Top

رحلات كاوست المدرسية: تعليم ذاتي وإدراك العلاقات بين مكونات البيئة

طلبة من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) يستخدمون أجهزة قياس الأكسجين والحموضة (pH) وإمكانية الأكسدة (حالات الأكسدة/ الأوكسيجينية) في الرواسب.

-بقلم سونيا توروسينسكي، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

عوضاً عن الجلوس في مقاعدهم الدراسية، قام طلبة علم الأحياء للصف الثاني عشر والصف الخاص بالأنظمة والمجتمعات البيئية من مدرسة مدينة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)،  بزيارة مركز ابن سينا للأبحاث القائم عند نصب الملك عبدالله في الحرم الجامعي.

وعند الوصول الى الخط الساحلي،  قام كل من جوان إليس، عالمة أبحاث من مركز أبحاث البحر الأحمر بجامعة الملك عبد الله (RSRC)، وماركو فوسي، باحث ما بعد الدكتوراة في الجامعة ، وتيموثي طومسون ، طالب ماجستير في المركز، بمساعدة الطلبة للعمل في غابة القرم الموجودة هناك.

نبات القرم هي أشجار أو شجيرات صغيرة تكيفت للبقاء على قيد الحياة في المياه الساحلية أو المياه المالحة.

تمحورت مهمة الرحلة حول قياس ارتفاع أشجار القرم وتسجيل كميات سلطعون البحر، بالإضافة الى قياس التغيرات في خصائص التربة على طول المناطق المتدرّجة. وتعد هذه الرحلات المدرسية كأحد الأمثلة عن التعاون المستمر بين مدرسة كاوست (TKS) ومركز البحر الأحمر للأبحاث (RSRC)، حيث يعملون معاً جاهدين لإدراج البحث العلمي الواقعي في جميع مراحل التعليم.

تقول إيما ناسون رئيسة قسم العلوم والأحياء في مدرسة كاوست وأم لطفلين في المدرسة  "كأم ، أريد لأطفالي أن يطّلعوا على أفضل الموجود في محيطهم، أي أعلى مستوى من العلم والمعرفة. إنه امتيازٌ رائع وأمر ضروري أن نستطيع تحقيق أقصى استفادة ممكنة، من الباحثين الذين يعملون معنا".

طلبة مدرسة كاوست بعد يوم عمل في غابة القرم في الجامعة.

بتفاصيل أدق..

وتعد نباتات القرم أشجار أو شجيرات صغيرة، تكيفت للبقاء على قيد الحياة في المياه الساحلية والمياه المالحة، وتتواجد عادةً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، بما في ذلك في المملكة. وتتضمن غابات القرم في كاوست أشجاراً أكبر تُسمى النباتات الهامشية، تنمو على طول الحافة الساحلية للبحر. وتتعرض هذه الأشجار مباشرة إلى المد والجزر والأمواج وعادة ما تغمرها مياه البحر طوال العام. ويلاحظ مع الاقتراب من الخط الساحلي كثرة الأشجار القزمة، التي غالباً ما تتأثر بحركة المد والجزر، وتعيش في بيئة أكثر قساوة وملوحة وأكثر قحلاً في الصيف.

يتواجد أعدد كبيرة من سلطعون البحر في غابة القرم في حرم جامعة كاوست.

ومن جهته يقول ماركو فوسي: "استطاع الطلبة ملاحظة تغير حجم النبات ومجموعات سلطعون البحر عند الانتقال بين النباتات الهامشية الساحلية والأشجار القزمة. وقام الطلبة بقياس محيط النباتات وارتفاعها، وتسجيل أعداد وأنواع السلطعون التي تعيش في هذه المنطقة. كما أحضرنا أجهزة لقياس الأكسجين والحموضة (pH) وإمكانية الأكسدة (حالات الأكسدة / الأكسجينية) في أماكن تواجد السلطعونات الحية".

التعمق والغوص في العلم

في رحلة أخرى، عملت مجموعة من الصف العاشر مع مجموعة مختلفة من الباحثين في مركز البحر الأحمر للأبحاث "RSRC" ، تضمنت مات تايتبول وروبن مارتن دي موستا ونورا زهران، من وحدة متعددة التخصصات بين العلوم واللغة الإنجليزية "IDU".

ركّز الطلبة خلال الرحلة على مشكلة ابيضاض المرجان، وأجروا مجموعة متنوعة من التجارب على مدى عدة أيام في الجامعة، أبرزها تجربة العمل كباحثين أكاديميين. كما وثق الطلبة تجربتهم في فيلم وثائقي، عرضوا خلاله أفكارهم للحفاظ على التنوع البيولوجي باستخدام لغة مقنعة وعاطفية.

طلبة الصف الثاني عشر – قسم علم الأحياء - من مدرسة كاوست مع معدات الغطس.

وفي رحلة بحرية أخرى، خرج طلبة الصف الثاني عشر – قسم علم الأحياء برفقة مات تايتبول، طالب دكتوراة في كاوست، كجزء من وحدة التعلّم البيئي. وتم تجهيز الطلبة بمعدات الغطس وألواح تابلت مقاومة للماء، وقاموا بفحص الشعاب المرجانية هناك.

A student from The KAUST School dives down to take a closer look at the coral reef below. Photo courtesy of The KAUST School.

ما بعد أشجار القرم

يتمتع مركز البحر الأحمر للأبحاث بتاريخ في العمل مع مدرسة كاوست، إذ يهدف هذا التعاون إلى إدخال أبحاث علوم الأحياء البحرية إلى الفصل الدراسي في المدرسة. وبالإضافة إلى رحلات الغوص وأشجار القرم، يقدم الباحثون في المركز محاضرات حول التلوث البلاستيكي، وبيئة الأسماك، أثار الصيد المستدام، بالإضافة إلى مواضيع أخرى.


اثنان من طلبة المدرسة مع مشروعهم الخاص بدراسة سلطعون البحر المتواجد في المنطقة.

 
ودفع نجاح الرحلات الأخيرة مدرسي مدرسة كاوست والباحثين في مركز الأبحاث،إلى الأمل بأن تصبح رحلات أشجار القرم والغطس جزءاً من المناهج الأكاديمية. إذ تشير ايليس: "هناك فرصة لإدخال مواضيع من البكالوريا الدولية ضمن رحلات أشجار القرم القادمة. كما يمكن ادخال البيانات التي جمعها الطلبة خلال رحلاتهم ضمن المنهاج أيضاً".