظهرت وجود أنواع مختلفة من الدوامات البحرية شبه الدائمة والتيارات المائية في البحر الأحمر. ويؤكد الطالب نيكولاس على ذلك بقوله: "لم يكن الباحثون على يقين من وجود هذه الدوامات في البحر الأحمر، ولكننا تأكدنا من ذلك عبر استخدام الروبوتات الغواصة والتي مكنتنا من رصد تقلبات البيئة البحرية في الوقت الحقيقي والتعرف على أنواع مختلفة من الدوامات البحرية والتي تعتبر مهمة جداً للبيئة كونها تساهم في رفع إنتاجية البيئة البحرية من خلال جلب المواد المغذية إلى الطبقة العليا من المحيط. ومن الجدير بالذكر أننا قمنا بعمل بعض الدراسات قبالة سواحل مدينة ضباء في الجزء الشمالي من البحر الأحمر واستخدمنا روبوت غواص ثانٍ لهذا الغرض.  وكانت النتيجة أننا حصلنا على معلومات كثيرة عن البحر الأحمر في بضعة أشهر تتجاوز ما تم جمعه في 100 سنة. وهذا تحول كبيرة في كمية المعلومات لدينا عن البحر الأحمر ".

أوجه التعاون في جامعة الملك عبدالله

أكد كل من البروفيسور بورتن جونز والطالب نيكولاس زاروكانيلوس أن مشروع الروبوتات الغواصة لم يكن ممكناً بدون المساعدة من فريق كبير متعدد المواهب من جميع أنحاء جامعة الملك عبدالله. يقول الطالب نيكولاس: "تلقينا دعما كبيراً من مختبر الموارد الساحلية والبحرية (CMOR)، وقسم تقنية المعلومات في الجامعة خصوصاً في مجال تدفق البيانات والاتصالات عبر الأقمار الصناعية. بالإضافة الى زملائنا من فريق مختبر عمليات المحيطات الذين ساعدونا في قيادة الروبوتات الغواصة وجمع البيانات ومعالجتها."

​​

وأضاف البروفيسور بورتن جونز: "تقوم الروبوتات الغواصة بجمع البيانات وإرسالها حاسب آلي لمعالجتها هنا في الجامعة. ويقوم زميلنا مهندس البرمجيات سيباستيان ستينكي بالتأكد من أن عملية معالجة البيانات تتم بشكل صحيح. بعد ذلك يقوم فريق البروفيسور إبراهيم حطيط من قسم هندسة وعلوم الأرض بنمذجة بيانات المحيطات في الوقت الحقيقي وقراءة التنبؤات من هذه النماذج". كما أشار البروفيسور بورتن جونز إلى أن هذه النماذج التي أنتجت من بيانات هذه الروبوتات الغواصة تعطينا فكرة عن التوقعات قصيرة الأجل للعمليات البيولوجية أو البيئية التي يمكنها أن تتسبب في بعض من الظواهر الطبيعية الضارة مثل تكاثر الطحالب، وابيضاض المرجان وغيرها.